التاخي – ناهي العامري
احتفى منتدى بيتنا الثقافي بالناقد الدكتور شجاع العاني، بمناسبة الذكرى ٩١ لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، وبدأ الاحتفاء بكلمة مفيد الجزائري عضو المكتب السياسي للحزب، جاء فيها ان الحزب الشيوعي درج على احتضان وتكريم المبدعين، أدباء وفنانين وعلماء ومفكرين، اعترافاً بانجازهم الثقافي، انطلاقاً من حقيقة ان الفكر الاشتراكي العلمي، الذي يهتدى به هو ثمرة من ثمار الثقافة والمعرفة الانسانيتين، استنادا الى ما عبر عنه كارل ماركس ورفيقه فريدريك انجلز في مناسبات مختلفه، هي ان نظريتهما الاشتراكية لم تتبلور لولا الاطلاع على الارث الثقافي والمعرفي لمن سبقوهما، واضاف الجزائري قائلا :
اليوم ونحن نحتفل في عشية الذكرى ٩١ للتاسيس، بقامة عالية في ثقافتنا العراقية المعاصرة، يحق لنا ان نعبر عن فخرنا واعتزازنا بالصف الطويل من مبدعينا الكبار في الفن والادب ، ومنهم المحتفى به الدكتور شجاع مسلم العاني.
بعد ذلك قدمت الدكتورة نادية هناوي، محاضرة قيمة عن الجهود التي بذلها العاني في استحداث النقد الأدبي خلال مسيرته الاكاديمية، وجاء في محاضرتها ان العاني اهتم كثيرا بمسألة تحديث مادة النقد الأدبي بوجه خاص، والتأشير على جمود مناهج تدريس الادب في اقسام اللغة العربية بوجه عام، ووجد الفرصة سانحة للبدأ بمشروعه التحديثي، ما ان عمل استاذا في جامعة البصرة بدأ من العام ١٩٧٦، ساعده في ذلك نظام المقررات المعمول به آنذاك، فاستثمره باتجاه تحقيق نقلة حداثوية في تدريس الادب على مدى عقدين واكثر، فاضاف مقررات دراسية جديدة ، وابتكر طرائق تدريس جديدة، استبدل بها تلك التي كانت سائدة، محدثًا انقلاباً ثقافيا على السائد عبر تنوير وعي الطالب الجامعي بالمفاهيم والفلسفات الحديثة، مع الخروج على ما وضعته لجان المناهج في وزارة التعليم العالي.
واضافت هناوي قائلة، مارس الدكتور العاني دور الناقد الاكاديمي الذي يجمع خبرته التربوية بامكانياته النقدية، فادخل مادتي القصة والرواية وجعلهما من الموضوعات الرئيسية لطلبة قسم اللغة العربية، انطلاقاً من شعوره بما يتسم به هذان الجنسان الأدبيان من بعد حضاري معاصر، في وقت كان الغالب على التدريس هو الشعر، وتتبع سير الشعراء، لكن اصراره على اضافة هاتين المادتين الى مناهج الدراسة هو الذي كسر هذا النسق الكلاسيكي، ومثل ذلك حصل مع تدريسه مادة فن المسرحية، واستمر الحال على هذآ المنوال الى ان بلغ عدد المواد التي ادخلها الى منهاج مقررات اللغة العربية خمّس عشرة مادة، منها النقد التطبيقي والمذاهب الادبية ( كلاسيكية، رومانسية، واقعية، رمزية) ولان هذه المواد جديدة كان على الدكتور العاني ان يضع مفرداتها ويرسم خطة خاصة لتدريسها، وهو امر احتاج منه بحثا متواصلا وتنقيبا في المصادر والمراجع العربية والأجنبية.
وختمت هناوي محاضرتها بوصف محاضراته الشفاهية باسلوب حياة، حيث يأخذ بيد الطلبة ويمدهم بما يعزز فيهم دوافع الكتابة الإبداعية ويحضهم دائماً على عدم التقليد والاتباع ، وفي تسعينات القرن الماضي غادر كثير من الاساتذة الى خارج الوطن ، لكن العاني بقي يواصل رسالته التعليمية ودوره النقدي.