أربيل – التآخي
حضّت الولايات المتحدة كل الدول على استخدام نفوذها من أجل وقف التصعيد في سوريا حيث يتواصل لليوم السادس على التوالي تصعيد دام بين القوات الحكومية السورية وفصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام.
وكانت هذه الفصائل بدأت هجوما مباغتا الأربعاء على مناطق خاضعة لسيطرة النظام في شمال وشمال غرب سوريا وتقدّمت بسرعة، وتمكّنت من السيطرة عليها، وصولا الى حلب، ثاني أكبر مدن سوريا التي خرجت للمرة الأولى بشكل كامل عن سيطرة الحكومة، منذ بدء النزاع السوري في العام 2011.
واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين أن الهجوم، وهو الأوسع منذ أعوام، هو محاولة “لإعادة رسم خريطة” المنطقة.
في واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلاده تحضّ “كلّ الدول على استخدام نفوذها” من أجل “الدفع قدما نحو خفض التصعيد وحماية المدنيين، وفي نهاية المطاف نحو عملية سياسية”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه” إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، ودعا إلى وقف فوري للقتال، وفق ما نقل عنه الناطق باسمه ستيفان دوجاريك الاثنين.
وأضاف أنّ “السوريين يعانون هذا الصراع منذ حوالى 14 عاما، وهم يستحقّون أفقا سياسيا يقودهم إلى مستقبل سلمي، وليس إلى المزيد من إراقة الدماء”.
ودعا الاتحاد الأوروبي من جهته “جميع الأطراف إلى خفض التصعيد” في سوريا.
وردا على الهجوم، ينفّذ الطيران الحربي السوري والروسي عمليات قصف على مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة في محافظة إدلب (شمال غرب) وفي حلب المجاورة.
وقتل اليوم في هذه الغارات 15 مدنيا بينهم أطفال، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
في حماة (وسط) التي تسيطر عليها الحكومة، قال المرصد إنّ هجوما صاروخيا نفّذه المسلّحون أسفر عن مقتل ستة مدنيين الإثنين.
وأفاد الجيش السوري في بيان بأن قواته تتحرّك “على عدة محاور في أرياف حلب وحماة وإدلب للالتفاف على الإرهابيين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بالكامل وتثبيت نقاط تمركز جديدة للتحضير للهجوم التالي، مع استمرار وصول المزيد من التعزيزات العسكرية “.
وأظهرت مقاطع فيديو لوكالة فرانس برس مسلّحين يتقدّمون باتجاه محافظة حماة في وسط سوريا.