التأخي / وكالات
دشن وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري المرحلة الثانية من مشروع أرشفة التلفزيون الكويتي، ضمن إستراتيجية شاملة تتضمن حفظ إرثه الإعلامي وتطوير المحتوى وتنويعه ليتمكن من اللحاق بالإعلام الخليجي والعربي الذي يشهد منافسة حادة على استقطاب الجمهور .
ويقول متابعون للمشهد الإعلامي الكويتي إن الحكومة تسير وفق خطة محددة عنوانها تحديد العناصر الأكثر أهمية في وسائل الإعلام وإيقاف الهدر المالي .
وأكد الوزير المطيري أن هذا المشروع يأتي في إطار رؤية الوزارة الإستراتيجية الرامية الى تحسين البنية التحتية وحفظ الإرث الإعلامي الوطني وتحديثه باستخدام أحدث التقنيات وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لضمان استدامة هذا التطوير وفق أعلى المعايير العالمية
وشدد على أن مشروع أرشفة التلفزيون يمثل مرحلة مهمة في مسيرة تطوير البنية التحتية الإعلامية للكويت .
ويتضمن مشروع أرشفة تلفزيون الكويت الذي أطلقت المرحلة الأولى منه في عام 2016 ترميم ونسخ وتوصيف وتبويب وأرشفة الأفلام السينمائية القديمة وجميع أنواع الأشرطة التلفزيونية المغناطيسية؛ إذ تحتوي مكتبة التلفزيون على أفلام ذات أهمية ثقافية وتاريخية وتعليمية يجب تخزينها بشكل صحيح حتى تتمكن الأجيال القادمة من الاستفادة منها .
وخلال المرحلة الأولى من المشروع تم إنجاز العديد من الأعمال الأساسية التي وضعت الأسس المتينة لانطلاق هذه المبادرة .
وأعرب الوزير عن التطلع من خلال المرحلة الثانية للمشروع إلى تحقيق نقلة نوعية في آليات حفظ المحتوى التلفزيوني وتسهيل عمليات البحث والاسترجاع الرقمي وضمان حماية الأصول الإعلامية، ما يسهم في دعم الابتكار الإعلامي وتعزيز المحتوى الوطني ليكون في متناول الباحثين والمهتمين .
وأضاف أن المشروع يمكن الاستفادة منه في تعزيز نقل تاريخ الكويت إلى الأجيال القادمة عبر رقمنة ما لا يقل عن 220 ألف ساعة من المواد الأرشيفية التلفزيونية مع التصنيف والتوصيف، لافتا إلى أن المشروع يسهم في دعم جهود الوزارة الرامية إلى تحقيق التحول الرقمي الكامل والاستفادة من الإمكانات التكنولوجية الحديثة في إدارة الأصول الإعلامية وتحقيق الكفاءة التشغيلية .
وتعمل وزارة الإعلام في إدارة القطاع على الموازنة بين التخلي عن قنوات لا تحظى بمشاهدة عالية لخفض النفقات، وبين تطوير قنوات أخرى وتأهيلها بالتقنيات الحديثة والكوادر المتخصصة لتستطيع مواكبة المشهد الإعلامي المتطور في المنطقة .
وقال ناشطون على الشبكات الاجتماعية إنهم لاحظوا أن تلفزيون الكويت بدأ التحرر من التقارير التقليدية، وشرع في إنتاج التقارير النوعية الخاصة في العديد من الأماكن بالكويت، في خطوة تغييرية تحسب للقائمين على وزارة الإعلام.
وأوقفت وزارة الإعلام في يوليو الماضي بثّ ثلاث قنوات تابعة لتلفزيون دولة الكويت الرسمي، وهي العربي والقرين وإثراء، في خطوة قال متابعون إنها تشير إلى رغبة السلطات الكويتية في تقليص القنوات الحكومية إلى أكبر عدد ممكن لخفض النفقات وتحسين أداء الإعلام الرسمي، لاسيما أنها جاءت بعد خطوة مماثلة منذ فترة قصيرة شملت قناة للأطفال وقناة المجلس .
وكانت قناة القرين مختصة بالتراث الكويتي، وتبث أرشيف التلفزيون، وسميت على اسم دولة الكويت قديما، بينما تُعنى قناة العربي بالثقافة، فيما تُقدم قناة إثراء محتوى دينيا .
وسبق أن طالب الكثير من المتابعين بتطوير وتحسين القنوات الثقافية في التلفزيون الكويتي، معتبرين أنها تحمل إرثا ثقافيا يجب الاهتمام به، فيما يبدو أن الوزارات المعنية خلال الحكومات المتعاقبة كانت لها وجهة نظر بهذا الشأن .
وأثار قرار وقف القنوات جدلا واسعا بعد إعلان وزارة الإعلام عن الخطوة عبر موقعها الرسمي على إكس وأن القنوات الموجودة على القمر الاصطناعي نايل سات سيتم بثها عبر منصة “كويت 51” الرقمية التابعة لدولة الكويت .
وتم إطلاق منصة 51 للبث الرقمي، إلى جانب بدء بث القناة الإخبارية الكويتية، وهو ما يعكس التزام التلفزيون بتقديم محتوى متجدد ومتنوع يلبي احتياجات الجمهور المحلي والعالمي .
وتمثل منصة 51 للبث الرقمي خطوة هامة في تطور تلفزيون الكويت، حيث توفر للمشاهدين إمكانية الوصول إلى المحتوى التلفزيوني عبر الإنترنت وتتيح هذه المنصة للمشاهدين متابعة البرامج والمسلسلات والأخبار في أي وقت ومن أي مكان، ما يعزز مرونة وسهولة الوصول إلى المحتوى. كما توفر المنصة تجربة مشاهدة متميزة وجودة بث عالية، وهو ما يجعلها خيارًا غير مسبوق خليجيا على مستوى التلفزيونات الرسمية للمشاهدين الذين يبحثون عن تجربة تلفزيونية حديثة ومتطورة ومتاحة وفق تقنية الطلب عبر الفيديو . VOD