دور الإعلام في تشكيل الوعي المجتمعي
د. حامد المالكي
يعد الإعلام أحد أهم الأدوات التي تؤثر بشكل مباشر على تشكيل وعي الأفراد والمجتمعات بالوقت الحاضر بفضل قدرته على نقل المعلومات وإيصال الرسائل بسرعة وكفاءة.
لقد أصبح الإعلام الوسيلة الرئيسية التي يعتمد عليه الانسان لفهم من حوله، حيث يلعب الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل وعي المجتمع من خلال تقديم المعلومات وتحليل القضايا التي تؤثر على حياة الناس سواء كان ذلك من خلال الأخبار اليومية، والبرامج الحوارية، والترفيهية، اذ يساهم الإعلام في بناء تصورات الأفراد عن القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية ، ويرسخ قيم التسامح والتعايش من خلال تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية المهمة.
المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي في كتابه (السيطرة على الإعلام) يبين لنا الوجه الآخر للإعلام المتواري عنا، حيث الصورة الحقيقية والمتوحشة على عكس الصورة البديهية المزينة التي تبدو للغالبية منا .
من هنا تتضح المسؤولية الإعلامية مع القوة الكبيرة التي يتمتع بها الإعلام، حيث تأتي مسؤولية ضخمة لضمان نقل الحقائق بصورة دقيقة وموضوعية تتطلب من وسائل الإعلام الالتزام بالمهنية والحياد والابتعاد عن نشر الأخبار المضللة أو الإثارة الزائدة حيث يقع على عاتق الإعلام مسؤولية تثقيف الجمهور، وتعزيز الوعي بالقضايا الهامة، مثل حقوق الإنسان، قضايا البيئة، والصحة العامة .
وبالرغم الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الإعلام إلا أنه يواجه تحديات معقدة تتمثل اولا بانتشار الأخبار المزيفة في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعية، واصبح من السهل نشر معلومات غير دقيقة مما يضعف ثقة الجمهور في الإعلام ، والتحدي الثاني يبرز بالتسييس والانحياز ، اذ تواجه بعض وسائل الإعلام اتهامات بالتحيز لصالح أجندات سياسية أو اقتصادية معينة، مما يؤثر على قدرتها على تقديم صورة حقيقية وموضوعية ، والامر الثالث التكنولوجيا سرعة التنافس على تقديم الأخبار بصورة سريعة وقد يؤدي ذلك إلى تراجع جودة المحتوى الإعلامي وعدم التحقق الكافي من المعلومات.
والهذا يبقى الإعلام أداة قوية للتغيير الإيجابي من خلال تسليط الضوء على قضايا التنمية والعدالة الاجتماعية والمساهمة في تحفيز المجتمعات على تبني مواقف إيجابية واتخاذ خطوات نحو مستقبل أفضل و تقديم محتوى هادف وموثوق يساهم في تقدم المجتمعات وازدهارها .