تعد كلية التربية للبنات في الجامعة العراقية احدى الصروح العلمية والأكاديمية العراقية، وتسعى مع الجامعات والمراكز العلمية الأخرى من اجل اعداد جيل من الخريجين، قادر على مواكبة التطور العلمي والتقني للنهوض بالعراق علمياً،والحفاظ على وجهه الحضاري بين امم وشعوب المنطقة والعالم. للتعرف على المزيد بشأن هذا الصرح العلمي العراقي المتميز، اجرى د. خالد القيسي حوارا مفيداً وشيقاً مع الدكتورة (هدى نوري شكر خطاب) عميد كلية التربية للبنات في الجامعة العراقية،الى قراء صحيفتنا الكرام نص الحوار.
اجرى الحوار: د.خالد القيسي
س/ ماذا تقرأ بطاقتكم الشخصية؟
هدى نوري شكر خطاب ، دكتوراه تاريخ الحضارة العربية الاسلامية / التاريخ الأندلسي ، متزوجة ولدي 3 أولاد وخمس بنات و13 حفيد.
– عملت في قرغيزستان 2001-2004م في جامعة محمود قشغاري استاذة اللغة العربية
– ثم في دولة الكويت 2006-2008 في مدار ثنائية اللغة.
– مقرر قسم التاريخ 24/9/ 2014.م
– مقرر قسم التربية الخاصة / كلية التربية للبنات ، من (29/12/2014) الى(8/1/2015).
– مقرر قسم رياض الأطفال والتربية الخاصة / كلية التربية للبنات، من (7/2/2018م) الى (15-2-2021).
– معاون العميد لشؤون الطلبة ( 15/ 2/ 2021م).
– عميدة كلية التربية للبنات/ كلية التربية للبنات، 4/ 6/ 2024م
حاليا نحن نسير بخطى ثابتة وحثيثة ان شاء الله نحو الاتمتة الالكترونية في جميع مفاصل الكلية، عملا بتوجهات الوزارة ورئاسة الوزراء، وكما تعلمون ان العالم كله الان يسير نحو الحداثة ومواكبة التطور السريع في المجال التكنولوجي والالكتروني، واقع الحال يتطلب منا مواكبة هذا التطور؛ لانه في النهاية يصب في مصلحة الافراد والمؤسسات ويوفر الكثير من الجهد والوقت، ويسهل من عملهم وانجاز معاملاتهم، فضلا عن انه توجه الدولة العراقية بشكل عام.
س/ بعد تكليفكم بمهام عمادة كلية التربية للبنات، ما هي خططكم للسنوات القادمة مع بدء العام الدراسي الجديد؟
بحمد الله وفضل منه تسنمنا منصبنا بتاريخ 4/6/2024، وبالتأكيد في جعبتنا خطط لتطوير الكلية على المدى القصير وعلى المدى البعيد، وحاليا نحن نسير بخطى ثابتة وحثيثة ان شاء الله نحو الاتمتة الالكترونية في جميع مفاصل الكلية، عملا بتوجهات الوزارة ورئاسة الوزراء، وكما تعلمون ان العالم كله الان يسير نحو الحداثة ومواكبة التطور السريع في المجال التكنولوجي والالكتروني، واقع الحال يتطلب منا مواكبة هذا التطور؛ لانه في النهاية يصب في مصلحة الافراد والمؤسسات ويوفر الكثير من الجهد والوقت، ويسهل من عملهم وانجاز معاملاتهم، فضلا عن انه توجه الدولة العراقية بشكل عام.
س/ هلا تحدثينا باختصار عن الاقسام العلمية في كليتكم، ومدى طموحاتكم في استحداث اقسام علمية جديدة؟
تضم كليتنا حاليا (6) ستة اقسام علمية؛ قسم اللغة العربية، وقسم علوم القرآن، وقسم الشريعة، وقسم اللغة الانجليزية، فضلا عن قسمي التاريخ ورياض الاطفال.
أما بخصوص الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) فهي موجودة لله الحمد في (4) اربعة اقسام، وان شاء الله ستفتح في الاقسام الباقية ايضا تباعا بعد استحصال الموافقات الرسمية.
ونحن نطمح ان شاء الله لاستحداثات اقسام جديدة وهي في طور الدراسة على مدى احتياجات اقتصاد سوق العمل، وهنالك خطوات حثيثة ملموسة للنهوض بواقع الكلية مستقبلية على مدى الاعوام القادمة ان شاء الله.
