التآخي – ناهي العامري
بحضور الاستاذ آزاد حميد شفي مسؤول الفرع الخامس وعدد من الكوادر المتدقمة في الفرع، نظم مكتب الاعلام في الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني صباح اليوم الخميس 9 كانون الثاني، ندوة ثقافية بعنوان ( التطورات الاخيرة في المنطقة ومصير الشعوب وحقوق القوميات)، على قاعة الشهيدة ليلى قاسم، القى خلالها الاسَتاذ هادي جلو مرعي رئيس رابطة المحللين السياسيين محاضرة،تناول فيها آخر تطورات المنطقة.
بدأ مرعي محاضرته باستعراض الاحداث التي عصفت بمنطقة الشرق الاوسط، بدءاً بغزة ومرورا بلبنان و انتهاءاً بسقوط النظام السوري الدراماتيكي، وقال : ان ما حدث هو قليل لما سيحدث، فالايام القادمة حبلي بالمزيد ، لان المشروع الاسرائيلي لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط في أول اطواره، خصوصاً اذا ما اخذنا تصريحات الرئيس الامريكي المنتخب (ترامب) بعين الاعتبار، في خلق ناتو جديد، وفق تطلعات امريكا للعالم الجديد، ذلك بمطالبته ضم دولة كندا للحلف الجديد وهي دولة واسعة في جغرافيتها وكبيرة في ثرواتها، فهو يرى ان حلف الناتو التقليدي أو الكلاسيكي سيء، وليس له قدرة على مواجهة الخطر الصيني، ولاجل تحقيق هذا الهدف أخذ يميل الى الاحزاب المتطرفة، تحدوه رغبة في دعمها في الانتخابات القادمة، لتحقيق ما يصبو اليه.
وأشار مرعي الى احداث سوريا، وقال ان المشهد اربك الجميع، لهذا التغير السريع، والانهيار المفاجئ، بتقدم مجاميع قتالية، خليط من الاخوان المسلمين والقاعدة وداعش، اكملت تدريباتها في تركيا لينهار امامها الجيش السوري برمته، والفكرة ليست شبيهة بما حدث في ليبيا ومصر، فهناك تدخلات خارجية فرضت على الانقلابيين على اقامة نظام علماني شبيه بنظام تركيا.
واضاف: ان كل ما حدث هو مخطط من قبل تركيا بالتنسيق مع اسرائيل، الهدف منه تصفية القضية الكوردية في سوريا، وكذلك وأد المطالبات المشروعة للكورد في تركيا، فكم من مرة طالب الكورد في تركيا بحقوقهم المشروعة، واعلنوا في اكثر من مرة، اذا كان النظام التركي لا يوافق على حق تقرير المصير، فعلى الاقل تشريع قوانين تتيح للكورد استرجاع حقوقهم المستلبة.
وعرج جلو الى ما حدث في العراق العام ٢٠١٤، واجتياح داعش لمحافظة الموصل والانبار وتكريت هو نفس ما حدث في سوريا، حيث ان اطماع تركيا لابتلاع الموصل وكركوك، فضلا على اضعاف كورد العراق، لكن الفرق هو ان تلك المجاميع المسلحة اصطدمت بكتلتين، لم تكونا في الحسبان، فاثناء التقدم على اربيل، اصطدمت بالكتلة الكوردية المتمثلة بقوات البيشمركة البطلة، واثناء التقدم على مناطق الوسط والجنوب اصطدمت بكتلة دينية عقائدية، المتمثلة بمقاتلي الحشد الشعبي، وتم افشال المخطط ، وهذان الكتلتان غير موجودتان في سوريا اثناء اجتياحها في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤.
اما عن المخاوف التي تنتاب البعض من ان الخطر قادم على العراق، فقد نفى جلو ذلك، وقال أن النظام العراقي الحالي ، تم تشكيله من قبل امريكا بعد ٢٠٠٣ ، ولا رغبة عند لواشنطن في اعادة ما جرى من فوضى داخل العراق، وما دامت الكتل التي تقود السلطة تراعي حقوق الانسان والاقليات وانتقال سلمي للسلطات.
وفي ختام المحاضرة وجهت اسئلة مختلفة للمحاضر من خلال مداخلات الحضور التي أثرت الموضوع واغنته، منها مداخلة رئيس تحرير صحيفة التاخي الاستاذ جواد ملكشاهي، اوضح فيها بان الجميع يعلم ما يدور في المنطقة بالوقت الحاضر، الهدف الاساس منه هو الحفاظ على امن اسرائيل في الدرجة الاولى، ثم ضمان مصالح الدول الكبرى ودول المنطقة وتأمين الطاقة للعالم، والسؤال هو : هل ما جرى في سوريا سينتهي بحرب اهلية؟
واجاب مرعي، ان هناك احتمالية وقوع حرب اهلية، وايضا عدم وقوعها، لان الاتراك هم القوة الطاغية على المشهد السوري، والفصائل التابعة لها مجهزة بمختلف الأسلحة للرد على اي تحرك مضاد، ولكن في حال اندلاع صراع بين الفصائل السورية نفسها وادوات دول المنطقة لايستبعد حدوث صدام مسلح .
وفي مداخلة للدكتورة نادية جدوع، حول دور الصراعات الجيوسياسية وأثرها على الاقتصاد في منطقة الشرق الاوسط، بالاضافة الى دور القوميات في الصراعات الجيواجتماعية.
اجاب المحاضر جلو مرعي على مداخلتها قائلا: معظم الصراعات سببها الخلافات الاقتصادية، كارتفاع نسب تصدير النفط وقيمها المالية، كذلك نسب تصدير الغاز الموجود في سوريا ولبنان وما موجود في مياههما الاقليمية. واختتمت الندوة بالشكر والتقدير للمحاضر.