السيناتور الفرنسي ريمي فيغو: دعوة نيجيرفان بارزاني دليل على علاقة جيدة بين فرنسا وكوردستان
آلا شالي
رأى السيناتور الفرنسي ريمي فيغو أن دعوة الرئيس نيجيرفان بارزاني لحضور افتتاح كاتدرائية نوتردام تدل على “العلاقات الطيبة” بين فرنسا وكوردستان، واهتمام باريس، وخاصة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بـ”كوردستان”، معرباً عن سعادته بهذه الخطوة.
أدناه نص مقابلة رووداو مع السيناتور ريمي فيغو:
رووداو: أود أن أعرف لماذا تم إعداد هذا التحشد الكبير لزعماء العالم لإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام من جانب الرئيس الفرنسي؟
ريمي فيغو: إن إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام هو مراسم ولحظة خاصة لأنها تمثل هوية. أذكر يوم (4 نيسان 2019)، حيث كنت عضو المجلس البلدي لباريس، كنا في الطريق من كوردستان إلى باريس، فقد كنا كنا في أربيل. بعد ثلاثة أيام من عودتنا إلى باريس، احترقت الكاتدرائية. كانت الأمور حينها فظيعة، أن ترى كاتدرائيتك على وشك الفناء. اسودّت كاتدرائية نوتردام بأكملها. لكن لحسن الحظ، تمت إنقاذ جزء من كاتدرائية نوتردام من قبل فرق الإطفاء. بعد ذلك، دعي جميع الرسامين الفرنسيين الذين عملوا في مجال التصوير طوال الخمسين سنة الماضية لترميم كاتدرائية نوتردام.
كانت فترة اعتزاز للفرنسيين، وكانت لها أصداء طيبة، وكذلك ترميم كاتدرائية نوتردام وإعادة افتتاحها في 2024، بعد خمس سنوات من الحريق.
إنه أوان الفخر للفرنسيين، ولهذا رأت الجمهورية الفرنسية أن من الضروري أن تدعو رؤساء قسم من الدول لمناسبة من هذا النوع، وهي إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام.
رووداو: ما هي أهمية كاتدرائية نوتردام لفرنسا ولأوروبا؟
ريمي فيغو: نوتردام باريس هي رمز ديني لفرنسا، وهناك العديد من المعابد التي تحمل اسم نوتردام، ونحن نسميها نوتردام باريس، ولكن عندما يقال نوتردام فإن المعني هو نوتردام باريس التي تقع في وسط باريس، وهي رمز لباريس وللعاصمة الفرنسية. شهدت نوتردام باريس كامل العصور الوسطى التاريخية، وتم وصفها أفضل وصف في كتابات فيكتور هوغو. شهدت العديد من الأحداث التاريخية، ومن بينها وفاة نابليون وتحرير فرنسا في 1944.
وهكذا، فإن نوتردام رمز ديني ورمز خاص لكل الفرنسيين، وواحد من رموز باريس. كاتدرائية نوتردام باريس تعرف أين ومتى تمارس دورها.
كانت كاتدرائية نوتردام على مدار 800 سنة منقطعة النظير، وكان لها دورها كرمز وطني في الجمهوريات السابقة والآن أيضاً.
رووداو: سيد فيغو، كما تعلمون يشارك رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني في هذه المراسم. أود أن أعرف مدى أهمية إقليم كوردستان ونيجيرفان بارزاني لدى فرنسا؟
ريمي فيغو: أرى أن دعوة الرئيس نيجيرفان بارزاني تدل على العلاقات الطيبة بين فرنسا وكوردستان. تدل على أن فرنسا، وخاصة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مهتم بكوردستان. أنا سعيد بهذه الخطوة.
دعوة الرئيس نيجيرفان بارزاني تدل على العلاقات الطيبة بين فرنسا وكوردستان. تدل على أن فرنسا، وخاصة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مهتم بكوردستان. أنا سعيد بهذه الخطوة.
فعل الرئيس الفرنسي هذا لاستعراض إعادة افتتح نوتردام. جمع قسماً من رؤساء الدول. هذا وقت مميز جداً لباريس وهو يدعوهم لينظروا إلى باريس مرة أخرى. وقد دعا الرئيس الفرنسي رئيس إقليم بلا دولة، وهو يمثل الشعب الكوردي العراقي، لكنني أعتقد أن هذه علامة على إعادة تعارف أفضل أفضل بين الشعب الكوردي والشعب الفرنسي، وأنا سعيد بهذه الخطوة.
