الشاعرة والباحثة / رشا الخطيب
عذرا أيها الوحى
فأنا لستُ فى مهبط الرسالات
وفقدت بوصلتى لجبل الطور
وأنطفا قبسى
لأعاود رحلتىّ الشتاء والصيف
ولم أعتمر بعد
فما بين العمر المار خطفا
وأجنحة الموت تحاوطنى
توقف الزمن
لم يعرف من أمرى شيئا
وربما لا يأبه
لأشواق وهى تضرم
بمدينتى الورقية
أومسامى التى أقسمت أن
تتحول لركام تمثال
ربما يحظى بانبهارك
عجبا !
كيف صدقنا فكرة البعث
بعد الموت !
وأنا مع كل صباح ومساء
أُبعث بين لقاحات الزهر
وعطور الريحان
لأنثر حولك حروفا عطرية
تضيء فضاءك الأزرق
ولم يصلنى ردٌ أبدا
لا يهم
لايهم
كم انتظرت ونظرت لجوالى
الذى عما قريب سيتجسد
بإحدى صورك !
فتكون ملك يدى
والمسافة التى بينى وبينك
خطوتين بحجم عقلة الأصبع
وربما كحرفين انعقدا
بصدرينا
موجوع ٌ أنت ياقلبى
كل شتاء يكون
لك نفس الأمنية
و نفس البرد
و نفس الحطابين يحملونها
لمواقدهم
ربما حان
الوقت لأمنح مشاعرى أجازة
وألتزم الصمت
وأشحذها بتراتيل الوحدة
لتعتاد ركوب العربة الأخيرة
أمنح أوراقى حق التمرد
والتسلل بين أوراق كل عام
لتخط ما يحلو لها
من ندف أو سنابك خيل
أو عين حمئة
أو نظرة دفء هى لك
فلن أمانع!
ربما حان الوقت لاحتلال كامل
يتبعه سلام صغير
كفاك تجاهلا تعال ” هنا ”
مجيئك يساوى موطناً وحق لجوء
غير مشروط من السعادة
حنانيك
فالدروب فيها ما يكفى من
الهجران والنكران
والمتاع فيها ما يكّل بالحجارة!
لا بأس
فالأكواب الفارغة تحتفظ بنفس
وجودها
والوشاح لن يضيره أن يظل معلقا
داخل خزانة الخيال
عفوا
قد أتوقف عن ذكرك سرا وجهرا
ولن يهمنى أن جاء العنكبوت
ينسج لى أبيات غزل
أو باضت الحمامة بمقلتى
لأرى عالما مغايرا
الكل يرتدي فيه قبعات باسمة
وربما تحسبها
قلوبا تعانق رؤوسهم
تليق بجمال الشمس
الذى سيشرق بعد قليل.
.