وسائل إعلام كبرى تندد باستيلاء البيت الأبيض على التغطية المستقلة

 

علاء الفريجي

حذرت “رابطة مراسلي البيت الأبيض” من أنها لم تعد قادرة على ضمان دقة التقارير الإخبارية التي يبثها البيت الأبيض، بعد أن قرر الأخير أنه سيتولى بنفسه مسؤولية اختيار وسائل الإعلام التي سوف تكون ضمن مجموعات الصحافيين الذين يغطون أخبار الرئيس الأميركي دونالد ترامب

وأكد البيت الأبيض رغبته في استعادة السيطرة على التغطية الإعلامية من خلال الإعلان عن أنه سيختار بنفسه تشكيلة المجموعة الصغيرة من الصحافيين الذين لديهم إمكانية الوصول المباشر إلى الرئيس، وخاصة في المكتب البيضوي.

ويشكل ذلك قطيعة مع نظام تم إنشاؤه قبل عقود وتديره وسائل الإعلام بنفسها من خلال جمعية مراسلي البيت الأبيض ، وقال رئيس الرابطة يوجين دانيلز، في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى مراسلي البيت الأبيض، إن الرابطة “لا يمكنها ضمان أن التقارير التي يقدمها الصحافيون الذين تختارهم الحكومة ستلتزم بنفس المعايير التي وضعناها على مدى عقود ” .

وأضاف دانيلز “ما أعرفه هو أن هذه الرابطة لن تؤيد أي محاولة من جانب هذه الإدارة أو أي إدارة أخرى للاستيلاء على التغطية الصحفية المستقلة للبيت الأبيض. وسيتعين على كل مؤسساتكم أن تقرر ما إذا كانت ستشارك في هذه المجموعات الجديدة التي يتم تعيينها من قبل الحكومة أم لا” .

وتأتي هذه الخطوة في ظل خلاف بين البيت الأبيض ووكالة أنباء أسوشيتد برس التي أقامت مع “رابطة مراسلي البيت الأبيض” دعوى قضائية ضد ثلاثة مسؤولين في البيت الأبيض بسبب قرار منع مراسليها من تغطية الأحداث الرئاسية .

ويعود الخلاف إلى رفض الوكالة مواءمة أسلوبها التحريري مع الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بإعادة تسمية “خليج المكسيك” ليصبح “خليج أميركا ” .

كما نددت وكالات أسوشيتد برس وبلومبيرغ نيوز ورويترز للأنباء الأربعاء بقرار البيت الأبيض تقييد وصول بعض وسائل الإعلام إلى الرئيس الأميركي .

وقالت أسوشيتد برس وبلومبيرغ نيوز الأميركيتان في بيان مشترك مع رويترز الكندية – البريطانية إنه “من الضروري في الديمقراطية أن يتمكن الجمهور من الوصول إلى الأخبار المتعلقة بحكومته من خلال صحافة حرة ومستقلة .

وأضافتا “نعتقد أن أي إجراء تتخذه الدولة للحد من عدد وكالات الأنباء التي يمكنها الوصول إلى الرئيس يهدّد هذا المبدأ ” .

وفي ظل النظام السابق، كان لوكالات أسوشيتد برس وبلومبيرغ نيوز ورويترز مكان دائم في تلك التشكيلة. وسيتعيّن الآن على رويترز وبلومبيرغ نيوز تقاسم مكان واحد، في حين تمّ إقصاء وكالة أسوشيتد برس من النظام المعتمد .

أما وكالة فرانس برس التي يقع مقرها الرئيسي في باريس، فهي أيضا جزء من النظام المعتمد، ولكنها تقع في فئة مختلفة عن الوكالات الثلاث، ولم تتأثر حاليا بهذه التغييرات .

قد يعجبك ايضا