علماء البيئة يطالبون بتأجيل الألعاب الشتوية بسبب تغير المناخ

 

متابعة – التآخي

توقع علماء المناخ، أن تتضاءل فرص السياحة الشتوية والرياضات الشتوية في كشمير مع مرور الوقت.

ويقولون، إن تأجيل الألعاب الشتوية يشكل نداءً واضحًا لاتخاذ تدابير فورية لإبطاء ذوبان الثلوج في المناطق السياحية الجبلية مثل جولمارج.

جرى تأجيل المرحلة الثانية من “دورة الألعاب الشتوية الخامسة في خيلو الهندية”، والتي كان من المقرر أن تقام بين 22 و25 شباط، حيث أشارت السلطات إلى عدم كفاية الثلوج كسبب.

ويربط الخبراء ذلك باتجاهات الاحترار طويلة الأمد فوق جبال الهيمالايا، التي كانت أكثر وضوحًا في الوجهات السياحية الشهيرة مثل جولمارج.

كما سجل هذا العام أيضًا هطول أمطار شحيحة وأشهر شتاء أكثر دفئًا، مما يجعل الغطاء الثلجي يتلاشى بشكل أسرع. لا تشكل هذه التغييرات مفاجأة لعلماء البيئة.

في عام 2014، أجرى البروفيسور شاكيل رومشو وفريقه، العالم المشهور ونائب رئيس الجامعة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا الحالي، دراسة بارزة.

وضم فريق البحث رياض أحمد دار، وعرفان رشيد، وعارف مرازي، وخلصوا إلى أن “تغير المناخ يشكل مشكلة كبيرة لاستدامة السياحة الشتوية، وتعتمد السياحة الشتوية على ظروف الثلوج الجيدة وهي شديدة الحساسية لفصول الشتاء التي تفتقر إلى الثلوج”.

وكما لو كان الأمر متوقعًا للأزمة الحالية، فإن تغير المناخ يؤدي إلى نمط جديد من سياحة التزلج المفضلة والمحرومة في المنطقة، كما جاء في ورقة البحث.

وكشف تحليل البيانات “الهيدروميترولوجية” التي جمعها هذا الفريق على مدى سنوات عديدة عن “اتجاه إحصائي متزايد كبير في متوسط درجات الحرارة الدنيا والقصوى، وبخاصة في أشهر الشتاء”.

وتشير ورقة بحثية بعنوان “استدامة السياحة الشتوية في كشمير” إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أثر على الغطاء الثلجي بطريقتين: انخفاض كمية الأمطار التي تساقطت على شكل ثلوج، وعدم استمرار الغطاء الثلجي لمدة كافية.

وجاء في الورقة البحثية أن “المدة الزمنية الفعلية لتساقط الثلوج شهدت تغييرًا، حيث لم يتساقط سوى القليل من الثلوج أو لم تتساقط أي ثلوج على الإطلاق في شهري كانون الاول  وكانون الثاني، فيما شهد شهرا شباط و آذار تساقط ثلوج كثيفة نسبيًا”.

ويقول البروفيسور رومشو، في حديثه لصحيفة كشمير الكبرى، إن البحث نُشر منذ أكثر من عقد من الزمان، وإن تأثيرات تغير المناخ أصبحت أكثر وضوحًا كل عام.

واوضح “قد لا تكون السياحة الشتوية مستدامة. لقد درسنا جولمارج وبهالجام لفترة طويلة وبدأنا أيضًا في جمع البيانات من سونمارج الآن”.

وأعرب عن قلقه بشأن الأنشطة السياحية غير المنظمة والأعداد في المناطق الهشة بيئيًا، وقال “نحن بحاجة إلى الانتباه إلى ما نفعله بالبيئة وكيف سيؤثر علينا في غضون بضع سنوات مقبلة”.

وأوضح أنه في حين كان من المفهوم أن السياحة وعدد كبير من السياح إلى باهالجام وجولمارج يساعدون في تعزيز الاقتصاد المحلي، فإن السياحة غير المنظمة في مثل هذه النظم البيئية الهشة تشكل تهديدًا للموارد الطبيعية – الغطاء الثلجي والأنهار الجليدية.

يشار الى ان دراسة حديثة اظهرت مدى تأثير ذوبان الجليد وتقلص كمياته في المحيط المتجمد الشمالي على النظم البيئية البحرية في المناطق الشمالية على وجه التحديد، وكذلك تمتد الى مناطق اخرى، وكانت النتائج مربكة على خلاف ما كان متوقعا.

فعلى مدار 25 سنة انقضت تضاءلت كمية الجليد على سطح مياه المحيط في القطب الشمالي بأكثر من مليون كيلومتر مربع، فباتت تظهر مساحات شاسعة خالية تماما من آثار الجليد، لا سيما في فصل الصيف. وعليه سعى العلماء إلى مراقبة ودراسة مدى تأثير هذا التغير الجوهري على النظم البيئية المختبئة تحت سطح الماء في أقصى شمال الكرة الأرضية.

ويسلّط عالم البحار من جامعة جنوب الدانمارك كارل أتارد، الضوء على مدى تعقيد الظروف المتغيرة للمحيط المتجمد الشمالي بسبب تناقص وتضاؤل تلال الجليد البحري، ويدرس فريقه البحثي العلاقة بين ارتفاع تركيز أشعة الشمس وإنتاج عملية التمثيل الضوئي في الكائنات الحية بسبب غياب الطبقة الجليدية، وذلك ضمن دراسة بعنوان “الإنتاج الأولي لقاع البحر في المحيط المتجمد الشمالي المتغير”، ونُشِرت في المجلّة العلمية “متابعات الأكاديمية الوطنية للعلوم”.

قد يعجبك ايضا