أسوشيتد برس تتهم إدارة ترامب بانتهاكها المبدأ الأساسي لحرية الصحافة

 

التأخي _ علاء الفريجي

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيمنع وكالة أسوشيتد برس من دخول المكتب البيضاوي ومرافقته على متن طائرة الرئاسة (إير فورس وان) إلى أن تتوقف عن الإشارة إلى خليج المكسيك باسمه الحالي .

ووقّع ترامب أمرا تنفيذيا في يناير الماضي، يوجه وزارة الداخلية بتغيير اسم الممر المائي إلى خليج أميركا. وقالت أسوشيتد برس، مستدلة بمعايير تحريرية، إنها ستستمر في استخدام اسم الخليج المتفق عليه

واستبعد البيت الأبيض الوكالة من عدة تجمعات صحفية لوكالات الأنباء على مدار الأسبوع الماضي، زاعما أن قرار الوكالة مثير للخلاف ومضلل

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن مراسل وكالة أسوشيتد برس مُنع من حضور المؤتمر الصحفي بين ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي .

جمعية المراسلين بالبيت الأبيض التي تمثل الصحافيين الذين يغطون أخبار الرئيس، احتجت على تصرفات إدارة ترامب تجاه الوكالة

وقال ترامب للصحافيين في منتجع مار ألاجو بفلوريدا في أول تعليق علني له بشأن القضية “سنُقيّدها (الوكالة) إلى أن يحين الوقت الذي تقر فيه أنه خليج أميركا ” .

واستشهد بأمره التنفيذي، وقال إنه لا يستطيع فهم إصرار الوكالة على استخدام الاسم القديم، واعتبره أمرا “سخيفا”. وأضاف “لا يقدمون لنا أيّ خدمة، ولا أعتقد أنني سأقدم لهم أيّ خدمة أيضا، هكذا تسير الحياة،” مؤكدا أن “الوكالة لن يُسمح لها بدخول المكتب البيضاوي حتى تستخدم تسمية خليج أميركا ” .

واحتفظت الوكالة بإمكان دخول مجمع البيت الأبيض. وأوضحت أسوشيتد برس في قواعدها التحريرية أن خليج المكسيك يحمل الاسم نفسه منذ 400 عام. وبصفتها وكالة أنباء عالمية، تقول إنها ستشير إلى الخليج باسمه الأصلي بينما ستذكر الاسم الجديد الذي اختاره ترامب .

واتهمت الوكالة إدارة ترامب بانتهاكها المبدأ الأساسي لحرية الصحافة، وقالت لورين إيستون المتحدثة باسم الوكالة “الأمر هو أن الحكومة تملي على المواطنين ووسائل الإعلام الكلمات التي يستخدمونها، وتعرضهم للأذى إن لم يتبعوا أوامرها ” .

واحتجت جمعية المراسلين بالبيت الأبيض، التي تمثل الصحافيين الذين يغطون أخبار الرئيس، على تصرفات إدارة ترامب تجاه أسوشيتد برس

وتستمر معظم وكالات الأنباء، بما فيها رويترز، في الإشارة إلى الممر المائي بخليج المكسيك، على الرغم من أن أسلوب رويترز التحريري هو تضمين السياق المتعلق بالأمر التنفيذي لترامب، حيثما كان الأمر مناسبا

وقالت رويترز في بيان “تأخذ رويترز صف أسوشيتد برس والمؤسسات الإعلامية الأخرى في الاعتراض على قيود التغطية الإعلامية التي يفرضها البيت الأبيض على أسوشيتد برس بسبب قراراتها التحريرية المستقلة.” وردت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت قائلة إن عدم السماح للمراسل بالدخول إلى المكتب البيضاوي يتوافق مع سياستهم الخاصة .

الى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إصدار أمر بإلغاء جميع اشتراكات الصحف والمنافذ الإعلامية التي تعتبر “غير مهمة”، في خطوة تتماشى مع حملة إدارة ترامب الصارمة على شركات الإعلام التي تعتبر الحكومة الأميركية من العملاء المشتركين .