س/ ما هو البرنامج الذي اعتمدتموه في استقطاب ممن هم خارج الكلية بالتنسيق مع مؤسسات الدولة الاخرى ومنظمات المجتمع المدني؟
حقيقة الكلية لديها برامج وخططا عديدة لهذا الموضوع، فالكلية تمتلك تخصصات فريدة، كقسم اللغة الانجليزية الذي يعد احد الاقسام التي دائما ما تستقطب الكليات الاهلية والحكومية، وذلك عن طريق اقامة احتفاليات وفعاليات مختلفة، وحديثا في نيتنا عقد مهرجان سنوي يقيمه قسم اللغة الانجليزية في الايام القلية القادمة ان شاء الله ندعو فيه كل الاقطاب من مختلف الجامعات والكليات الحكومية والاهلية الى زيارة الكلية والتعرف على نشاطاتها المتنوعة.
وكذلك الحال بالنسبة لقسم اللغة العربية، فهو ايضا من الاقسام التي تستقطب وتنال الرضا والاستحسان من قبل الجامعات والكليات الاخرى.
كما ان الكلية في طور تحقيق مشروع التوأمة مع العديد من الجامعات الاخرى، والحمد لله فكليتنا تتمتع بمكانة اجتماعية وعلمية اكاديمية مرموقة في كل جوانب العلم والمعرفة، ولها صدى واسع في الكليات والجامعات المناظرة في عراقنا العزيز.
س/ ننتقل الى مسألة مهمة وهي تطوير الملاك العام ورفع مستوى تأهيله، ما هي الخطوات العملية اللي اتخذتموها بنظر الاعتبار لتطوير هذا الجانب خاصة في ظل الانفجار المعلوماتي الذي يشهده العالم المتحضر؟
بخصوص هذا الجانب فقد عملت الكلية على توفير عدة مختبرات مجهزة باحدث انظمة الحاسوب، كما ان الجامعة فتحت افاق التعاون المشترك وابرمت عددا من العقود العلمية والاكاديمية مع مختلف الجامعات المناظرة على المستوى المحلي والدولي لغرض تطوير الملاك الاداري والتدريسي وكذلك على مستوى الطلبة، وقد ساهمت الكلية بخطى حثيثة لتوفير كل ما يؤدي الى تطور هذه الفئات وتذليل العقبات التي تواجههم.
س/ يشكل موضوع المكتبات مفصلا حيويا من مفاصل التعليم الجامعي، وما هي خططكم المستقبلية لتطويره والنهوض به؟
لا شك ان المكتبة تعد الركيزة الاساسية للتعليم الجامعي، فهي الصلة الروحية المباشرة التي تربط الطالب بالتدريسي، ويؤدي الى نجاح العملية التعليمية، ونحن بدورنا نعمل جاهدين لتطوير هذا الجانب بما يتلائم مع متطلبات التعليم الحديث، ونحن في صدد اعتماد وتطوير المكتبة الالكترونية، فضلا عن المكتبة الورقية.
فمن خلال المكتبة الالكترونية وفرنا للطلبة امكانية البحث من خلال المكتبة الشاملة التي تسهّل لهم العثور على المعلومات المختلفة في اكثر التخصصات من خلال اضافته كبرنامج في الحاسوب، كما وفرنا المختبرات اللازمة لاستيعاب اكبر عدد ممكن من الباحثين.
اما بالنسبة ما يخص المكتبات الورقية فنحن لدينا مكتبة متخصصة للدراسات العليا، فضلا عن المكتبة العامة وبذلنا جهدا حثيثا لتحويلها الى الكترونية، ورفدها بالاقراص المدمجة والكتب الالكترونية لاعانة الباحث لاستحصال المعلومة بسهولة وفي وقت قياسي.
س/ دور الباحث الاجتماعي مهم في معالجة الكثير من الاشكالات وطرق التعامل مع الطالبة الجامعية خاصة بالصفوف الاولية، ما هي خططكم لدعم هذا الجانب؟
حقيقة ان للمرشد دورا مهما وحساسا في العملية التربوية، فهو يأخذ مكان العوائل في التربية والارشادات، ويخفف من حدة الضغط عليهم في اوقات الدوام باعتبار ان الطالبة تقضى اغلب وقتها في الكلية، ولذلك يعد دور المشرف الباحث كدور المرشد الناصح الذي تستعين به الطالبة لتذليل العقبات والازمات التي تواجهها حتى ولو كانت خارج البيئة الجامعية.
وتضطلع في كليتنا بهذه المهام وحدة الارشاد التربوي، وطبعا هذه الوحدة تحوي اساتذة اكفاء ومتخصصين بهذا الجانب ضمن لجان، ويتمحور اختصاصهم حول علم النفس، لانه المعني بكيفية وطريقة المناسبة للتعامل مع الطلاب، ولجنة الارشاد تأخذ على عاتقها نشر ثقافة المعلومة والتربية ومحاسن الاخلاق، وتطالبهم بالالتزام بحسن السلوك والالتزام بمعايير الاداء والانضباط داخل الكلية.
