أربيل – التآخي
أعلنت الأمم المتّحدة، أنّ التصعيد الحاصل منذ بضعة أيام في النزاع في شمال غرب سوريا أدّى إلى فرار ما يقرب من 50 ألف شخص، في موجة نزوح تسلّط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطرة للتطورات الميدانية في هذه المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا” في بيان إنّه “حتى 30 تشرين الثاني/نوفمبر، نزح أكثر من 48,500 شخص”، مشيرا إلى أنّ “وضع النزوح لا يزال شديد التقلّب، والشركاء يتحققون يوميا من أرقام جديدة”.
وفي مدينة حلب، كان مقاتلون مسلحون يجوبون الشوارع في سيارات عسكرية أو سيرا على الأقدام. وأحرق بعضهم العلم السوري، بينما رفع آخرون “علم الثورة”.
وارتفعت، بحسب المرصد، حصيلة قتلى المعارك والقصف في شمال سوريا منذ بدء الهجوم الى أكثر من 500، بينهم أكثر من تسعين مدنيا.
ودان الاتحاد الأوروبي “الغارات الجوية الروسية على مناطق ذات كثافة سكانية عالية ودعم روسيا المستمر للقمع (الذي يمارسه) نظام الأسد”، وفق ما قال المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد أنور العنوني.
ويستبعد خبراء أن يكون الهجوم الذي يأتي بعد سنوات من هدوء نسبي في البلاد، رغم عدم التوصل الى حل للنزاع، حصل من دون ضوء أخضر تركي، إلا أن وزير خارجية تركيا هاكان فيدان قال اليوم في أنقره حيث اجتمع مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، “من الخطأ في هذه المرحلة، محاولة تفسير هذه الأحداث في سوريا على أنها تدخل أجنبي”.
واعتبر فيدان أن “غياب الحوار بين النظام والمعارضة أوصل إلى هذه النقطة”، مضيفا أن “التطورات الأخيرة تظهر مرة أخرى أنه يتعين على دمشق التوصل إلى تسوية مع شعبها والمعارضة الشرعية”.
ورأى عراقجي الذي تدعم بلاده دمشق ويوجد مستشارون عسكريون منها الى جانب قوات النظام، أنه من الضروري “حماية إنجازات مسار أستانا” الذي رعته روسيا وإيران وتركيا وأوقف إطلاق النار في منطقة إدلب في العام 2020.
وقال إن وزراء خارجية الدول الثلاث سيعقدون اجتماعا في الدوحة الأسبوع المقبل للتباحث في هذه المسألة.
وأضاف “قرّرنا مواصلة مسار أستانا، على الأرجح الأسبوع المقبل” حين يلتقي دبلوماسيون من إيران وروسيا وتركيا على هامش منتدى الدوحة.
وتابع “سنحاول إعادة تفعيل هذا المسار”.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أمله في “أن ينتهي عدم الاستقرار في سوريا المستمر منذ 13 عاما” بفضل حل “يتوافق مع مطالب السوريين”.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بشأن سوريا الثلاثاء، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية وكالة فرانس برس.