تاريخ نساء الكرد الفيليات :نضال في ظل التحديات

 

 

ايناس الوندي

النساء الكرد الفيليات هن جزء أساسي من تاريخ الشعب الكردي في العراق، وتُعتبر قصصهن مصدرًا قويًا للصمود والتضحية. يتسم دور النساء الكرد الفيليات بالمرونة والقدرة على مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية، فقد كنّ دائمًا في طليعة النضال من أجل الحفاظ على هوية مجتمعهن الكردي وحماية حقوقهن. على مر العصور، كان لهن دور بارز في حفظ التراث الثقافي ونقل التقاليد، كما شاركن بفعالية في مختلف ميادين الحياة رغم الضغوط السياسية التي واجهتهن.

 

الهوية الكردية الفيليّة:

 

تُعرف الأقلية الكردية الفيليّة بأنها جزء من الشعب الكردي الذي يقطن المناطق الحدودية بين العراق وإيران، وتحديدًا في مناطق مثل بغداد، ديالى، والكوت، بالإضافة إلى بعض المناطق الإيرانية مثل إيلام وكرمانشاه. تتميز هذه المجموعة بتراث ثقافي غني، يجمع بين الهوية الكردية وتقاليد عميقة مستمدة من تاريخ طويل من العيش في بيئة مختلطة ثقافيًا واجتماعيًا بين الأكراد والعرب والفرس.

 

لقد حافظت النساء الكرديات الفيليات على تميزهن في المجالات الثقافية والاجتماعية، إذ كانت الأسرة الكردية الفيليّة تعتبر النساء جزءًا أساسيًا من الحفاظ على الهوية الثقافية. كانت النساء هنّ من يزرعن قيم التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع، كما لعبت المرأة دورًا كبيرًا في تعليم الأجيال الجديدة اللغة الكردية والعادات والتقاليد.

 

دور المرأة في النضال السياسي:

 

تعرضت النساء الكرد الفيليات، مثل رجالهن، للكثير من التحديات بسبب السياسات الحكومية التي كانت تستهدفهم بشكل خاص. فخلال فترة حكم النظام البعثي في العراق، تم تهجير الآلاف من العائلات الكردية الفيليّة إلى إيران في عمليات قسرية تمت بين السبعينات والثمانينات. في هذا السياق، لعبت النساء دورًا محوريًا في الحفاظ على الروابط الأسرية والتغلب على المعاناة، رغم الظروف القاسية التي فرضت عليهن.

 

واستمر الدور النضالي للنساء الكرديات الفيليات في الوقوف في وجه التحديات الاجتماعية والسياسية. فقد شاركت العديد من النساء في الحركات السياسية، سواء داخل العراق أو في المنافي، وساهمن في توعية المجتمع الدولي بقضية الشعب الكردي الفيلي، وهو ما ساعد في تسليط الضوء على معاناتهم. على الرغم من القمع الشديد، أظهرت النساء الكرديات الفيليات قوة وشجاعة في مواجهة التحديات.

 

النساء الكرديات الفيليات في الثقافة والفن:

 

من جانب آخر، لعبت المرأة الكردية الفيليّة دورًا بارزًا في الحفاظ على الثقافة والفنون الكردية. في مجال الموسيقى، كانت العديد من النساء الكرديات الفيليات تحترف الفن الغنائي وتشارك في حفلات وأعراس تقليدية. كما كانت الفنون اليدوية، مثل التطريز والسجاد الكردي، أحد المجالات التي برعت فيها النساء، حيث كان يتم نقل هذه الحرف من جيل إلى جيل.

 

ولم تقتصر مساهمات النساء الكرديات الفيليات على الحفاظ على التراث الثقافي، بل شاركن في الحياة العامة في العديد من المجالات الأخرى مثل التعليم والصحة، رغم التحديات التي واجهنها بسبب النزاعات العرقية والتمييز الاجتماعي.

 

التحديات الحديثة:

 

في الوقت المعاصر، تواجه النساء الكرديات الفيليات العديد من التحديات الجديدة التي تشمل حقوق المرأة في المجتمعات التقليدية، بالإضافة إلى تأثيرات النزاعات المستمرة في المنطقة. لكن، لا تزال النساء الكرديات الفيليات على استعداد لمواجهة هذه التحديات بشجاعة، كما هو الحال في الماضي.

 

لقد لعبت النساء الكرديات الفيليات أيضًا دورًا في تعزيز حقوق المرأة في العراق وإيران، وذلك من خلال مشاركة العديد منهن في الحركات النسائية ومناصرة قضايا حقوق الإنسان. وفي العراق اليوم، ترى الكثير من النساء الكرديات الفيليات أن طريقهن نحو تعزيز حقوقهن وحرياتهن لم ينته بعد، بل يستمر كجزء من النضال المستمر من أجل المساواة والعدالة.

 

لذا فأن تاريخ النساء الكرد الفيليات هو تاريخ من الصمود والتضحية. على الرغم من العديد من الصعوبات التي واجهنها على مر العقود، ظلّت هذه النساء مصدر إلهام في العطاء والتحدي. ومهما كانت التحديات التي تطرأ على المجتمع الكردي الفيلي، تبقى المرأة جزءًا لا يتجزأ من محاربة القمع والنضال من أجل الحفاظ على الهوية والتراث، مؤكدات بذلك أن دورهن في بناء المستقبل لا يقل أهمية عن دورهن في الحفاظ على الماضي.

 

قد يعجبك ايضا