وهذه الوحدة بالتأكيد لديها تعاون مشترك مع الاقسام العلمية، ومع المراحل الدراسية كافة؛ بدء من المرحلة الاولى وصولا الى مرحلة التخرج وتدرج في ملف الطالبة وفق استمارة خاصة بها مثل البطاقة المدرسية تدرج فيها حالتها الاجتماعية والحالة الصحية، وصولا الى التكافل الاجتماعي.
ومما نفتخر فيه في كليتنا هو تشكيل لجنة للتكافل الاجتماعي، يأخذ على عاتقه مساعدة الطالبات اللواتي يعانين من مستوى معيشي، او صحي متدني أو صعب، وتقديم كل ما يسهم من التخفيف عن كاهلهم وفق المستطاع.
س/ حدثينا عن الفعاليات والانشطة الرياضية والفنية في كليتكم، وما مدى اهمية هذا الجانب لديكم؟
بخصوص هذا الموضوع فكليتنا اولت هذا الجانب اهتماما كبيرا، وبحمد لله فازت كليتنا في الكثير من الانشطة الرياضية المختلفة واستحصلت العديد من الجوائز ، كلعبة الشطرنج، وكذلك لعبة الطاولة وغيرها، كما ولدينا قاعات خاصة للنشاط الرياضي والتدريب.
ومن جانب الفعاليات فالكلية تقيم العديد من المهرجانات والندوات المختلفة، وقريبا ستقيم احتفالية تقيمها لجنة النشاط الطلابي لاستقبال طالبات المرحلة الاولى، وستضمن خلالها تكريم الطالبات الاوائل على الاقسام العلمية بالمراحل المختلفة.
كما قامت الكلية بعمل العديد من المهرجانات والبازرات ومعارض الكتاب، تعرض فيها انواع الفنون والاعمال اليدوية، كالرسم والابتكارات والزخرفة ومهرجان الزهور والمهرجان الابداعي، كما ان الكلية اولت اهتماما بالغا بموضوع التشجير، عملا بتوجيهات الوزارة ومجلس الوزراء الموقر، لما له اهمية بالغة في الادامة المستدامة والحفاظ على البيئة من التلوث، والحد من الاحتباس الحراري.
س/من هو صاحب الفضل عليك ؟
-امي وابي واخي الكبير (رحمهم الله واسكنهم الفردوس الأعلى)، وكذلك
زوجي واولادي وكل من مد يد العون لي في مسيرة حياتي كلها
أتقدم لهم بالشكر والثناء.
س/ لو لم تكوني اكاديمية وبهذا الاختصاص؛ ماذا كنت ستتمنين؟
حافظة للقرآن الكريم في مركز اقرآ للتحفيظ.
س/هل كانت للظروف التي عشتها وللبيئة التي تحيطك تأثيرها بما انت عليه الآن؟
-لا بد للبيئة من تأثير مباشر على طموحات وامنيات كل انسان خاصة اذا كانت له اهداف يسعى لتحقيقيها ورغم انني فقدت اخا لي وانا في مرحلة السادس الأدبي عندما اعدم من قبل النظام البائد، وكنت قد اعطيته عهدا ان احقق نتائج عالية في الامتحانات الوزارية، ولكنه استشهد قبل ان اجري الامتحان، وكانت النتيجة انني ثانية على العراق، إضافة الى ما عانينا في السنوات الاليمة التي مرت على بلدنا الحبيب من 2004-2006 ،وكذلك 2014 واحداث داعش على محافظة الانبار حيث هدم بيتي وتهجرنا انا وعائلتي والى الان ونحن مهجرون ولم نعد إلى ديارنا الى حد هذه اللحظة.
س/هل لديك اهتمامات أخرى غير تخصصك الاكاديمي؟
للكل شخص اهتمامته ورغباته الخاصة .فأنا أحب القراءة والمطالعة .. وكذلك الخياطة والتطريز، والاهتمام بالحديقة والعناية بالأشجار .
س/ كيف ترين العمل الاكاديمي وسط شريحة الشباب؟
الشباب عماد الأمة .. وبناة البلاد وسورها الأمين .. فبهم يعلو البناء .. وتزداد الهمم .. ونأمل أن تهتم الوزارات والمؤسسات الحكومية وغيرها بهم وبطموحاتهم لتشرق ايامنا وتزهر أوطاننا.
