عادل القرين
لقد أودع اللهم في جُلّ عباده السمات العظيمة، والخصال الرهينة، التي أوجد فيها العقل والتدبر وحُسن البيان.. وعلى أقل تقديرٍ يحمل كلّ من فيها الكرامة؛ وأي كرامةٍ هذه التي على إثرها يُقوس البعض منها حيثياته لشوارده وموارده؟!
نعم، لست أنا في محل أن أشرح معنى البخل والكذب والأحاجي، ولكن سأضع يدي أو صرير يراعي على بعضٍ من جوانبها التي حيرت أيّ مخرج بالحياة معناها، ومنتهاها، ومشاهدها، وردة فعلها التي (تفشل)؟!
ــ فبعضنا ذاك الذي يُسرح خصلات خطواته كالبهلول عندك، وكالأرعن عند غيرك؛ والمضحك أنه يعيش مقلب الذكاء في نقل الأخبار؛ كذاك أو تلك التي تحوم/ يحوم (بترامس) الشاي والقهوة، لتقصي ترهل الأحاديث.. (خف علينا يا طير الزاجل)
ــ فبعضنا أراد أن يقوس عمر من يصغره كما كان في طفولته بالأمس، فأخذ يدس عقاقيره الفاسدة باسم النصيحة، والوصايا المُنتهية الصلاحية!
ــ فبعضنا من يتصل فيك وصوت “أنينه” يكاد أن يُفطر الجُدران؛ وكأنه يحمل فوق طيات لسانه مدينة طبية بالأوجاع.. ومجرد أن تفتح وسائل التواصل الاجتماعي، إلا وتجده يحضر المحافل، والولائم، والأماسي؛ ويهرول خلف (الغزلان الشاردة، والثيران الهائجة)!
ــ فبعضنا يعرف مداخل المال، (وحلطمة) النوال؛ وساعة ما تنفتح (أزرة) قميص أي مشكلة مصيرية، هرول مسرعاً بسماعة كشفية التنصل (بالدندرة)؛ كالطيب الذي يتخرج بشهادة مزورة!
ــ فبعضنا ذاك الذي يملك المقام السامي، والصوت (الوامي) لجمع المال، وساعة تكهنه من رائحة عطرك، وترانيم (كشختك)، أخذ يتفنن بضعف نفسه (كالطرار) للخضوع على 100 ريال!
ــ فبعضنا مع الأسف، يطبق هذه المقولة الساقطة واللاقطة: “أنا وأخوي على ولد عمي، وأنا وولد عمي على الغريب”؛ فأين مبادئ القرآن؛ وتجلي البيان في حياة هؤلاء المرضى لفهم وإدراك هذا الحديث القدسي: “الدين المعاملة”؟!
ــ فبعضنا مع الأسف شغله الشاغل إسكاتك برواية الأحاديث؛ وساعة ما تبكي أي طفلة صغيرة أو يتيمة أو ضعيفة حال من شكل ثيابها.. وذلك لتأخر والدها من المدرسة عند الباب، لا يُحرك ساكناً وكأنه خارج أسوار حس المسؤولية الدينية، والأخلاقية، الاجتماعية، والإنسانية كأكبر إطارٍ!
ــ فبعضنا مع الأسف يعرف تشكيل أعواد كراسيه بشهادته، ومطاط مراسيه بعدم تقبل أي إهانة كانت؛ وساعة ما يدخل أي حسينيةٍ أو مأتمٍ أو مجلسٍ يتقبل أي صوتٍ أهوج من هواتف العملة!
ــ فبعضنا مع الأسف سأل ذاك الذي دعاه لمنزله: يا شيخ لماذا نُشاهد الكثير من عيال طلبة العلم في انحراف؟!
أجابه: على وجه التأكيد لا بد لكم من تطهير أموالكم، ونقاء مداخلكم وأكلكم؛ فمن أين تتكون نُطفكم؟!
فإذا ما كان كذلك لعدم طهارتها، فلماذا يستميتون لجمع فتاتها وأخماسها؟!
ــ فبعضنا من (نون النسوة) حين تتصل لجهلها بذاك الثعلب المدعي بحمل “بشت بريسم الدين”.. يأخذ من نعومة صوتها حكاية لكثرة السؤال وإطالة المقال، (وحنّية) الأخبار؛ ليرمي شباك شهواته ونزواته تجاهها؛ فهل يقبل هذا الأرعن الأمر على أمه وأخته وأبنته؟!
وصدق من قال بحقه: شكت إليه حالها، واستعذب نبرة صوتها، وطلبها زوجة مؤقتة!
ــ فبعضنا مع الأسف يجعل من كلامه نحوك بالمدائح طيلة العام؛ كغيث سقاءٍ فوق رمضاء العطش؛ وساعة ما تقول له: طيب والنهاية أرسل إليك ذاك الأعرج والأبهق للتغليف والتوهين.. فصدق من قال بحقه: أمتدحه طوال العام، وحين طالب الزيادة اتهمه بالتأخر يوم الأمس!
ــ فبعضنا مع الأسف من يحمل الثقافة العالية والمكانة المتوالية، ولكن لا تتورع ذاته عن تنفس الاستجداء (والطرارة) من أي أحدٍ!
ــ فبعضنا ذاك الذي ما إن تنشر قصاصة خاطرة أخذ (يُحملق) فيها؛ كيما تصطاد أعين مرضه همزة الوصل أو القطعٍ..
فهل غيرت ردهات الدنيا سُلوك، وموت القرابة شكوكك؛ فدونك المقبرة وتعداد القبور؟!
ــ فبعضنا لا يُريد أن يفهم أيّ شيْ، وكل همه حجم ودسم طبق الكبسة، وصوت التجشؤ بعد شراب ذاك المشروب الغازي!
ــ فبعضا يُقوس نفسه بأي حديثٍ مطروحٍ بسطحيةٍ عاطفيةٍ واهمةٍ من دون نضجٍ صوب غيره، وساعة ما يميل ذات الحديث على مصالحه ومنجزاته يحارُّ زلزال مقياس “رختر” حسابه، “وفاراد” مكثف التيار زهابه!
ــ فبعضنا الذي أوهن عيال بيته، وشتت (ريته)، بادعاء انشغاله وفضائل (تعلاله..)
فأين أنا وهو من حديث الرسول العظيم والكريم بأخلاقه: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله”؟!
فبعضنا ـ مع الأسف ـ كما هو الحال الآن يبحث عن مبررٍ للرد على هذا المقال..
فهذا الجزء البسيط من سلوكنا مع الأسف، وهل يحق لنا شمّ طيب الجنة؟!
فعلامّ تقاس صلواتنا في هذه الآية الكريمة: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر؟!