الصحة المدرسية

 

ماجد زيدان

اعلنت وزارة التربية عن افتتاح اول برنامج استراتيجي بعيد المدى للحفاظ على سلامة التلاميذ بالتعاون مع وزارة الصحة.

هذا البرنامج الذي  وصفته بانه الاول من نوعه في الواقع انه قديم يعود تاريخ العمل به  الى عشرات السنين , كان تحت عنوان ” مستوصف الصحة المدرسية ” ولا نعرف اذا كانت باقية لغاية الان ام انها انتهت في ظل تدهور التعليم والاهمال الذي يعاني منه  , ليس لنا الا ان نرحب بهذه الخطوة ونتمنى ان توليها الوزارة الاهتمام  الكافي والعناية الفائقة لتقديم بمستوى مقبول من  الخدمات الصحية للطلبة ليس للتلاميذ المرحلة الابتدائية فقط , وانما لكل المراحل الدراسية  الذي يفوق اعداد المنتسبين اليها الملايين وبالتالي التخفيف من الزخم الذي تعاني منه المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية  وتجنب الاثقال على ميزانية الاسر واستنزافها بمراجعة العيادات الخاصة , كما انها ستدر على  وزارة  الصحة مبالغ  لابأس  بها  جراء تسليع المراجعة والتداوي فيها بعد الغاء العلاج المجاني دون مبرر .

ايام زمان كانت فرق الصحة المدرسية تجوب المدارس وتسجل اكثر من زيارة لها وتفحص الطلبة في اكثر من اختصاص , واتذكر ما امرت احدى الفرق الصحية بان يجلس بعض الطلبة على الرحلات الاولى لضعف بصرهم واوصت لهم بنظارات طبية , وفي يوم زياراتها الذي كانت تتم فيه اعطاء اللقاحات الوقائية تجري “مناحة ” في المدرسة من قبل الذين يخافون من تلقي الزرق بالإبرة .. تشكل هذه الزيارات وسيلة ناجعة للوقاية ومعالجة بعض الامراض واكتشاف اخرى..

للأسف , الان اختفت مثل هذه الزيارات , وندرت اللقاحات في المدارس رغم اهميتها في الحفاظ على الصحة ومتابعة التلاميذ والاسرة التربوية من الناحية الصحية , حتى ان الكثير من الطلبة يمرضون ويصابون بالعدوى في المدرسة ..

المهم ان العودة  الى التعاون بين التربية والمدرسة في غاية الاهمية لتعزيز الصحة العلاجية وقبلها الوقائية , واستلهام التجربة  السابقة الغنية في دروسها وخبرتها  للحفاظ على سلامة الطلبة والاسرة التربوية  وليس التلاميذ فقط .

يوجد درس  يسمى الحياتية في الصفوف الاولية والاحياء في المراحل الاعلى تقتضي الضرورة استثماره لرفع الوعي الصحي في المدارس لتحسين حياة الفرد والمجتمع والتركيز على التغذية المدرسية والصحة النفسية والبدنية والحماية من الامراض الانتقالية وغير الانتقالية مثلما حددت الوزارة في تصريحها فعلا لا قولا .

ولا بد ان نشير الى ضرورة تحديد وتخصيص اماكن لمستوصفات الصحة المدرسية , وكذلك في المستشفيات الحكومية الكبيرة لمعالجة الطلبة .

قد يعجبك ايضا