رووداو: هل تعتقدون سيادتكم أنه في هذه المراسم الضخمة ومع وجود كل رؤساء الدول هؤلاء أن تجري مناقشة بخصوص ما يجري والوضع في سوريا والمسألة الكوردية؟
ريمي فيغو: لا أعلم شيئاً عن المحادثات الخاصة بين الرئيس (نيجيرفان) بارزاني والرئيس ماكرون. آمل أن يجتمعا ويناقشا ما يجري في سوريا وشمال شرق سوريا وأوضاع الكورد في سوريا. الضمانات والمخاوف من الأحداث المستقبلية التي ستحدث، خاصة ضد نظام بشار الأسد، وكذلك مخاوف الكورد السوريين. آمل أن يقدم الرئيس (نيجيرفان) بارزاني حلاً سياسياً جيداً يؤدي إلى فتح حوار بشأنه، لكن ليس لدي أي معلومات حول هذا الموضوع.
رووداو: السيد فيغو، أنتم مطلعون على الوضع السوري، بعد هجمات هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة المتشددة السورية، بات الكورد في سوريا عموماً وخاصة الكورد الإيزديون في خطر حقيقي وهم يشعرون بخوف وقلق. ماذا قد تفعل فرنسا لحماية هؤلاء الكورد؟
ريمي فيغو: أنا لست متعاطفاً أبداً مع نظام بشار الأسد، لكن حلول الفصائل المسلحة الجهادية المدعومة تركياً محل الأسد أمر يبعث على القلق بحق، وفي نفس الوقت هو مبعث قلق للسوريين والكورد والإيزديين.
نحن نساند شمال شرق سوريا من أجل الحصول على حكم ذاتي، وقد فعلنا هذا في السنوات الأخيرة، ويجب أن نساعدهم.
آمل أن تدعو فرنسا المجتمع الدولي إلى حماية الكورد والإيزديين والآخرين، كالعرب والمسيحيين وكل الذين يعيشون في سوريا، وحمايتهم من التغيير الديمغرافي في مناطق شرق سوريا.
هذا في الحقيقة أمر انشغلنا به كثيراً، وأرجو أن تبذل الرموز السياسية الفرنسية مساعي جادة لحماية الكورد في سوريا.
رووداو: اقتادت الفصائل المسلحة المتشددة نحو 15 ألف كوردي كانوا ينوون الخروج من الشهباء بمحافظة حلب إلى المناطق التي تسيطر عليها قسد إلى مصير مجهول، أليس من الضروري أن يسأل عنهم المجتمع الدولي؟
أرجو أن يسعى المجتمع الدولي لحماية الشعب السوري بأكمله، وخاصة الكورد في شمال شرق سوريا أرجو أن يكون مختلفاً. هناك الآن مجتمع كوردي في هذه المنطقة ذو كلمة موحدة، لأننا نحتاجهم حقاً لمحاربة الجماعات الجهادية
ريمي فيغو: هذا الأمر أقلقني حقاً، ومثل هذه التطورات ليس مخفية اليوم، وعلى المجتمع الدولي أن يتصدى لما يجري في مناطق شمال شرق سوريا والمنطقة ذات الحكم الذاتي السورية. لأن الجميع سيتضرر من إفلات المنطقة من عقالها.
لأن النموذج الحالي للديمقراطية في المنطقة يحترم حريات النساء والرجال ويقدم الخدمات ويحمي البيئة. هذا واحد الأسباب التي توجب على المجتمع الدولي حمايتهم، بينما بعد احتلال حلب من قبل الجماعات الجهادية، نحن نعلم جيداً كيف ننتبه للكورد. أنا واثق أنه من الجيد أن تقود فرنسا المجتمع الدولي لحماية الحكم الذاتي في شمال شرق سوريا.
رووداو: دخل داعش بعض مناطق الجيش السوري في محافظتي الرقة ودير الزور. هل تجدون أن هذا يشكل خطراً؟
ريمي فيغو: نعم بالتأكيد، هذا تهديد كبير للغاية، أرجو أن يسعى المجتمع الدولي لحماية الشعب السوري بأكمله، وخاصة الكورد في شمال شرق سوريا أرجو أن يكون مختلفاً. هناك الآن مجتمع كوردي في هذه المنطقة ذو كلمة موحدة، لأننا نحتاجهم حقاً لمحاربة الجماعات الجهادية والاحتلال التركي بإشراف أردوغان واستقرار المنطقة، وأيضاً يجب منع التدخل الإيراني في السياسة الداخلية للدول والمنطقة. لا نحتاج إلى إنشاء إقليم آخر. ما تفعله تركيا هو ضد الكورد دائماً. في الواقع، يحتاج كورد سوريا إلى مساعدتنا ويجب علينا دعمهم سياسياً، وربما عسكرياً أيضاً.
بصورة عامة يجب الضغط على تركيا سياسياً ودبلوماسياً لتوقف دعمها المباشر للجماعات الجهادية التي تواصل اليوم احتلال الأراضي السورية وهذا تهديد يجب أن نحمله على محمل الجد، فعندما يدافع الكورد عن أنفسهم هذا يعني بالتالي أنهم يدافعون عنا.
رووداو