( ناتوانن) لا يستطيعون!

صبحي مندلاوي

منذ سنوات، والأطراف ذاتها لم تتوقف عن محاولاتها لضرب كيان إقليم كوردستان وزعزعة استقراره. لم يكن ذلك وليد اللحظة، بل هو نهج مستمر منذ تأسيس الإقليم، حيث تتغير الأدوات والأساليب، لكن الهدف واحد: تقويض تجربة كوردستان الناجحة وجعلها منطقة غير مستقرة يسهل التحكم بها من الخارج. واليوم، وبعد أن فشلوا في كل محاولاتهم السابقة، يحاولون مرة أخرى تأجيج الأوضاع، مستخدمين نفس الأساليب البالية، متوهمين أن بإمكانهم تحقيق ما عجزوا عنه في الماضي.

إن ما يتم التهيئة له اليوم في السليمانية، والعمل على نقل الفوضى إلى أربيل، ليس تحركًا عفويًا، بل هو جزء من مخطط أوسع تديره أطراف في بغداد، وتدعمه جهات إقليمية، وتنفذه أدوات محلية معروفة بولائها الخارجي أكثر من انتمائها لمصالح كوردستان وشعبها. هذه الجهات لم تنجح في كسر إرادة الإقليم عبر الضغوط الاقتصادية، ولا من خلال التهديد العسكري، ولا حتى عبر التلاعب بالسلطة القضائية، فانتقلت اليوم إلى محاولة استغلال الشارع، تحت شعارات ظاهرها المطالب المعيشية، لكن حقيقتها هي ضرب استقرار الإقليم وزعزعة أمنه.

لسنا بحاجة إلى العودة كثيرًا إلى الوراء، فالتاريخ القريب شاهد على فشلهم الذريع. في الانتخابات، حاولوا استبعاد إرادة شعب كوردستان، لكنهم لم ينجحوا. في 16 أكتوبر 2017، ظنوا أنهم قادرون على إنهاء تجربة الإقليم، لكنهم وجدوا أن كوردستان أكبر من مؤامراتهم. حاولوا خنق الإقليم اقتصاديًا، فتجاوز شعبنا الأزمة بصموده ودعم قيادته. واليوم، يحاولون استغلال قضية الرواتب، وهم يعلمون جيداً أن السبب الحقيقي للأزمة يكمن في بغداد، وليس في حكومة الإقليم التي بذلت كل جهدها لحماية حقوق الموظفين وتأمين معيشتهم رغم الحصار المالي والضغوط السياسية لكن، كما لم يستطيعوا و فشلوا في السابق، سيفشلون ولم و لن يستطيعوا اليوم أيضًا.
حكومة إقليم كوردستان ستبقى الحامي الأكبر لشعبها، والضامن لاستقرار الإقليم، والمدافع عن حقوق مواطنيه. أما أولئك الذين باعوا أنفسهم لتنفيذ أجندات خارجية، فلن يحصدوا سوى الخيبة. كوردستان ليست ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، وشعبها لن يكون أداة في لعبة الآخرين. وكما خابت مشاريعهم في الماضي، ستخيب اليوم أيضًا، لأنهم ببساطة… (ناتوانن )
لا يستطيعون!

قد يعجبك ايضا