وقالت صحيفة واشنطن بوست أنه وفقًا لإرشادات البريد الإلكتروني الداخلية، وصفت مذكرة بتاريخ 11 فبراير أُرسلت إلى السفارات والقنصليات في أوروبا هذا الأمر بأنه جزء من جهد لخفض الإنفاق

وجاء في البريد الإلكتروني، جزئيًا، “نظرًا لهذه الأولوية، يُطلب من المراكز وضع أوامر وقف العمل فورًا على جميع العقود وأوامر الشراء غير المهمة للاشتراكات الإعلامية في المنشورات والدوريات والاشتراكات في الصحف التي ليست مجلات أكاديمية أو مهنية ” .

وينطبق الأمر عالميًا على عشرات السفارات والقنصليات الأميركية، وفقًا لمسؤول في وزارة الخارجية. وتعتمد فرق أمن السفارات على التغطية الإخبارية للتحضير للسفر الدبلوماسي في مناطق الصراع. وقال المسؤول إن إلغاء الاشتراكات بما في ذلك في منافذ الأخبار المحلية، قد يعيق تقييماتهم للتهديدات .

وفي مذكرة صدرت ، وجهت فرق المشتريات في السفارات والقنصليات لإعطاء الأولوية لإنهاء العقود مع ست مؤسسات إخبارية على وجه الخصوص وهي الإيكونوميست، ونيويورك تايمز، وبوليتيكو، وبلومبيرغ نيوز، وأسوشييتد برس، ورويترز. وقيل لموظفي وزارة الخارجية إنه يمكنهم تقديم طلب للحفاظ على الاشتراك في المنافذ الإخبارية ولكن “يجب أن يتم ذلك في جملة واحدة ” .

 

وحددت الإرشادات المبررات المحتملة إذا كان الاشتراك يؤثر على سلامة الموظفين أو المرافق الأميركية، أو إذا كان مطلوبًا بموجب معاهدة أو قانون، أو إذا كان يعطي إجابة إيجابية على أحد الأسئلة التالية “هل يجعل أميركا أكثر أمانًا؟ هل يجعل أميركا أقوى؟ هل يجعل أميركا أكثر ازدهارًا؟

ويأتي ذلك بينما تتواصل المناوشات بين الرئيس الأميركي ووسائل إعلام محلية، ففي تصعيد شنّ ترامب والملياردير إيلون ماسك هجوما لاذعا على وكالة رويترز للأنباء، متهمين إياها بالاستفادة غير القانونية من عقود حكومية مع وزارة الدفاع الأميركية .

وذلك بعد أن كشف ماسك عبر منصته إكس أن رويترز تلقت ملايين الدولارات من البنتاغون لبرنامج حول “الهندسة الاجتماعية”، واصفا ذلك بأنه “عملية احتيال بالكامل ” .

وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشال” أن رويترز، التي وصفها بـ”اليسارية المتطرفة”، يجب أن تعيد هذه الأموال، كما وجّه انتقادات حادة لصحيفة نيويورك تايمز وموقع بوليتيكو، متهما إياهما بالاستفادة من أموال دافعي الضرائب عبر عقود مع الحكومة .

غير أن شركة تومسون رويترز للخدمات الخاصة “تي.ار.اس.اس”، وهي كيان منفصل قانونيا وإداريا عن وكالة رويترز الإخبارية، دحضت هذه الاتهامات. وأكد ستيف روبلي، الرئيس التنفيذي لـ”تي.ار.اس.اس”، أن شركته تعمل بشكل مستقل عن الوكالة الإخبارية، وتُدار من قبل مجلس إدارة مستقل. واعتبر روبلي أن التعليقات التي تم الإدلاء بها علنا “أساءت” تصوير العلاقة بين الشركة والبنتاغون .

قد يعجبك ايضا