نبيل خالد مخلف – باحث سياسي
إن التعليم والتربية هما الأساس الذي تُبنى عليه المجتمعات المتقدمة، وهما الحصن الحصين الذي يحمي الأجيال من الانحراف والتخلف، ومع تطور التكنولوجيا وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت القاعات الدراسية ليست بمنأى عن تأثير هذه المنصات، سواء كان ذلك إيجابياً أم سلبياً.
إلا تنظر وزارتي التعليم والتربية إلى ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي داخل القاعات الدراسية؟ قد تكون بعض الأمور إيجابية نثني عليها، مثل استخدام التقنيات الحديثة لتعزيز الفهم وتبادل المعرفة أو بعض السلوكيات التي تعزز من التقارب بين الطلبة والكادر التعليمي والتي تنقل صورة إيجابية، لكن هناك أيضاً ممارسات سلبية يجب التصدي لها، مثل التصوير غير المصرح به، أو نشر محتوى يسيء إلى المعلمين والطلاب ويقلل من القيمة، أو يشتت انتباههم عن العملية التعليمية.
لذا، من الضروري أن تتبنى الجهات المسؤولة سياسات واضحة لمراقبة هذا التأثير، بحيث يتم توظيف التكنولوجيا لخدمة العملية التعليمية، مع وضع ضوابط تحمي بيئة التعلم من أي ممارسات غير أخلاقية أو مشتتة، كما ينبغي تعزيز الوعي لدى الطلاب والمعلمين حول الاستخدام المسؤول لمواقع التواصل، وتوجيههم نحو الاستفادة منها في تطوير معارفهم، بدلاً من أن تكون وسيلة للتشويش والإلهاء، هذا الأمر يتطلب تضافر الجهود بين الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات الحكومية، لضمان أن يبقى التعليم منارةً للفكر، بعيداً عن كل ما قد يؤثر سلباً على مسيرته.