التأخي / حسين الحميد
حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن ضد قناة “رؤيا” ومطالب بإغلاقها بسبب تبنيها مشاريع ضد الهوية والمجتمع والقيم والعادات الأردنية، مع تداول شعار “كل ما يخص الأردن خط أحمر” ولا يمكن التساهل معه .
ودشن ناشطون حملة مقاطعة مواقع التواصل الاجتماعي لقناة رؤيا الأردنية، معتبرين أنها “تروج لأفكار لا تناسب تقاليد وعادات المجتمع الأردني بالإضافة إلى الترويج لفكرة الوطن البديل وفقاً للرواد، ” منتقدين في الوقت نفسه غياب التغطية الإعلامية للقناة في المناسبات الوطنية الكبيرة التي تجمع الأردنيين .
وقال ناشطون إن القناة أساءت للعرف الاجتماعي الشعبي الأردني مرارا وتكرارا منذ أول يوم لبثها وعملت على تشويه ومحو الهوية الأردنية لتقوية مشروع الوطن البديل في الأردن.
وذهب البعض إلى القول أن برامج القناة لا تعكس الهوية الأردنية وتبدو بعيدة عنها كل البعد، إذ يشعر المتابع لها أنها تمثل جنسية أخرى حيث تسلط الأضواء على كل ما هو ليس أردني مع تجاهل متعمد للأردنيين والسخرية من العادات في أحيان أخرى، مشيرين إلى أن “كل ما يخص الأردن خط أحمر” ولا يمكن التساهل معه ” .
الموضوع لن يبدأ وينتهي بخصوص قناة (رؤيا)، إنما قناة رؤيا هي البداية، ونحن بالمرصاد لكل جهة مسيئة وتستنقص من تاريخ هذا البلد وإرثه، مبدئنا واحد وغايتنا وحده وهي حماية إرث ورموز هذا الشعب العظيم وهذا الوطن العزيز على مر السنين .عاشت الأردن وعاش شعبها الأبي
واعتبر البعض أن القناة تعمل ضد الأردنيين وضد هويتهم بشتى الأساليب والطرق، بمختلف أنواع الإعلام والتدليس.. وكانت مقصلة التُراث الأردني بجدارة محاولة بكل جهدها طمس الأردن، اسمه، تراثه، إرثه، أهله وشعبه، لتكون حاضرة على التصفية الكبرى “الوطن البديل” بالجناح الإعلامي،
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها القناة لحملة مقاطعة ومطالب بالإغلاق، وسبق أن علق عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة اليرموك خلف الطاهات على هذه الدعوات لإلغاء قناة رؤيا، معتبرا أنها “تطرف في الموقف السياسي على خطأ يمكن أن ترتكبه أي مؤسسة إعلامية محليه حكومية أو خاصة ” .
وأضاف في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك “في ظل ما يتم التجييش له على العالم الافتراضي من دعوات لإغلاق قناة رؤيا الفضائية إثر بعض الفقرات التي لا تتفق والوجدان الشعبي الأردني وموقفه الراسخ والثابت من القضية الفلسطينية، فأود بداية أن أعذر من أطلق هذه الدعوات والتي جاءت رد فعل طبيعي في ظل ما تشهده الأراضي المحتلة من حرب إبادة، وتتزامن أيضا هذه الدعوات مع استهداف إلكتروني مؤدلج وممنهج ومبرمج يشن على كل موقف أو مبادرة أردنية لتخفيف مصاب أهلنا بغزة في محاولة واضحة وصريحة وبائسة بنفس الوقت لمشاغلة الجبهة الأردنية الملتفة حول القيادة الهاشمية لوقف الحرب على غزة .
وأضاف “لكن أجد نفسي كمتابع وخبير في تحليل ورصد اتجاهات الرأي المحلي فإن الدعوة لإغلاق القناة هي تطرف سياسي ” .
وتابع “قناة رؤيا وعبر مسيرتها في الإعلام الأردني ليس مطلوبا منها أن تكون نسخة عن فضائية أخرى في المحتوى، فكل وسيلة إعلامية تعرف اليوم جمهورها ورغباته ومزاجه العام أكثر من أي شيء آخر ” .
وسبق أن تسببت التعليقات على صفحة أحد برامج القناة على فيسبوك بضجة واسعة، لأنها تتضمن شتائم وسبا للذات الإلهية، دون أن تتدخل القناة لحذفها، ما جعل رواد مواقع التواصل يطالبون بإغلاق القناة كعقوبة على السماح بنشر تلك التعليقات وتحويل القائمين عليها والمشرفين على الصفحة إلى القضاء، فيما بينت هيئة الإعلام المرئي والمسموع أن قانون المطبوعات والنشر لا يعطي الحق للهيئة بالرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي على المتضرر من تلك التعليقات اللجوء إلى القضاء
وكانت التعليقات وردت على منشور للصفحة تحت عنوان “ما أهمية زيارة البابا للأردن ” .
وردت إدارة القناة بأن ما حصل يعتبر خطأ الموظف المسؤول عن الصفحة والذي لم ينتبه للتعليقات وقت مناوبته التي تم تداول التعليقات خلالها ” .
وبينت أن الخلل لم يكتشف بسرعة كون التعليقات كانت بوقت متأخر من الليل فيما أشارت إلى أنه لم يكن متوقعا من المعلقين الوصول إلى هذا المستوى من الإساءة . واكدت أن القناة ستعمل جاهدة لعدم الوقوع بمثل هذا الخطأ مرة أخرى وستقوم بتشديد الرقابة على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بها .