لعبة الحصن

فاطمة علي

الأوضاع الحالية تشبه لعبة الحصن حيث تظهر كل الأشياء في السطح وكأنها واضحة، لكنها تحمل في طياتها الكثير من الغموض والتعقيد. السياسة اليوم تتخذ أشكالًا متعددة، مثل لعب النار بالماء، حيث يغلب الخطورة والقلق على الأجواء. كل فرد يعتقد أنه سيكون بمأمن من تلك اللعبة القاتلة، لكنه يكتشف في النهاية أنه محاصر في متاهة لا مخرج لها. هذه الحياة ليست كما يتصور البعض، فهي ليست نهاية المطاف بل هي رحلة مكتوب فيها لنا التحديات والمخاطر.
والله يراقب كل ما يحدث بيننا، لكننا نختار بدلاً من ذلك أن نزداد فسادًا في الأرض.

عندما نتحدث عن الفساد، نتذكر العراق، بلد الحضارات والثقافات الغنية، والذي يعيش اليوم في ظل عدم الاستقرار ككابوس لا ينتهي. يومًا بعد يوم يزداد الحديث عن ذلك الفساد، ولكن ما يثير العجب هو أن لا أحد لديه الجرأة للاعتراف بأنه هو الفاسد. تتجه جميع الأعين نحو السراق وكأنهم أعداء الشعب، في حين أن الكثير من المتحدثين يتحدثون عن الفساد وكأنهم يتحلون بالبراءة، في الوقت الذي تلطخت أيديهم بالسرقة.

هذه التناقضات تظهر لنا أننا محاصرون في حلقة مفرغة
حيث يتم تبادل الاتهامات وكأنها لعبة، بينما تظل الأوضاع كما هي دون تغيير. إلى متى سنبقى نتجاذب التهم نلقي اللوم على الآخرين كمن يرفع البندقية للقتال في معركة
خاسرة علينا أن نستيقظ على واقعنا، وألا نغفل عن التغيير الجذري الذي نحتاجه في مجتمعاتنا.

هذه دعوة صريحة لكل من ينفخ في الحياة ويدعي الحاجة للتغيير.
ابدأ بنفسك وكن جزءًا من الحل، بدلاً من أن تكون جزءًا من المشكلة لأن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل.
كما أن كل خطوة نخطوها نحو تحقيق الأمان والعدالة يجب أن تكون مستندة إلى الإرادة الصادقة والتخطيط الفعّال. فلنجعل من الأمل دافعًا لتحقيق مستقبل أفضل يعكس طموحاتنا كعراقيين، ويعانق الأمل في غد جديد.

قد يعجبك ايضا