أربيل – التآخي
يصادف اليوم الذكرى الـ 79 لتأسيس جمهورية كوردستان في مهاباد، ورغم أن عمرها كان 11 شهراً فقط، إلا أنها تركت إرثاً قيماً للأجيال اللاحقة، ولا يزال الكورد يفتخرون ويحتفلون بذلك اليوم، بما في ذلك النشيد الوطني الكوردستاني ئەی رەقیب وعلم كوردستان واسم البيشمركة.
في 22 كانون الثاني سنة 1946 ميلادية، وبمشاركة أكثر من 20 ألف شخص يمثلون كافة الشرائح في ساحة “چوارچرا”، أُعلِن عن جمهورية كوردستان في مهاباد برئاسة القاضي محمد.
ورغم ان فترة حكم جمهورية كوردستان كانت قصيرة، إلا أنها بغض النظر عن العمل السياسي والبناء، عملت على الجانب الثقافي والتعليمي أيضاً، أصبحت المناهج التعليمية باللغة الكوردية، وجُلِبت مطبعة إلى مهاباد، وصدرت صحيفة وأربع مجلات، وأقيمت المسرحيات باللغة الكوردية، وأُنشِأ راديو مهاباد أيضاً.
كما أُسِّس الجيش الوطني الكوردستاني، والذي تغير اسمه فيما بعد إلى البيشمركة الكوردستانية، وبقي اسماً مقدساً لدى الكورد حتى يومنا هذا، وأصبح “ئەی رەقیب” النشيد الوطني للجمهورية، ورُفِع علم كوردستان على المؤسسات الحكومية في الجمهورية.
أقامت جمهورية كوردستان علاقات سياسية واقتصادية مع الاتحاد السوفييتي وجمهورية آذربيجان، وتم تصدير منتجات كوردستان الزراعية إلى الاتحاد السوفييتي، كما فُرِض نظام ضريبي على الواردات لتمويل الحكومة.
ومن ألمع النقاط في هذا التأريخ كانت مشاركة البارزانيين في جمهورية كوردستان بقيادة الشيخ أحمد البارزاني، وكانت بيشمركة كوردستان تدافع عن الجمهورية بقيادة ملا مصطفى البارزاني، وكان أول شهيد في جمهورية كوردستان من جنوب كوردستان، ولهذا السبب وبعد سقوط الجمهورية، سلم القاضي محمد العلم الكوردستاني المقدس إلى ملا مصطفى البارزاني.
الآن، وبعد مرور 79 عاماً على تأسيس جمهورية كوردستان، توصف الجمهورية بأنها صفحة مشرقة في تأريخ كوردستان ومثال للتضامن والوحدة الكوردية من أجل التحرر والاستقلال.