صادق الازرقي
تعلن الحكومة العراقية عن مشاريع لإنشاء متنزهات عامة او حدائق محلية، ومن بينها ما أعلن عنه مؤخرا عن وضع رئيس مجلس الوزراء، حجر الأساس لمشروع غابات بغداد في معسكر الرشيد في العاصمة، ضمن ما يعرف بمشروع غابات بغداد المستدامة، التي تنفذ على أرض المعسكر السابق، بمساحة تتجاوز 12 مليون متر مربع.
وهنا نقول، ان من الضروري بمكان وما يكتسب الاهمية القصوى يتمثل بضرورة وضع مخططات المنشآت الرياضية ضمن خرائط المتنزهات بجميع انواعها الصغيرة والكبيرة؛ لأهمية الامر على صحة وحياة الناس والمتعة الجسدية والنفسية التي توفرها لهم مثل تلك المرافق التي تثبت الدراسات العلمية والطبية في كل يوم فائدتها على صحة الفرد.
ان توفير فضاءات مخصصة لممارسات المشي وركوب الدراجات وتمارين اللياقة البدنية في الحدائق العامة أصبح ضرورة ملحّة في المدن المعاصرة، وذلك لما لها من فوائد عديدة على الصعيدين الفردي والمجتمعي؛ ومن أهم الأسباب التي تدعم هذه الضرورة، ان تعزيز النشاط البدني يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، والسمنة؛ وكذلك الامر مع تحسين الصحة النفسية عن طريق تخفيف التوتر والقلق وزيادة الشعور بالرفاهية.
وان تواجد مسارات مخصصة للمشي وركوب الدراجات يشجع الأفراد على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وانها توفر بيئة آمنة ومحفزة تجعل الرياضة جزءا أساسيا من الروتين اليومي.
ان تقليل الاعتماد على السيارات والتنقل بالدراجات يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية والتلوث الهوائي، وان الحدائق المزودة بهذه الفضاءات تعزز الوعي بأهمية الأنشطة البيئية.
وفضلا عن ذلك فان هذه المساحات توفر فرصة للتفاعل الاجتماعي والتواصل بين أفراد المجتمع، مما يسهم في بناء علاقات إيجابية، كما يمكن تنظيم أنشطة جماعية في هذه الفضاءات يعزز الانسجام الاجتماعي.
ان تطوير الحدائق العامة يجعلها نقاط جذب لجميع الفئات العمرية، ويسهم في تحسين الصورة العامة للمدينة وزيادة جاذبيتها.
ويشمل ذلك تصميم ممرات آمنة ومظللة للمشي وركوب الدراجات، وإنشاء مناطق مخصصة لتمارين اللياقة البدنية مزودة بالأجهزة الأساسية، ووضع إشارات إرشادية وتنظيمية لضمان سلامة المستخدمين، والتخطيط المستدام لتوسيع هذه الفضاءات بحيث تخدم الجميع، بما في ذلك كبار السن والأطفال.
لقد لاحظنا فيما يتعلق بالأبنية السكنية التي انشأت او يخطط لإنشائها في البلد، انها لا تفرد مساحات كافية للمسطحات الخضر والمرافق الرياضية المرفقة بها، مما ينتج بيئة غير مكتملة للحياة الحضرية المطلوبة.
لقد توصل باحثون من جامعة كارديف البريطانية، الى أن الأشخاص الذين لديهم حديقة قريبة من المنزل أو مساحات خضر ومواقع تمارين مرفقة، كانوا الأكثر هدوءا وشعورا بالسلام النفسي والطاقة الإيجابية مقارنة بمن لا يمكنهم الوصول إلى حديقة أو يعيشون بعيدا عن تلك المرافق، ابان جائحة كورونا.
وقال الباحثون إن الدراسة هي الأولى التي تقيم تأثير المساحات الخضر في أثناء الوباء، وأنها تسلط الضوء على الفوائد الهائلة للصحة الجسدية والعقلية وعلاقتها بالمساحات الخضر والرياضة البدنية الخفيفة، وتوضح النتائج أنه في ذروة وباء كورونا، كان الوصول إلى المساحات الخضر مهمًا بشكل خاص للأسر التي ليس لديها حدائق خاصة، بما يؤمن السلام النفسي في مدة الجائحة .