أربيل – التآخي
أجبرت المعارك الدائرة بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي أربع عشرة عائلة في منطقة زيبار بقضاء آكرى في محافظة دهوك، على مغادرة منازلها، بعد تصاعد حدة الاشتباكات والقصف الجوي في المنطقة.
ورغم أن النزوح فرض عليهم حياة اللجوء، أكد المواطن جواد جلال أن إنقاذ حياتهم وسلامتهم أصبح أولوية تفوق أي شيء آخر.
وقال جواد جلال، مواطن نازح: عندما استُشهد بعض أفرادنا نتيجة القصف الجوي، ورأينا أن المعارك باتت تدور بيننا وبين جبالنا، لم يكن أمامنا خيار سوى ترك قرانا وأخذ مواشينا معنا بحثًا عن الأمان.
وتضم العائلات النازحة 84 فردًا من كبار السن والشباب والنساء والأطفال، جميعهم اضطروا إلى ترك ديارهم، في مشهد يتكرر في العديد من مناطق النزاع على الحدود العراقية التركية.
تشهد المناطق الحدودية بين إقليم كوردستان وتركيا توترًا مستمرًا منذ سنوات بسبب العمليات العسكرية التركية ضد عناصر حزب العمال الكوردستاني، الذي يتخذ من جبال كوردستان معقلًا له.
وأسفرت هذه العمليات عن نزوح مئات العائلات من القرى الحدودية، فضلًا عن سقوط ضحايا بين المدنيين.
منذ عام وحتى الآن، أسفر القصف التركي في منطقة زيبار عن استشهاد ستة أشخاص، ما دفع العائلات إلى اتخاذ قرار المغادرة تفاديًا لوقوع المزيد من الضحايا.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، وصل فريق من مؤسسة بارزاني الخيرية إلى المنطقة لتقديم الدعم والمساعدة للعائلات التي اضطرت إلى ترك منازلها وأعمالها.
بيوار كريم – ممثل مؤسسة بارزاني الخيرية في آكري يقول: شعرنا في مؤسسة بارزاني الخيرية بأن من واجبنا الإنساني الوقوف إلى جانب هذه العائلات ومساعدتها. لذلك، قدمنا لهم المواد الغذائية والأغطية والخيام، وسنواصل دعمهم بكل ما نستطيع، لأن هذا جزء من رسالتنا الإنسانية.
نتيجة استمرار الصراع، أُخليت حتى الآن 27 قرية ضمن حدود ناحية دينارته بقضاء آكري، فيما تزداد المخاوف من اضطرار سكان خمس قرى أخرى إلى النزوح إذا استمرت العمليات العسكرية.
ورغم تكرار نداءات حكومة إقليم كوردستان بضرورة وقف العمليات العسكرية على أراضيها لحماية السكان المدنيين، فإن الحلول السياسية لإنهاء النزاع بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني لا تزال بعيدة المنال، ما ينذر بمزيد من موجات النزوح في المستقبل.
أدى الصراع المستمر بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي في محافظة دهوك إلى تهجير عدد كبير من القرى، خاصة في المناطق الحدودية. وفقًا لإحصائيات محافظة دهوك، تم إخلاء 274 قرية نتيجة هذه المعارك، منها 250 قرية في قضاء العمادية، و24 قرية في قضاء آكري.
بالإضافة إلى ذلك، أشار محافظ دهوك، علي تتر، في مؤتمر صحفي سابق، إلى أن أكثر من 250 قرية حدودية في المحافظة أُفرغت من سكانها بسبب الاشتباكات بين القوات التركية ومسلحي حزب العمال الكردستاني.
تسببت هذه العمليات العسكرية في نزوح مئات العائلات، حيث نزحت نحو 300 عائلة من قرى قضاء العمادية منذ بدء العمليات.
بشكل عام، أدى الصراع المستمر منذ أربعة عقود إلى تهجير سكان 800 قرية وسقوط مئات الضحايا المدنيين في إقليم كردستان العراق.
هذا النزاع المستمر لا يؤثر فقط على البنية التحتية والاقتصاد المحلي، بل يهدد أيضًا التراث الثقافي والتماسك الاجتماعي للمجتمعات المحلية في دهوك والمناطق المحيطة.