الكورد الفيلية في متاهة

كامل سلمان

عشرات المكاتب والتنظيمات والتنسيقيات والتيارات والتجمعات الفيلية ، جميعها عناوينها فيلية و ترفع نفس الشعار ( وحدة الفيلية ، استرداد الحقوق ، البحث عن الهوية واثبات الذات والإستقلالية ) وكل تشكيل منها تدعي بإنها الممثل الشرعي للأمة الفيلية وكأنهم جميعاً يطبقون مبدأ الفرقة الناجية . هذا هو حال الكورد الفيلية بأختصار يدورون في متاهة ، في الوقت الذي نجد فيه بعض عامة الفيلية ينتمون إلى احزاب وتيارات لا تمثل مكونهم ولا تمثل هويتهم وأما الغالبية العظمى فلا شأن لهم بما يفعل الأخرون ولا يبالون بمستقبل الفيلية ، وهذا دليل على أن جميع التشكيلات الفيلية تغرد على شكل أسراب صغيرة لوحدها ولكنهم جميعهم يشتركون بطرح مظلوميتهم بنفس الطريقة ، نعم يعرفون كيف يطرحون مظلوميتهم ولا يعرفون السبيل لرفع مظلوميتهم ، ليسوا أغبياء وليسوا ضعفاء وليسوا عجزة ولكنهم ينظرون بعين واحدة ، كثير منهم يسعون لإحتواء العلمانية والقومية والطائفية والأممية والعشائرية في سلة واحدة .. ليس الهدف من نقدهم تثبيط عزيمتهم أو التشهير بهم أو تبيان عيوبهم ، فهم أمة راقية و واعية ولهم بصمتهم الواضحة على مجمل نشاطات المجتمع ، لكن الإنسان الذي يغوص في المتاهة يجد نفسه أحياناً متعب جداً ومن الصعب العودة خطوات إلى الوراء ليعيد نفسه على السكة الصحيحة ، وهذا بالضبط ما يعانيه كوادر المجتمعات الفيلية .. أنا هنا أتساءل أن كان بالإمكان أن يجتمع تشكيلين من هذا الكم الهائل من التشكيلات الفيلية ويطرحون فكرة تكوين تشكيل واحد يجمعهم ، سيتفاجأ كلا التشكيلين بأنهم خطان متوازيان لا يلتقيان . ببساطة القضية مرتبطة بالمصالح الشخصية والخلفية الثقافية ، ولكن لو سأل كوادر كل تشكيل أنفسهم عما إذا كانوا قادرين على تحقيق هدف واحد من اهداف الأمة الفيلية سيخلصون إلى نتيجة واحدة وهي أنهم بحاجة إلى دعم بقية الكورد الفيلية ليتمكنوا من تحقيق ذلك الهدف . . إذاً كيف ينالون دعم بقية الكورد الفيلية وهم عاجزون أن يوحدوا صفوفهم ويخطون خطوة واحدة إلى الأمام ، أليس هذا تناقض ؟ شيء مؤلم أن تمتلك كل مقومات النجاح ولا تنجح بينما هنالك من لا يملك واحدة من مقومات النجاح ينجح ويتفوق . ما هو الشيء الذي ينقص الفيلية ويجعلهم بعيدين عن النجاح ؟ هل أعدادهم قليلة ؟ هل ثقافتهم ضعيفة ؟ هل أشكالهم معيبة ؟ هل أصولهم دخيلة ؟ هل طبيعتهم الكسل ؟ هل تنقصهم التجربة ؟ لا ينقصهم شيء من كل هذه التساؤلات بل يمتازون بمزايا تفوق مزايا الأخرين كثيراً ، فهم أهل الخبرة وأهل المعاناة وأهل الثقافة وأهل التحدي . متفرقون بلا سبب بالرغم أنهم متشابهون في كل شيء ويحملون نفس الهموم ويتحسسون بآلام بعضهم بعضا . خلاصة القول نهيب بجميع الأخوة والأخوات الفيلية إلى مراجعة الذات وتوبيخ أنفسهم و المبادرة لمؤتمر وطني جامع يفضي إلى تشكيل تيار واحد موحد ينتشلهم من هذه المتاهة وإلا فلا هدف يتحقق ولا حق يسترد ولا مظلومية ترفع ويبقى الجميع في نفس المتاهة وتبقى دموع الأمهات تنهمل على فقدان فلذات اكبادها وتبقى الحسرة ديدن الأباء وتبقى حقوقهم بعيدة المنال ، أعان الله جموع الفيليين الذين ينتظرون يوماً تتفتح فيه أبواب الفرج .

kamil.salman@gmail.com

قد يعجبك ايضا