سردار علي سنجاري
الجزء الثاني
اما في العراق فقد كان حزب البعث ينشط في الأوساط العسكرية والطلابية وشارك في العديد من الانقلابات العسكرية التي كان بعضها قريبا في الوصول إلى سدة الحكم ولكن في عام 1968 وصل الحزب إلى السلطة لأول مرة كحزب قيادي وحيد في حكم العراق . كانت فترة حكم البعث العراقي منذ استلامه السلطة إلى عام 2003 حيث تم إسقاط حكم الرئيس الأسبق صدام حسين فترة شهدت الكثير من الأحداث السياسية والعسكرية والأمنية التي أدت إلى انهيار منظومة الحزب ومؤسسات الدولة واصبحت تلك المؤسسات رهينة شخص واحد . وارتكبت خلال فترة البعث مجازر كثيرة ابتدأت بالاغتيالات لشخصيات وطنية عراقية عارضت سياسة اللون الواحد وتسلط حزب البعث على كل مفاصل الدولة والبلاد وراح ضحية تلك الاغتيالات طبقة من رجال السياسة البارزين الذين ساهموا في بناء الدولة العراقية والجيش العراقي . وكذلك وبعد استلام صدام حسين رئاسة الجمهورية بأيام قام بارتكاب مجزرة قاعة الخلد عام 1979 حيث تم القضاء على ما يقارب من 22 شخصية بعثية قيادية مما مهد الطريق لبقاء صدام حسين في سدة الحكم من دون منافس. وفي عام 1970 تم التوصل بين القوى الثورية الكوردية بزعامة الملا مصطفى البارزاني وقيادة حزب البعث إلى اتفاق ينهي حالة الاقتتال واللجوء إلى تهدئة من اجل تحقيق الاستقرار في العراق ولكن كانت نوايا البعث غير واضحة في تطبيق الاتفاق حيث تمت محاولة اغتيال قائد الثورة الكوردية الملا مصطفى البارزاني في مقر قيادته في منطقة حاجي عمران مما أضاف إلى سجل البعث الأجرامي عملية نكراء لا اخلاقية بحق من توافق معهم . وفي علم 1980 قررت قيادة الحزب الدخول في حرب مع ايران التي استمرّت حوالي ثمانية أعوام راح ضحيتها الملايين من الجانبين عدا التراجع الملحوظ انذاك في الاقتصاد العراقي والديون التي تراكمت على الشعب العراقي . وخلال تلك الحقبة قام حزب البعث الصدامي بارتكاب مجازر بحق الشعب الكوردي وكانت مجزرة حلبجة من أبرز المجازر التي ارتكبها النظام البعثي في العراق ضد الكورد . في مارس 1988 قام النظام باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد مدينة حلبجة الكوردية في كوردستان العراق مما أسفر عن مقتل أكثر من 5,000 شخص معظمهم من المدنيين العزل . كانت هذه المجزرة جزءًا من حملة الأنفال التي شنتها القوات العراقية ضد الكورد في إطار سياسة التعريب والتطهير العرقي حيث تم تدمير العديد من القرى الكوردية باستخدام الأسلحة الكيمياوية.
وكذلك عملية الأنفال كانت حملة عسكرية قادها صدام حسين ضد الكورد في كوردستان العراق. شملت الحملة قصف القرى الكردية وتدمير المنازل واستخدام الأسلحة الكيمياوية. هذه الحملة أسفرت عن مقتل حوالي 180000 كوردي إضافة إلى تهجير مئات الآلاف منهم. كما تم استخدام الأسلحة الكيمياوية في العديد من المناطق الاخرى . وكذلك ارتكب النظام البعثي الصدامي مجزرة بحق البارزانيين حيث تم القضاء على غالبية شباب منطقة بارزان وقتلهم في صحاري السماوة وكذلك تم اعدام ما يزيد عن 35 شخصا من اخوة وأقارب الرئيس مسعود البارزاني .
ويعتبر احتلال دولة الكويت الجارة احدى كبرى الجرائم التي ارتكبها حزب البعث الصدامي بحق دولة مسالمة وقفت إلى جانب العراق في حربه العشوائية مع ايران . و في حرب احتلال الكويت، ابيدت فرق عسكرية ودمرت الألة العسكرية بالكامل واعقبها مجازر بحق ضباط كبار تم إعدامهم بحجج مختلفة .
بعد غزو الكويت في 1990 اندلعت انتفاضة شعبية في العديد من المدن العراقية بعد هزيمة العراق في حرب الخليج الثانية. في الجنوب خصوصًا في البصرة و الناصرية قام نظام صدام حسين بقمع الانتفاضة بقوة شديدة حيث تم قتل الآلاف من المدنيين والعسكريين الذين شاركوا في الانتفاضة.
وفي عام 1982 وقعت مجزرة الدجيل بعد محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها صدام حسين في منطقة الدجيل الشيعية شمال بغداد. ردًا على محاولة الاغتيال، امر صدام حسين باعتقال وقتل العشرات من سكان المنطقة بما في ذلك النساء والأطفال وأحرق القرى بالكامل. قُتل في هذه المجزرة حوالي 148 شخصًا، واعتقل العديد من الأشخاص وواجهوا التعذيب والموت. وبسبب تلك المجزرة تم الحكم على صدام حسبن بالإعدام ونفذ الحكم في 30 ديسمبر 2006 .
على مدار حكم صدام حسين، كان يتم قمع أي محاولة معارضة سواء كانت من الأحزاب السياسية أو من المجموعات العرقية مثل الكورد والشيعة. قام نظام البعث بإغلاق الصحف وتوقيع أحكام بالإعدام على المعارضين السياسيين بمحاكم خاصة غير عادلة واستخدام المعتقلات و السراديب للتعذيب. يتبع