رؤية في التغيير السياسي القادم

عماد المسافر

قد ينساق بعض الأشخاص ذوي الرؤية الضيقة، والذين يعانون من قصر النظر السياسي، وراء البروباغندا الإعلامية التي روجت لها جهات وشخصيات مفلسة، مفادها أن إدارة ترامب الجديدة ستعمل على الإطاحة بالنظام السياسي في العراق من خلال الأعمال العسكرية، كما جاء في الرواية الدعائية.

لكن جميع المعطيات السياسية والاقتصادية وغيرها على أرض الواقع تشير إلى خلاف ذلك.
نعم، النظام السياسي في العراق بحاجة إلى إصلاحات، وقد ترغب الولايات المتحدة في أن تكون هذه الإصلاحات متوافقة مع مصالحها وتوجهاتها.

الإطار التنسيقي الشيعي، الذي تصنّفه الولايات المتحدة على أنه موالٍ لإيران، ترى أنه يجب أن يكون نفوذه التنفيذي والبرلماني أقل بكثير مما هو عليه حاليًا، حتى يصبح من السهل عليها تمرير سياساتها. خصوصًا أن الكتل السياسية السنية والكردية غالبًا ما تكون متوافقة مع الرؤية الأمريكية.
لذلك، تعمل الولايات المتحدة بشكل عملي على تقليل نفوذ الشيعة داخل الدولة العراقية.
رغم أن مجموع المقاعد الشيعية داخل البرلمان يبلغ 182 مقعدًا، إلا أنه عند التعمق نجد أن هؤلاء النواب ليسوا جميعًا متوافقين في توجهاتهم أو قراراتهم مع الخط الشيعي التقليدي. فقد أفرزت الحركات والأحزاب المدنية التي تشكلت بعد حراك تشرين عددًا من النواب الذين لا يصطفون مع التيار الشيعي، بالإضافة إلى المستقلين. والدليل على ذلك هو أن الشيعة غير قادرين على عقد جلسة برلمانية بنصاب 165 نائبًا.

وفي هذا السياق، من المحتمل أن يكون هناك دعم كبير للكيانات والأحزاب المدنية داخل البيئة الشيعية، والتي تبتعد عن السياق الشيعي التقليدي وتقترب من الرؤية الأمريكية. وبهذا، سيكون هناك تفتت كبير في القرارالشيعي داخل السلطتين التشريعية والتنفيذية وهنا يتحقق التغيير بما تريده اميركا.

قد يعجبك ايضا