فاضل ميراني*
كلما حلت ذكرى رحيلك، كلما عادت تلك المشاهد الاليمة المحيطة بنا، لم يكن يخففها الا الايمان بالله و بشعبنا و حزبنا للوفاء بالامانة.
لم نكن لنقول و لن نقول غير ما يرضي الله تسليما بالقضاء لرحيلك، و نحتسبك عنده في عباده و جنته.
لم تذهب اتعابك سدى، فكل جهد بذلته في عملك داخل الحزب على حياة ابيك مصطفى البارزاني و بعد وفاته، و كل صعوبة ذللتها في سبيل شعبك داخليا و اقليما و وسط معادلات معقدة، وكل تضحية اخذت من قلبك حتى سكت خفقه، كل ذلك غذى و انبت وازدهر و شجع و دفع حركتنا للثبات و المسير نحو حلمك بكوردستان حرة عزيزة.
ثلاثة عقود و بضع سنوات قد انقضت و لم تزل آثارك تسكنها روحك و يحركها فكرك الفريد و ايثار الاخرين على نفسك و نكرانك لذاتك ووفاؤك لعهدك لابيك و اخيك وشعبك و حزبك.
لم يزل الرجال و النساء يذكرون تفقدك الابوي لهم في الحرب و اللجوء، ولم تزل صورتك متبسما لجلاء كربات الصعاب عن الاخرين عالقة في الاذهان.
لم تخبو كلماتك الصادقة عن بلوغ مدياتها في تثبيت و اقناع الكثيرين لإدامة الصمود امام عاتي رياح سياسات المصالح التي عصفت بشعبنا.
تذكرك منابر الحديث اذا كل كلمة بمكانها و قصدها، و يذكرك كبار صناع القرار حتى الذين كانوا يعادونك، ذكروك انك حاضر الحجة صادقها شجاعا.
لاشك ان الناريخ سيفسح مجالا اوسع و صفحات اطول لتسجيل مسيرتك التي امتدت من طفولة امتزجت بوعي سبق وقته لمنجزات كبرى في صدر الشباب لرحيل مبكر مؤلم زاد من محنتنا في وقت ما كانت سوح العمل لتحتمل غيابك.
عزيزنا الفقيد ادريس:
سلاما لنفسك الطاهرة التي جادت و لم تبخل، وذابت بين شعبك وارضك و امتزجت مع الخنادق و القلم و صنع الغد.
سلاما لذكراك ما حلت وان لم تغب فأنت ممن نستحضره كأنه لم يغب.
اما الذين امنوا بما امنت به فهم لم يغيروا ما عاهدوا ابيك و انت عليه، ولم نزل نقدم الخطوة تلو الاخرى على ذلك الطريق الذي تتقدمونه انتم، واما الذين يعادون ايمانك و يسعون لصناعة الحاضر و المستقبل بعين سوء الماضي فلا زالوا ولم يزل عملهم و جهلهم حاضرا، اما نحن فلم نزل نغذي العقول بنقاوة و وضوح كلامك و كلام ابيك و اعمالكما لنضمن صدا و سدا امام مشاريع التخريب التي تريد النيل من امتنا.
سلاما لك ايها العزيز على القلوب ادريس، لنفسك المطمئنة، يا شهيد كوردستان و الانسانية.
*مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكردستاني