اعداد: عدنان رحمن
اصدار: 8- 1- 2025
عن مطبعة مؤسسة ئاراس- اربيل في العام 2007 صدر للكاتب م . س . لازاريف \ المسألة الكوردية 1923- 1945 (النضال والاخفاق) ، ترجمة : د- عبدي حاجي ،:
“ثمة دلائل وقرائن كافية لدى لونكريك وفي المصادر الاخرى على المشاركة المباشرة للسفارة البريطانية والقيادة العسكرية البريطانية في العمليات ضد الخالد مصطفى البارزاني الذي ثار ربيع 1943. ويربط لونكريك بداية الانتفاضة بالمفاوضات التي اجراها الخالد مصطفى البارزاني مع القائد الكوردي سيد بيروكي { Ibid P 324- 327} الذي هرب من تركيا، اما الدافع اليها فقد كان دفاع الخالد ملا مصطفى عن اللاجئين الكورد وبمساعدة لطيف نجل الشيخ محمود برزنچي”.
وفي كتاب بعنوان ( المسألة الكوردية القومية في العراق في العصر الراهن لـش. خ. محوي ورد:
– ” تم الاعداد للثورة الكوردية في الربع الثاني للقرن العشرين إعدادا جيداً من الناحيتين السياسية والعسكرية وذلك بعد ان اجرى الخالد مصطفى البارزاني بصورة تمهيدية الاتصالات والتفاهمات المتبادلة مع جميع المنظمات الكوردية السياسية المؤثرة ولاسيما ( هيوا- الامل) و ( رزگاري- الخلاص) و ( شورش- الثورة) و ( يكيتي خه بات- وحدة النضال)…. وغيرها.
ولهذا فقد عبرت الانتفاضة عن طموحات وميول جميع اطياف الحركة الكوردية التحررية في العراق. وكانت اول انتفاضة شعبية عامّة وللمرة الاولى في تاريخ كوردستان العراق. وقد طبقت قيادة الثورة في شخص الخالد مصطفى البارزاني والمقربين منه الذين كان بينهم عددا كبيراً من الضباط القياديين، وبنجاح التكتيك الموضوع للعمليات العسكرية حرفيا، الذي تبين انه كان فعالا للغاية. وبدأت الانتفاضة التي كانت بصورة تدريجية، حيث بدأت بهجمات من قبل حزب الانصار على المراكز البوليسية. وبعد ان حقق الثوار نجاحهم الاول قاموا في صيف 1943 بتوسيع مجال عملياتهم بشكل كبير، التي شملت مناطق واسعة من كوردستان العراق. وكانت الوحدات القمعية المرسلة لمحاربتهم تُمنى بالهزيمة. كان رد فعل الاوساط الحاكمة في العراق وحماتها البريطانيين على حركة الكورد عادة ما يكمن في الاجراءات القمعية والمناورة السياسية. لقد عملت لندن وبغداد في البداية على تجنب القيام بعمليات حربية واسعة النطاق ضد الكورد، وآثرت تشديد الضغط السياسي. ولما فشل هذا التكتيك وفشلت المحاولات الجديدة لحل القضية الكوردية عن طريق القوة والجارية في آب- ايلول 1943، والمؤدية في نهاية 1943 الى توسيع كبير لمنطقة الثورة، انتقل النزاع في شمال العراق الى طور مستديم، صمدت فيه الاطراف المتصارعة حتى نهاية الحرب. جرت محاولات عديدة لقطع الفرصة وايجاد حل ايجابي ما، ووجدت حكومة نوري السعيد نفسها في وضع صعب لا تملك القوة للقضاء على الانتفاضة الكوردية وفاقدة التأييد داخل البلاد وخارجها. واصبحت المفاوضات المخرج الوحيد التي من شأنها السماح للحكومة بالحفاظ على ماء الوجه وتجنب اللجوء الى استخدام وسائل القوة الصرفة. قامت حكومة نوري السعيد بتعيين ضباط اتصال، الذين اجروا في 12- 1943 الاتصال بالخالد مصطفى البارزاني، الذي وضع شروطه لوقف اطلاق النار. ان الخالد الملا مصطفى البارزاني استلهم في نضاله مــُثل الديمقراطية ومعاداة الاستعمار وتوحيد الشعب الكوردي ونيله الاستقلال ليس على طريق الاستقلال القومي فحسب، بل وعلى طريق التحرر الاجتماعي وبمساعدة الوسائل الثورية ( في ظروف كوردستان المجزأة والمستعبدة بالوسائل الثورية- العسكرية)”.
