لاجئون لبنانيون عالقون في العراق بسبب تحديات سياسية واقتصادية

 

أربيل – التآخي

تعثرت عودة اللاجئين اللبنانيين من العراق إلى وطنهم رغم انتهاء الحرب نتيجة قرارات لبنانية رفعت أسعار التذاكر بشكل لا يناسب أوضاعهم الاقتصادية فيما خصص العراق 30 رحلة مجانية لكن المسار الجوي عبر الأجواء السورية حال دون التنفيذ ومع استمرار الأزمة تبقى الآمال معقودة على خطوات لبنانية تعجل بعودة النازحين.

بعد عدة اشهر من الحرب في لبنان عاد معظم النازحين إلى ديارهم بينما بقي أولئك الذين لجأوا إلى العراق عالقين بين حدود الانتظار والأمل فالرحلات الجوية التي كانت من المفترض أن تعيدهم إلى وطنهم تعثرت بسبب قرارات الجهات اللبنانية، والتي فرضت أسعارا مرتفعة لتذاكر الطيران  لا تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية المتردية لهؤلاء اللاجئين.

وقال مسؤول لجنة إغاثة الشعب اللبناني في محافظة النجف سلام الجبوري لكوردستان24 “الاخوة النازحين اللبنانيين لا زالوا يسكنون في الاماكن المخصصة لهم في مدن الزائرين وفنادق العتبات المقدسة ودور ضيافتها، بعضهم عادوا الى لبنان على نفقتهم الخاصة ولا زال الكثير منهم بانتظار المبادرة الحكومية بنقلهم مجاناً الى بلدهم لبنان”.

ورغم تخصيص العراق 30 رحلة مجانية عبر الخطوط الجوية العراقية بمعدل اربعة رحلات يومياً إلى العاصمة اللبنانية بيروت، إلا أن هذه الرحلات اصطدمت بعقبة سياسية، حيث لم يتم حسم مسارها الجوي الذي يمر عبر الأجواء السورية، مما عرقل التنفيذ على أرض الواقع.

وقالت نازحة لبنانية “دوليتنا لم تسأل عنا ولم تقدم المساعدة لنا ولم تبادر بشيء تجاه اللبنانيين النازحين، المفروض من دولتنا أن تخفض ولو قليلاً أسعار تذاكر الطيران لنعود الى ديارنا ومنازلنا”.

بدوره قال نازح لبناني آخر”تذاكر السفر على طيران الشرق الاوسط باهضة الثمن بالنسبة للرحلة من النجف الى بيروت او من بغداد الى بيروت، واحيانا لا توجد تذاكر أساساً بسبب الطلب الكثير عليها”.

الحكومة العراقية قدمت ما بوسعها من واجب الضيافة والدعم للشعب اللبناني في محنته لكن الكرة الآن في ملعب السلطات اللبنانية، ومع كل هذا يبقى الأمل معلقاً بأن تحمل الأيام القادمة حلولا تُنعش أحلام هؤلاء اللاجئين بالعودة إلى بلادهم، وبَدْءِ حياة جديدة بعد توقف الحرب الاسرائيلية.

بالتزامن مع استقبال الحكومة العراقية لآلاف النازحين اللبنانيين، وتوفير متطلبات العيش الكريم لهم … يعيش النازحون العراقيون في العراء وهم يقاسون ظروفا معيشية صعبة، لاسيما نازحو جرف الصخر والعويسات الذين يحتمون بخيام مهترئة في منطقة بزيبز، لاتقيهم حر الصيف او برد الشتاء.

وقال أبو غيث الجنابي وهو نازح من جرف الصخر لكوردستان24 “لا نعرف ما هي المشكلة في عودتنا الى مناطقنا في جرف الصخر، نناشد الحكومة العراقية بأن تخصص لنا مكاناً بديلاً أفضل من هذا المكان، الحكومة العراقية تقدم الخدمات للنازحين اللبنانين القادمين الى العراق أكثر مما تقدمه لنا، ونحن أهل البلد وأصحاب الارض”.

عجز وزارة الهجرة والمهجرين امام ايواء ثلاثة الاف عائلة في هذا المخيم، يثير الدهشة بين النازحين، اذ يتساءلون عن ميزانيات ضخمة تتمتع بها وزارة الهجرة لكنهم يفتقدون الى ابسط مقومات العيش، مطالبين الجهات المعنية بضرورة حسم ملفهم والالتفات اليهم اسوة بالنازحين اللبنانيين.

وقال محمد عود وهو نازح من جرف الصخر”الحكومة العراقية مهتمة بالنازحين اللبنانين أكثر منا، وبدورنا نسألهم لماذا؟، ظروفنا صعبة جداً هنا، ونطالب الحكومة بأن تهتم بنا مثلما تهتم بالنازح اللبناني”.

عقد كامل من النزوح وماتزال مأساتهم مستمرة حتى اللحظة، في حين تصفهم وزارة الهجرة بالعشوائيات بدل ان تضمد جراحهم، آملين حسم ملف النازحين الذي طال انتظاره.

قد يعجبك ايضا