مهرجان ألحان موكريان.. ليلة كوردية دافئة في بوكان

 

التآخي : وكالات

شهدت مدينة بوكان في كوردستان الشرقية (ايران) إقامة مهرجان الألحان المحلية لمنطقة موكريان، حيث أبدع عشرة من كبار فناني الغناء الارتجالي والمقامات في إحياء ليلة شتوية باردة بألحانهم الدافئة، مانحين الحضور أجواءً مفعمة بالفرح والسعادة.
ومن بين المشاركين في المهرجان الفنانون: عمر فرجي، أبو قرة كويزي، قالة درژي، جعفر بوغداداغي، حسن ميراوايي، علي كليناني، محمد خليفاني، حامد كوسيي، عمر شنويي، وحسين خالدار، وجميعهم نشطون في مجال الفن الشعبي منذ أكثر من نصف قرن، وقد لعبوا دورًا بارزًا في الحفاظ على التراث الموسيقي الكوردي والمقامات التقليدية.
وفي تصريحٍ خاص لـ”كوردستان24″، أعرب الفنان المسرحي محمد زارع زاده عن تقديره لهؤلاء الفنانين، قائلًا: “هؤلاء الفنانون المحبوبون قدموا الكثير لوطننا، وأشكرهم على مشاركتهم في هذا المهرجان.”
من جانبه، أكد لقمان شهابي، مدير المهرجان، على ضرورة تكريم الفنانين، مشيرًا إلى أن: “كل فرد في المجتمع مُطالب باحترام الفنانين، وخاصة أولئك الذين أفنوا حياتهم في خدمة الثقافة والفن الشعبي حفاظًا على هويتنا الكردية.”
أما الفنان الشعبي حسين خالدار، فشدد على أهمية نقل هذا التراث إلى الأجيال القادمة، قائلًا: “لقد وصل هذا الفن إلينا من جيل إلى جيل، وآمل أن نتمكن من مواصلة هذا الإرث. ينبغي إقامة مثل هذه المهرجانات مرتين أو ثلاث مرات سنويًا، حتى يتسنى لشبابنا التعرف على فنونهم التراثية.”
وفي ختام الأمسية، التي تحولت إلى احتفال جماعي بالموسيقى الفولكلورية، قامت اللجنة المنظمة بتكريم الفنانين المشاركين تقديرًا لعطائهم الفني وجهودهم في الحفاظ على التراث الموسيقي في منطقة موكريان. يعدُّ مهرجان ألحان موكريان فعالية ثقافية وفنية بارزة تُقام في منطقة موكريان الواقعة في كوردستان الشرقية، وتحديدًا في مدينة بوكان. يهدف إلى الحفاظ على التراث الموسيقي الكوردي المحلي، توثيقه، ونقله إلى الأجيال القادمة، ما يجعله منصة مهمة لصون الهوية الثقافية للمنطقة. تقع منطقة موكريان في شمال غرب إيران (كوردستان الشرقية)، وتضم مدنًا مثل بوكان، مهاباد، سردشت، وسقز. تمتاز هذه المنطقة بتراث ثقافي غني ومتنوع، يُعتبر جزءًا أساسيًا من الهوية الكوردية. وتشكّل الموسيقى التقليدية أحد أبرز مكونات هذا الإرث، حيث تعبّر عن مشاعر السكان وتوثّق حياتهم اليومية. وتتميّز الموسيقى المحلية في موكريان بعدة عناصر تبرز هويتها الفنية الفريدة، ومن أبرزها: البندبيجي (المقامات): أسلوب غنائي يعتمد على مقامات موسيقية خاصة بالمنطقة، ويُعدّ من أبرز أشكال الأداء التقليدي. والخوويجي (الغناء الارتجالي)كنوع من الغناء الكوردي الذي يتميّز بالارتجال والأداء العفوي، ما يمنح كل عرض طابعًا فريدًا. بالاضافة الى المحتوى الشعري والتي تعتمد معظم الأغاني على قصائد شعرية تعبّر عن الحب، الطبيعة، الحياة اليومية، والتاريخ، مما يُضفي عليها عمقًا معنويًا. فضلا عن اللهجة المكريانيةالتي تلعب الموسيقى دورًا مهمًا في الحفاظ على اللهجة الكردية الخاصة بالمنطقة، ما يعزز من ارتباط الأجيال بثقافتهم. يُسهم المهرجان في تحقيق عدة أهداف ثقافية وفنية، من بينها، الحفاظ على التراثالذي  يساهم في صون التراث الموسيقي الذي تناقلته الأجيال عبر قرون، ما يضمن استمراريته. مع تعزيز التبادل الثقافيك فرصة للتواصل بين الفنانين والجمهور من مختلف أنحاء المنطقة، مما يعزز التفاهم الثقافي. وتوثيق الألحان التقليدية كأسهام في توثيق الأغاني والمقامات التي تواجه خطر الاندثار. مع نقل المعرفة للأجيال الجديدة لتشجع الشباب على تعلم الفنون الموسيقية من الفنانين المخضرمين، مما يضمن انتقال المهارات والخبرات إليهم. ومن خلال تنظيم مهرجان ألحان موكريان بشكل دوري، تُتاح للفنانين المحليين فرصة تقديم فنونهم لجمهور واسع، مما يسهم في إحياء الاهتمام بالموسيقى التقليدية. كما يعزّز المهرجان التواصل بين الأجيال، إذ يتعرف الشباب على تراثهم الثقافي من خلال عروض حية، ما يزيد من احتمالية استمرارية هذا الإرث العريق رغم تحديات العصر الحديث.

قد يعجبك ايضا