ارهاصات بيئية .. البروتينات النباتية بديلا عن اللحم الحيواني

 

صادق الازرقي

مع انتشار الشائعات في العراق بشأن عدم تناول اللحوم وبخاصة لحوم الابقار والجاموس وغيرها، اثر تفشي ما يسمى مرض الحمى القلاعية والمخاطر التي يمكن ان تنتقل الى البشر.

وبغض النظر عن المخاطر الصحية المتواجدة اصلا التي ترتبط باستهلاك البشر للحوم الحمر التي طالما يحذر منها الاطباء لتأثيرات  استهلاكها المفرط الضار على الانسان، فهل يمكن التحول الى مصادر بديلة ومنها ما يطلق عليها اللحوم النباتية؟

ان اللحوم النباتية أو البروتينات النباتية هي بدائل للحوم الحيوانية مصنوعة من مصادر نباتية، تهدف هذه المنتجات إلى محاكاة طعم وملمس اللحوم الحيوانية، وتوفر بديلا للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا أو يرغبون في تقليل استهلاك اللحوم.

والمكونات الشائعة للحوم النباتية هي البروتينات النباتية  مثل بروتين الصويا، وبروتين البازلاء، وبروتين القمح، و الدهون النباتية، مثل زيت جوز الهند، وزيت الكانولا، وزيت عباد الشمس، بالنكهات والمستخلصات الطبيعية، لإضفاء طعم اللحم  بالمكونات الأخرى، مثل الألياف النباتية، والفيتامينات، والمعادن.

وأنواع اللحوم النباتية تشمل البرغر النباتي و النقانق النباتية، و  اللحوم المقددة النباتية، و شرائح اللحم النباتية و  الدجاج النباتي، وغيرها.

وفوائد اللحوم النباتية، انها توفر بديلاً للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا، قد تكون صحية أكثر من اللحوم الحيوانية، اذ أنها غالبًا ما تكون أقل في الدهون المشبعة والكوليسترول، و تسهم في تقليل التأثير البيئي لإنتاج اللحوم الحيوانية.

ومن سلبياتها انها  قد تكون معالجة بشكل كبير، وتحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم والدهون المشبعة، و قد لا توفر جميع العناصر الغذائية المتواجدة في اللحوم الحيوانية.

ولذلك قدم المتخصصون بالتغذية نصائح لاستهلاك اللحوم النباتية، منها ضرورة اختيار منتجات قليلة المعالجة، وتحتوي على نسبة منخفضة من الصوديوم والدهون المشبعة، و القيام   بتضمين مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية الأخرى في نظامك الغذائي لضمان حصولك على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها.

كما يمكنك استهلاكها باعتدال وتناولها مع الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة لضمان حصولك على العناصر الغذائية المتنوعة من أجل صحة مثالية.

وتشهد أسواق اللحوم النباتية نموا سريعا في جميع أنحاء العالم، ولكن بعض الدول تبرز كأكثر المستهلكين، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، اذ تعد رائدة في هذا المجال، حيث توجد العديد من الشركات المنتجة والمستهلكين المهتمين بالبدائل النباتية.

اما الصين، فتشهد زيادة في الطلب على اللحوم النباتية، مدفوعة بالاهتمام بالصحة والاستدامة، فضلا عن   ألمانيا والمملكة المتحدة، اذ تعد من بين الدول الأوروبية الرائدة في استهلاك اللحوم النباتية، كما ان كندا وأستراليا، تشهدان نموا ملحوظا في هذا السوق.

اما العوامل التي تسهم في زيادة استهلاك اللحوم النباتية فمنها، الوعي المتزايد بالتأثير البيئي لإنتاج اللحوم الحيوانية، و  الاهتمام بالصحة والنظام الغذائي النباتي و   تحسين جودة وطعم المنتجات النباتية، و زيادة توافر المنتجات النباتية في الأسواق.

وبرأيي، ان العراق برغم العادات الغذائية المتعارف عليها المتعلقة بالإكثار من تناول اللحوم الحيوانية؛ وبسبب مخاطر استهلاكها المفرط، ودورها في الامراض الشائعة والنوبات القلبية، فان التحول الى نمط من الاستهلاك الصحي وبضمن ذلك اللجوء الى البدائل النباتية، يعد ضروريا لحماية الصحة، ويمكن انشاء المعامل المحلية المتخصصة بإنتاجها.

قد يعجبك ايضا