صادق الازرقي
تلفت الدراسات البيئية الى ان تلوث الهواء ليس مجرد قضية بيئية بل هو تحد صحي عالمي، ويتطلب جهودا من جميع الأفراد والمجتمعات والبلدان لتقليل الانبعاثات وتبني أساليب أكثر استدامة.
وتلوث الهواء له عديد الأضرار الصحية والبيئية، من أبرز هذه الأضرار، مشكلات صحية منها أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو، التهاب الشعب الهوائية، انسداد الرئة المزمن، والتهاب الرئتين، و أمراض القلب، اذ يمكن أن يؤدي تلوث الهواء إلى زيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
كما تشمل المخاطر مشكلات صحية للأطفال الذين يتعرضون للتلوث الهوائي، اذ يتعرضون للإصابة بمعضلات التنفس والتطور غير السليم للرئة؛ و ان بعض الملوثات الهوائية، مثل الجسيمات الدقيقة والمركبات العضوية المتطايرة، قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
و تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في الذاكرة والتركيز، وقد يزيد من خطر الأمراض العصبية مثل الزهايمر.
اما التأثيرات البيئية، فان تغير المناخ يحمل بعض ملوثات الهواء، مثل غازات الاحتباس الحراري (ثاني أكسيد الكربون، الميثان)، وتسهم تلك في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، كما ان التلوث الناتج عن أكاسيد الكبريت والنيتروجين يمكن أن يؤدي إلى الأمطار الحمضية التي تضر التربة والمسطحات المائية والنباتات.
و يؤدي التلوث إلى نقص جودة الهواء مما يسبب تلوث البيئة المحيطة، و زيادة الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والجهاز التنفسي يعنى تكاليف علاجية مرتفعة، كما ان تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى تقليل الإنتاجية في أماكن العمل بسبب الأمراض والمشكلات الصحية.
و تتواجد كثير من أنواع الملوثات التي تسهم في تلوث الهواء، وتصنف إلى الملوثات الغازية ومنها أكاسيد الكبريت (SO₂) اذ تنبعث أساسا من احتراق الوقود الأحفوري (مثل الفحم والنفط) في محطات الطاقة والمصانع، وتسبب تلوث الهواء وتسهم في تكوين الأمطار الحمضية.
ومن الملوثات أكاسيد النيتروجين، وهي ناتجة عن احتراق الوقود في السيارات والمصانع ومحطات الطاقة ومنها مولدات كهرباء الشارع والمولدات المنزلية، اذ تتسبب هذه الأكاسيد في تلوث الهواء وتكوين الأمطار الحمضية.
وينبعث غاز أول أكسيد الكربون وهو عديم اللون والرائحة ينتج عن احتراق غير كامل للوقود مثل البنزين في السيارات والمولدات، ويسبب مشكلات صحية خطيرة، خاصة في الأماكن المغلقة.
وثاني أكسيد الكربون ينتج من الغازات الدفيئة الرئيسة، ويصدر عن الأنشطة البشرية مثل احتراق الوقود الأحفوري ويؤدي إلى تغير المناخ.
كما يعد الاوزون ملوثًا في طبقة الهواء القريب من سطح الأرض، اذ يتكون من تفاعل أكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة تحت تأثير أشعة الشمس، و يمكن أن يسبب مشكلات في التنفس.
اما الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء و هي جزيئات صغيرة جدا (من 0.1 ميكروميتر، الى 2.5 ميكرومتر)، فتتكون من مواد مثل الغبار والدخان والهباء الجوي الناتج عن احتراق الوقود أو الأنشطة الصناعية، وهذه الجسيمات تؤثر بشكل كبير على صحة الجهاز التنفسي وتسبب أمراضا خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب.
ان تنقية البيئة من الملوثات والارتقاء بصحة الانسان، تتطلب من الجهات الحكومية المعنية اتخاذ تدابير حاسمة لتوليد الطاقة من مصادر نظيفة، وهي عملية أصبحت متاحة بفعل التطور التقني الحاصل على صعيد العالم.