التآخي / وكالات
أدانت منظمة “مراسلون بلا حدود” الاعتداء “العنيف” الذي تعرض له الصحافي الموريتاني حنفي ولد دهاه، مدير قناة “تي. تي. في”، المستقلة والمدير الناشر لصحيفة “تقدمي” الاستقصائية، والتي أثارت غضبا واسعا في البلاد .
ودعت المنظمة غير الحكومية في بيان، السلطات الموريتانية إلى ضمان تقديم “مرتكب هذا الترهيب غير المقبول إلى العدالة”، مشددةً على أن “الاعتداء على صحافي لمجرد قيامه بعمله أمر غير مقبول ” .
وتم تداول صورة على نطاق واسع أظهرت الإعلامي ملطخا بالدماء وهو في قسم الحالات المستعجلة في مركز الاستطباب الوطني، ما أثار موجة استنكار واسعة .
وكانت القناة التي يديرها ولد دهاه قد تناولت ضمن برنامج خاص قضية معروضة أمام القضاء بين رجل الأعمال المعتدي زين العابدين ولد صدافه ومؤسسة ميناء نواذيبو المستقل، حيث تحدث البرنامج عن “فوز رجل الأعمال المذكور بمناقصة صيانة جسر الميناء مقابل أربع مليارات أوقية دون أن ينفذ أي شيء من أعمال الصيانة، مع أنه تسلم 80 بالمئة من الكلفة
وتعتبر القناة حديثة النشأة، وتتناول مواضيع جريئة كما تفسح مساحة للرأي وتتميز بالجرأة في طرح القضايا التي تشغل الرأي العام وبخاصة كشف قضايا الفساد في موريتانيا .
واستدعت الشرطة رجل الأعمال للتحقيق معه على خلفية اعتدائه على الصحافي ولد دهاه، بعد وقوع الاعتداء بوقت قصير، إلا أنها أطلقت سراحه على أساس التزام بالعودة للمثول أمام ضابط التحقيق في الحادثة
وكتب الإعلامي حنفي دهاه، ساعة بعد وقوع الحادثة، تدوينة مقتضبة قال فيها “أنا بخير، ولن يثنيني الجبناء عن كشف الحقائق .
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود أن ولد دهاه طالب بـ”تحقيق العدالة وضمان ألا تصبح مثل هذه الاعتداءات وسيلة لإسكات الصحافيين .
وقوبلت حادثة الاعتداء على الإعلامي دهاه بموجة استنكار واسعة من الأوساط الصحفية الموريتانية، حيث دان تجمع المؤسسات الصحافية الموريتانية الخاصة هذا الاعتداء، وطالب “بمحاسبة المعتدي في أسرع وقت وبأقسى العقوبات .
كما أعلن التجمع في بيان عن “تضامنه مع ولد دهاه، ومؤازرته له حتى ينال حقه من المعتدي”. وأكد “أنه سيشرع بالتنسيق مع ولد دهاه في تقديم شكوى للجهات القضائية لردع هذا التصرف غير المسبوق .
وطالب التجمع “السلطات بتوفير الحماية للصحافيين وللمؤسسات الإعلامية الخاصة لتأدية عملها النبيل بمهنية وحرية.” ولفت إلى أن ولد دهاه تعرض “لاعتداء آثم أمام مقر عمله في قناة تي.تي.في خلال أدائه مهامه الصحفية
وتوالت تدوينات التضامن مع ولد دهاه من قبل سياسيين ونواب وإعلاميين، حيث كتب الإعلامي الشيخ محمد حرمة “المؤكد هو أن هذا الاعتداء له علاقة بمهنة حنفي كصحافي، ولولا أنه صاحب رأي وكلمة لما تعرض لأي اعتداء، وهنا تكمنُ خطورة الجريمة ” .
وأضاف “حين يتولى الأفراد مهمة الدولة، وينصبون أنفسهم في منصب القاضي، ويمنحون يدهم حق تنفيذ القانون، حينها يتحول البلد إلى غابة، ويتم إفراغ الدولة من جميع معانيها كمؤسسة قانونية تحتكر العنف؛ لقد انتهى احتكار العنف الليلة وأصبح هنالك فرد يشارك فيه الدولة، فهل تقبل أجهزة الدولة ذلك”؟
وعلق الكاتب سيدي عالي بلعمش على الحادثة قائلاً “أن يتم الاعتداء على الصحافي الكبير حنفي دهاه (رغم أنف كل من لم يخفوا حقدهم في تناولهم الخبر)، من قبل معتوه، متخلف، ظلمته المدنية وظلمها، فهو أمر مؤسف، لكنها ضريبة التألق والنجاح في مجتمع مريض يعيش على الشماتة .