من وراء ارتفاع نسب الفقر في ديالى؟

 

ماجد زيدان

صحيح ان نسبة الفقر ماتزال مرتفعة في انحاء البلاد  ولكنها تتفاوت  من محافظة الى اخرى  وتتباين حسب نسب التخلف الذي كانت تعيشه ويلفها وتأخر ايلائها الاهتمام الذي تستحق للحاق بالمحافظات  الاخرى والتصدي له , وما الى ذلك من عوامل تردي الاحوال الاقتصادية فيها ومدى توفر موارد نهضتها , الا ان ما يلفت الانتباه ان بعضها  يمتلك عناصر النمو الاقتصادي ومستلزمات تخطي الفقر ولكن حال هذه المحافظات في سوء بائن و لم يزل العوز والفقر يلف سكانها  مثل محافظة ديالى , وهذا ما كشفه وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي مؤخرا بقوله أن نسبة الفقر في محافظة ديالى تشكل 8ر18.% وهي اعلى من المعدل  البالغ 5ر16 %  في العراق كله استنادا الى مخرجات الاحصاء الاجتماعي الاقتصادي المعلن من وزارة التخطيط , ففي الوقت الذي تنخفض النسب ترتفع في ديالى ولا يذكر لنا سبب ذلك .

و رغم مرور اكثر من عشرين عاما على اطاحة النظام الدكتاتوري ورفع الحصار الدولي الظالم  وارتفاع العوائد النفطية فان المحافظة تكابد وتعاني من الفقر وهي محافظة لها ميزات عديدة , منها الاراضي الزراعية الخصبة والمياه والثروات الطبيعية من النفط والغاز والقرب من العاصمة بغداد ولديها مناطق صناعية وسياحية وتقع على الطريق الرابط بين العراق وايران…

فلماذا لم تتجاوز الفقر , بل انه ازداد فيها ؟

قبل كل شيء المحافظة لم تشهد استقرارا امنيا راسخا , وكانت ساحة صراع مع القوى الارهابية  الذي انهكها وكان من عوامل عدم تنميتها , وزاد الطين بله مثلما يقال الصراع السياسي بين القوى الحاكمة فيها على النفوذ وادارة الموارد وانتشار الفساد فيها واستشرائه مما ساهم بصورة شديدة في ابعاد الكثير من الكفاءات والطاقات الموصوفة بالخبرة  بشكل كبير عن ادارتها ووضع الخطط المناسبة  والملائمة  لاستغال ثرواتها الاقتصادية الجبارة لاستنهاض اقتصادها المحلي وتنمية دخلها , وبالتالي توفير فرص عمل واسعة لرجالها , يمكن ان تفيض عن قواها العاملة , وربما خلال العقدين الماضين لو كانت القوى الحاكمة فيها على مستوى المسؤولية لأصبح للمحافظة شائنا اخر, مؤثرا في الاقتصاد الوطني .

للأسف , طيلة العقدين من السنين لم نسمع عن طرح مشاريع للاستثمار سوى مشروع “غاز حمرين”  , وهربت الشركة  المستثمرة لعدم الاستقرار الامني  ,وخسرت المحافظة الكثير من الفرص الاقتصادية التي كانت ستغير من ارقام الفقر نحو الادنى  فيها ان لم نقل لتلاشت في هذا الزمن الذي مر عليها .

قد يعجبك ايضا