وفي كتاب ( أحداث عاصرتها \ محسن دزيي ج- 2، الصادر عن دار ئاراس للطباعة والنشر، ط- 1، أربيل 2002. ورد:
– ” في 20- نيسان- 1974 كان البارزاني الخالد في طهران للمداولة مع السلطات الايرانية حول شؤون الثورة بعد ان بدأ النظام بإستئناف القتال وشن الهجمات على مقراتنا والمدن والقصبات التي تقع في مناطق سيطرة الثورة الكوردية، ابلغنا الاخوان المناضل المرحوم ادريس ورئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني بان نتهيأ أنا ( اي الكاتب) وسامي عبد الرحمن للسفر الى الامم المتحدة والدول الاوربية لغرض توضيح الموقف بناءا على طلب الزعيم الخالد البارزاني الذي كان ينتظرنا في طهران. زرنا بريطانيا واستقبلنا جوليلي ايمري وزير الدولة للشؤون الخارجية في حكومة ادوارد هيث، الذي كان معجبا بالبارزاني الخالد فقد قابله في كوردستان قبل عدة سنوات، ولا بد ان اذكر ان السيد رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني قد قام بزيارة بريطانيا 1989، واثناء اجتماع بعض النواب في البرلمان البريطاني حضر جولياي ايمري وسلّم على السيد رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني وحيّاه تحية عسكرية ووقف امامه باحترام. وعقدنا ندوات مع الطلبة الكورد فيها وممثلينا هاوار محمد زياد وجمال علمدار وغيرهما. وعند زيارة المانيا الاتحادية قدمنا رسالة شخصية من البارزاني الخالد الى فرانك جوزيف شتراوس زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي في مؤتمر لحزبه في مقاطعة بافاريا، رحب بنا كضيوف شرف وقدمنا على اننا ممثلو البارزاني الخالد والشعب الكوردي، ثم زودنا برسالة جوابية. ثم توجهنا الى نيويورك، وبعد وصولنا اليها انضم الينا د- شفيق قزاز. نظمنا مذكرة حول القضية الكوردية وما يتعرض له الشعب الكوردي من حرب إبادة على ايدي البعثيين، واتصلنا بالامين العام للامم المتحدة د- كورت فالدهايم، وعقدنا مؤتمر صحفي في مبنى الامم المتحدة شرحنا فيها القضية الكوردية، وفي واشطن اتصلنا باعضاء من الكونغرس وشخصيات حكومية لنفس الغرض”.
واضاف دزيي:
– “ان الشيخ ناظم العاصي من رؤساء عشيرة العبيد له قول مأثور في البارزاني الخالد : ( ان ملا مصطفى هو قطعة شرف من قمة رأسه الى أخمص قدميه. وقد كان الشيخ دائما محل احترام وتقدير البارزاني الخالد)”.
واضاف دزيي:
– ” بمناسبة حلول عيد الفطر في العام 1967 تقرر قيام المناضل المرحوم ادريس البارزاني بزيارة لبغداد لتقديم التهاني لرئيس الجمهورية نيابة عن والده، كان السيد حبيب محمد كريم سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( الپارتي) آنذاك متواجدا في بغداد وكذلك صالح اليوسفي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ومسؤول الفرع الخامس في بغداد. بعدها طلب الاخ المناضل المرحوم ادريس السفر الى كربلاء والنجف الاشرف لزيارة العتبات المقدسة وزيارة المرجع الديني الامام السيد محسن الحكيم الذي كانت تربطه علاقات طيبة مع البارزاني الخالد بالرغم من عدم وجود لقاء بينهم، وكانا يتراسلان بعض الاحيان، وسبق ان أصدر فتوى في عهد عبد السلام عارف حرّم فيها محاربة الكورد. وكانت له مواقف مشرفة ومؤيدة للثورة الكوردية وللبارزاني الخالد. وعند حلول عيد الاضحى في العام نفسه قرر البارزاني الخالد إيفاد نجله رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني الى بغداد لتقديم التهاني لرئيس جمهورية العراق عبد الرحمن عارف، ثم ذهبنا بمعيته لزيارة العتبات المقدسة وشخص الامام الحكيم، قدّم له رسالة من البارزاني الخالد ونسخة من المصحف الشريف مهداة من قبله، كان يرافقنا شقيق السيد رئيس اقليم كوردستان مـــسعود ( نهاد) الذي كان في السابعة من عمره وبعد تقبيله من قبل السيد الحكيم قدّم له ليرة ذهبية عثمانية”.
واضاف دزيي:
– “قبل التوقيع على اتفاقية 11 آذار 1970 مع الحكومة العراقية كان من جملة الامور المطروحة منح التركمان والاشوريين الحقوق الثقافية والحريات الديمقراطية، إلا انها جوبهت بالرفض من قبلهم، وبعد مغادرة الوفد الكوردي بغداد أذاعت الحكومة العراقية من جانب واحد بيانا اقرّت فيه الحقوق الثقافية للتركمان. كان الغرض من تلك العملية عدم اظهار الأمر على أنه من مطاليب الوفد الكوردي، بل بينوا الامر على انه خطوة اتخذها حزب البعث المقبور من تلقاء نفسه. كما واصدرت السلطات العراقية عفوا عن المار شمعون المرجعية الدينية للآشوريين الذي غادر كوردستان بعد هجوم القوات الحكومية عليهم ثلاثينيات القرن العشرين، الذي كان يقيم في كندا. فدعته بغداد وحاولت كسبه لصفها إلا انه رفض وعندما عاد الى كندا أغتيل، ثم حاولت السلطات العراقية عمل شرخ بينهم وبين الحركة التحررية الكوردية عن طريق الزعماء السياسيين للآشوريين، فقدمت دعوة الى ملك ياقو بعد ان اصدرت عنه وعن اتباعه العفو لكسبه ودفعه للعمل ضد الثورة الكوردية، ولكنها فشلت ايضاً، فلقد كانت العلاقات الكوردية الاشورية متميزة خاصة مع البارزانيين، حيث كانوا يتواجدون بكثرة في قرى مشتركة مع الكورد او قرى مستقلة بهم بين القرى الكوردية، ولم يكن بالامكان وفي كل الظروف إيجاد الفرقة والخلافات بينهم، بل انهم عاشوا متآخين ومتحابين على مدى سنين. أما في ثورة ايلول الكبرى التي قادها الزعيم الخالد مصطفى البارزاني فقد ساهم فيها الآشوريون مساهمة فعلية الى جانب اخوانهم الكورد وقدموا التضحيات والشهداء في سبيل ذلك، وان الشهيد هرمز ملك چكو خير مثال على ذلك، وكانوا من بين الحرس الخاص بحماية البارزاني الخالد ونجله رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني”.