التاخي – ناهي العامري
برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور احمد فكاك البدراني، واشراف وكيل الوزارة لشؤون الفنون قاسم السوداني، اقامت دائرة الفنون العامة معرض (سمبوزيوم) عن السلم الاهلي ومكافحة التطرف).
وقال الدكتور قاسم محسن /مدير عام دائرة الفنون العامة لوزارة الثقافة مع مباشرة الفنانين برسم لوحاتهم:
تم دعوة الفنانين كافة للمشاركة في معرض (السمبوزيوم) الموسوم ( التعايش السلمي ومجابهة التطرف) لانجاز اعمال فنية في قاعات مديرية قسم المعارض الفنية، مضيفاً: نحن دائماً ندعو إلى المشاركة الواسعة من خلال دعوة اغلب الفنانين، سواء في داخل بغداد أو من خارجها، اذ جاءت هذه الخطوة لغرض ترسيخ المفاهيم الفكرية بأساليب فردية لكل فنان بمختلف اتجاهات المدارس الفنية، لتقديم صورة مشتركة تنبذ التفرقة والكراهية مابين شرائح المجتمع العراقي، بمختلف اطيافه، ومحاولة تعميم ثقافة التعايش السلمي بين الاديان والمذاهب والاقليات، لافتا الى ان دائرة الفنون حريصة دائما على تطبيق وتدعيم اواصر المحبة بين مكونات شعبنا العراقي، لتقديم صورة مشرقة عن طبقات المجتمع العراقي، كوننا جميعا شركاء في هذا الوطن .
والتقت “التآخي” بعدد من الرسامين اثناء عمل لوحاتهم، من بينهم الفنان بلال بشير، الذي بدأ حواره بتعريف مفردة سمبوزيوم، وقال تعني الرسم بشكل مباشر، وهذا الاسلوب شائع عند الدول المتقدمة والحضارية، لمواجهة التطرف ومحاربته، والفنانين العراقيين ينحون هذا المنحى في محاربة جميع أشكال التطرف، الديني ، المذهبي، السياسي، والاجتماعي والثقافي.
وحول المفهوم الذي تعكسه لوحته قال: عملي يمثل مقاتل عراقي وهو يسحق رأس التطرف، مثلما فعل مع داعش في ملحمة الموصل، وهذه الفكرة جاءت لإيماني العميق بوجود رجال مخلصين يدافعون عن الوطن.
ومن جانبها قالت الفنانة ندى الحسناوي، مديرة المرسم الحر: فكرة إقامة معرض فني ضد التطرف معناها نداء السلام، حيث ان مفهوم التطرف هدم اسس المجتمع، الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وعن لوحتها قالت : لوحتي جسدت فيها حمامة السلام التي تعني رفض لكل أنواع التطرف.
أما الفنانة لميعة الجواري، فقد جسدت في لوحتها التآخي الصميمي لمكونات المجتمع العراقي منذ فجر التأريخ، منوهةً الى أن لوحتها ضمت داخل فضائها، مسجد اسلامي وكنيسة مسيحية ومعابد المكونات الاخرى كالازيديين والمندائيين، وهذا يدلل على وحدتهم وعدم رفض الآخر، كذلك ضمت ثلاث وجوه لنسوه عراقيات، لان المرأة كانت ضحية التطرف والمستهدف الاول له، وما حدث في الموصل وباقي المدن التي احتلتها داعش، دليل على همجية التطرف، لذا تعمدت إبراز المرأة في لوحتها، لما لها دور كبير على وحدة المجتمع والمحافظة عليه.
في الختام نبارك مبادرة وزارة الثقافة في استخدام الفن كسلاح ماضٍ لمحاربة التطرف، ونأمل ان يكون هذا المعرض ليس فقط رسالة موجهة للتطرف التقليدي، بل الى المسؤولين في السلطات الثلاث الذين يتعاملون بازدواجية المعايير، حيث يرفعون شعار الحرية والديمقراطية وبنفس الوقت يمارسون التطرف، مثل منع المهرجانات التي تضم في فقراتها الغناء والرقص، ومنع النوادي الاجتماعية، وكذلك فرض الحجاب على النساء المدنيات.