أربيل – التآخي
بمشاركة رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني الذي يترأس وفداً تجارياً كبيراً، تنطلق في منتجع دافوس السويسري النسخة 55 من المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس 2025” بمشاركة نحو 3000 شخصية قيادية من أكثر من 130 دولة، بينهم 350 من القيادة الحكومية من أنحاء العالم، بما في ذلك 60 من قادة الدول والحكومات.
وأعرب رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، عن سعادته بالمشاركة في المنتدى للمرة الثانية تحت اسم “بيت كوردستان”. وذلك خلال افتتاح “بيت كوردستان” في دافوس، أمس الاثنين، وقال مسرور بارزاني: “يسعدنا المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس باسم بيت كوردستان، الذي نشارك فيه منذ عدة سنوات”، وأضاف: “هذه هي السنة الثانية التي نفتتح فيها بيت كوردستان في دافوس”.
وقدم رئيس حكومة إقليم كوردستان شكره لجميع المساهمين في تأسيس “بيت كوردستان” في دافوس، مشيداً بدور خالد خوشناو الذي أشرف على بناء البيت، والذي بات مكاناً لشعب كوردستان.
كما أعرب مسرور بارزاني عن تطلعه لأن يكون إقليم كوردستان بوابة للعراق والمنطقة نحو تعزيز التنمية الاقتصادية.
وتابع: من المهم أن نذكر أخانا الشهيد بيشرو دزيي، الذي كان يعتزم المشاركة معنا في العام الماضي، إلا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب بعض المعوقات التي واجهته، وللأسف استشهد بطريقة ظالمة.
وأكد أننا نعتز بذكرى الشهيد بيشرو دزيي، ونحن سعداء بوجود الكاك روج، نجل الشهيد بيشرو، معنا هذا العام، وبإذن الله سيملأ مكان والده.
ويقام المنتدى السنوي هذا العام في ظل توترات سياسية وتحولات اقتصادية تشهدها عدة مناطق في أنحاء العالم، فضلا عن التقدم الذي تحقق على الصعيد التكنولوجي خلال الفترة الماضية، وفقا لما ذكره المنتدى في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني.
ومن المنطقة العربية، يشارك في المنتدى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي سيرأس وفدا رفيع المستوى ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي والرئيس العراقي عبداللطيف رشيد وأسعد الشيباني،بالاضافة إلى وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة.
كما يشارك في المنتدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ونجوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، وتيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
سيلتقي قادة الحكومات في هذه النسخة من المنتدى “لمعالجة التحديات الملحّة وتشكيل ملامح الفرص الناشئة” بحسب ما ذكره التقرير، الذي أوضح أن أكثر من 220 جلسة ستكون متاحة للجمهور من خلال بثها مباشرة.
ونقل التقرير عن بورج بريندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي القول إن المنتدى السنوي يأتي هذا العام “في وقت يتّسم بمستوى أعلى من عدم اليقين العالمي مقارنة مع ما شهدناه في جيل كامل، بفعل التوترات الجيوسياسية والتفتت الاقتصادي وتسارع وتيرة تغير المناخ”.
أضاف “في ظل هذا المناخ الأكثر اضطرابا، فإن السبيل الوحيد لمعالجة التحديات الملحّة وإطلاق فرص جديدة يمر عبر نهج التعاون الابتكار”.
من جانبه قال كلاوس شواب، المؤسس ورئيس مجلس أمناء المنتدى: إن دافوس “فريدا من حيث حشده نحو 3000 من صنّاع القرار من الحكومات والشركات والمجتمع المدني في بداية العام لمعالجة تحديات عالم في تحول عميق”.
أضاف “على الرغم من المواقف المتباينة وعدم اليقين الكبير، فإنّ الاجتماع السنوي في نسخة 2025 سيعزز روح التعاون والتفاؤل البناء بهدف تشكيل العصر الذكي القادم بطريقة أكثر استدامة وشمولا”.
وينعقد المنتدى هذا العام تحت شعار “التعاون من أجل العصر الذكي”، ويركّز على 5 محاور أساسية مترابطة هي إعادة تصور النمو، والصناعات في العصر الذكي، والاستثمار في الإنسان، وحماية الكوكب، وإعادة يناء الثقة.
يستكشف محور “إعادة تصور النمو” الفرص الجديدة للنمو الاقتصادي، بما في ذلك عبر الابتكار الذي تقوده التكنولوجيا؛ أما محور “الصناعات في العصر الذكي” فيتناول كيفية تمكّن الشركات من استكشاف التحولات التكنولوجية وديناميّات الصناعات الجديدة.
وسيبحث محور “الاستثمار في الإنسان” في الحاجة إلى تنمية القوى العاملة وإعادة تأهيلها وخلق فرص العمل في القطاعات الناشئة، فيما سيتناول محور “الحفاظ على الكوكب” توسيع نطاق حلول المناخ والطبيعة وتعزيز جهود إزالة الكربون.
في المقابل، سيعمل محور “إعادة بناء الثقة” على تعزيز التعاون العالمي والمرونة في عالم مجزأ بشكل متزايد.
يشارك في المنتدى أكثر من 1600 من قادة الأعمال، بينهم أكثر من 900 من كبار الرؤساء التنفيذيين ورؤساء مجالس الإدارة من أعضاء وشركاء المنتدى الاقتصادي العالمي، وأكثر من 120 منهم من المبتكرين العالميين والرواد في قطاع التكنولوجيا، فضلا عن أكثر من 170 من قادة المجتمع المدني.
ومن المنتظر أن يعزز المنتدى، الذي ستستمر فعالياته حتى الـ24 من الشهر الجاري، شراكات جديدة ويخرج برؤى لتشكيل ملامح مستقبل أكثر استدامة وشمولا في حقبة يحكمها التطور التكنولوجي السريع.