لا بد للبيئة من تأثير مباشر على طموحات وامنيات كل انسان خاصة اذا كانت له اهداف يسعى لتحقيقيها ورغم انني فقدت اخا لي وانا في مرحلة السادس الأدبي عندما اعدم من قبل النظام البائد، وكنت قد اعطيته عهدا ان احقق نتائج عالية في الامتحانات الوزارية، ولكنه استشهد قبل ان اجري الامتحان، وكانت النتيجة انني ثانية على العراق، إضافة الى ما عانينا في السنوات الاليمة التي مرت على بلدنا الحبيب من 2004-2006 ،وكذلك 2014 واحداث داعش على محافظة الانبار حيث هدم بيتي وتهجرنا انا وعائلتي والى الان ونحن مهجرون ولم نعد إلى ديارنا الى حد هذه اللحظة
س/ ماهي المجالات – من وجهة نظرك- تستحق ان تمنحيها وقتك المناسب؟
هو عملي الإداري والعلمي معا، فأنا أوزع وقتي بينهما إضافة إلى بيتي واحتياجاته، وأحاول أن أؤدي عملي بكل تفاني، ولا احب ان اقصر في اي منهم.
س/ هل هناك افكار أو رؤى لتطوير الوضع الاكاديمي في الجامعات بعد ان اصبحت اغلب المناهج تقليدية؟
-لا شك ان التطوير ضروري ومن أهم أهدافنا للخروج من المناهج التقليدية والطرق القديمة وخاصة ان العالم خطا خطوات كبيرة نحو التكنولوجيا والحياة الالكترونية، ولنا افكار كثير وان شاء الله نسعى لتحقيقها في المستقبل القريب، ولدي كل المقومات والعوامل المساعدة فقط، انه الوقت وان شاء الله نحقق كل ذلك قريبا.
س/ كيف تنظرين لمستقبل الطلبة من هذا الجيل؟
-طلبتنا هم عماد البلاد .. لا بد من أخذهم بالاعتبار والعمل على ادراجهم في المجتمع في جوانب مختلفة العلمية والاجتماعية ، لتتحسن ظروفه الاجتماعية والاقتصادية التي هي من اهم المرتكزات التي تساعد على تحليه بالامانة والاخلاص والتفاني ، ولابد من توفير فرص العمل لهم ، وتبني مبتكرهم ومخترعهم ، وتأمين مستقبلهم وهذا يكون مردوده على الفرد(الطالب) والمجتمع .
س/ ما التحديات التي تقف عائقا أمام تحقيق الأهداف والمنجزات ؟
-الخوف من الفشل / الكسل / الاحباط والنفاق ، والحسد / التسويف اكبر عائق اجده محبط لكل عمل جاد .
س/برأيك على عاتق من يقع الجهد الأكبر في تطوير وصقل المهارات ؛ على الطالب نفسه أم الملاك التدريسي في مثل هكذا فئه عمرية؟
-يقع على الاثنين معا ؛ الطالب ورغبته في التعلم والتعليم يجب ان تكون شديدة وحاضرة معه، والتدريسي وسعيه وعمله المثابر لخلق جيل متعلم مثقف .
س/ ماهي النصيحة التي يمكن ان تقدميها للطالبة وللملاك التدريسي والعامل؟
-قول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه) وقوله (صلى الله عليه وسلم): (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً ان يتقنه)، فل اتقان بالعمل يأتي من الايمان به والاخلاص فيه لأداء الأمانة ، وأدائه على أكمل وجه.
س/ من وجهة نظرك ماهي الفروقات بين الكليات الاهلية والكليات الحكومية ؟
هنالك فروقات كثيرة، منها ما هي ايجابية واخرى سلبية، فالايجابية ان الطالب يجد فرص كثيرة امامه لبناء مستقبله، اما السلبية فمنها : تأثير وجودها على الكليات الحكومية حيث ان القبولات اثرت على الجامعات الحكومية فبدأت تعاني من قلة عدد القبولات في الدراسة الصباحية والمسائية ، ولاسباب كثيرة يتوجه الطالب للانضمام الى الكليات الاهلية منها المساحات الخضراء الواسعة ، والنوادي الطلبة وغيرها .
س/ ما هو الكتاب الذي له الاثر في حياتك؟
-القران الكريم الكتاب الاول الذي يجب ان نلازمه طوال حياتنا في كل الظروف والاحوال والاوقات، اضافة الى أي كتاب مفيد ممكن قراءته وخاصة كتب التنمية البشرية – التاريخ الاندلسي .
س/ كلمة أخيرة ؛ ولمن توجهيها ؟
-رسالتي لكل من لديه عمل يكسب منه قوته بأن يتقي الله تعالى، ويعمل بجد واجتهاد، وان يحاسب نفسه كل يوم ماذا أدى من واجباته، وكيف قضى وقت عمله، وان لا يشغله شاغل النفاق عن أداء الأمانة، لان الذي يحاسبه قد احصى عليه كل شيء فماذا سيجيبه يوم القيامة.