أربيل – التآخي
كشف مركز ميثرو للدفاع عن حقوق الصحفيين في تقريره السنوي لعام 2024، عن تراجع ملحوظ في عدد الاعتداءات على الصحفيين في إقليم كوردستان بنسبة 22% مقارنة بعام 2023.
وقالت سيفان ازاد عضو المركز خلال مؤتمر صحفي ، إن التقرير، الذي يعد وثيقة هامة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه حرية الصحافة، أشار إلى تسجيل 182 حالة اعتداء طالت 176 صحفيًا ومؤسسة إعلامية، مقارنة بـ231 حالة اعتداء تم توثيقها خلال عام 2023.
أنواع الاعتداءات وتوزيعها
وبينت سيفان أن التقرير فصل أنواع الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون، والتي شملت مجموعة من الاعتداءات الجسدية والمعنوية والإلكترونية، فقد تم توثيق ثلاث حالات قتل لصحفيين خلال أداء عملهم، ما يعكس خطورة الوضع بالنسبة للإعلاميين في الإقليم، كما شهد العام 24 حالة اعتقال تمت دون إصدار أوامر قضائية، وهو ما أثار قلقًا بشأن مدى التزام الجهات الأمنية بالقوانين المتعلقة بحرية التعبير وحقوق الإنسان.
وفي جانب المعدات والأدوات الصحفية، سجل التقرير 17 حالة حجز معدات الصحفيين أثناء تغطيتهم، بالإضافة إلى حالتين لتدمير معدات العمل الصحفي، مما يبرز العراقيل التي يواجهها الصحفيون في ممارسة مهنتهم.
أما على صعيد الاعتداءات الجسدية، فقد سجلت 27 حالة ضرب وتهديد، وهو مؤشر على استمرار تعرض الإعلاميين للعنف المادي والنفسي أثناء تأدية واجباتهم.
أما في ما يتعلق بالقيود المفروضة على حرية التغطية الإعلامية، فقد تم توثيق 103 حالات منع من التصوير، وهو أعلى رقم بين جميع أنواع الانتهاكات المسجلة.
وفي الجانب الإلكتروني، سجل التقرير 60 حالة اعتداء عبر الإنترنت، بما في ذلك حملات التشهير أو قرصنة الحسابات، وهو ما يشير إلى تصاعد المخاطر الرقمية التي تهدد الصحفيين.
مقارنة مع العام السابق
بالمقارنة مع العام 2023، الذي شهد تسجيل 231 حالة اعتداء، يظهر انخفاض بمعدل 22% خلال العام الحالي. إلا أن التقرير أكد أن هذا التراجع لا يعني بالضرورة تحسنًا جذريًا في أوضاع الصحفيين، بل ربما يعكس تغيرًا في طبيعة الانتهاكات أو الأساليب المستخدمة لتقييد حرية الصحافة.
مركز ميثرو اختتم تقريره بتوجيه دعوة واضحة إلى الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية لحماية حقوق الصحفيين في إقليم كوردستان، مشدداً على ضرورة تطبيق القوانين التي تكفل حرية الإعلام ومحاسبة الجهات التي تقف وراء هذه الاعتداءات.
كما طالب بتعزيز بيئة العمل الصحفي من خلال توفير الضمانات القانونية التي تحمي الصحفيين من أي انتهاك قد يهدد حياتهم أو يعطل عملهم.
ورغم الانخفاض الملحوظ في أعداد الاعتداءات، إلا أن التقرير أكد أن الطريق لا يزال طويلًا نحو ضمان حرية إعلامية مستدامة، مشدداً على أن استمرار هذه الانتهاكات، بأي شكل من الأشكال، يعد تهديداً مباشراً لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.