مزن السفاريني
تخيل أنك دخلت مكان عملك الجديد، وبينما تتعرف على فريقك وتتأقلم مع الأجواء، تذكر دائماً بأن هناك عيون تراقبك بصمت، تلتقط أدق تفاصيلك. قد تظن أن أفعالك العفوية تمر مرور الكرام، لكن ماذا لو كانت هذه التفاصيل الصغيرة أشبه برموز سرية تكشف للآخرين جوانب خفية من شخصيتك؟ في هذا المقال يكشف الخبير في مجال العلاقات العامة، الدكتور عيسى محمد، لك اللغز، ويجيب عن: ما هي تلك التصرفات البسيطة التي قد تبدو بريئة لكنها تخبر الآخرين عنك أكثر مما تظن؟
كيف تكشف تصرفاتك في أول أسبوع عن شخصيتك؟
التأخير المتكرر
التأخير البسيط قد يبدو غير ضار، لكنه يرسل رسائل قد تؤثر على سمعتك في بيئة العمل الجديدة. الالتزام بالوقت، خاصة في الأيام الأولى، يظهر أنك تحترم أوقات الآخرين وتعير انتباهاً لالتزاماتك. فهو يعكس قدرتك على إدارة وقتك ويظهر أنك حاضر ومستعد للبذل. ومن المهم أن تتجنب العذر المتكرر مثل الازدحام أو مشاكل التنقل، لأنها تعطي الانطباع بأنك غير قادر على التخطيط المسبق، وهو ما قد يؤثر على مصداقيتك أمام الزملاء والمديرين.
دليلك في العمل.. هل تلاحظ هذه الإشارات؟ قد تكون المفتاح لتحسين علاقتك مع مديرك
طريقة التواصل
التفاعل الاجتماعي الدافئ قد يُبنى على أساس بسيط، كإلقاء التحية أو الابتسام بصدق. فطريقة تواصلك مع الآخرين، سواء بالكلام المباشر أو بإيماءاتك، تعكس ثقتك بنفسك ومرونتك الاجتماعية. إذا كنت تميل للانعزال أو تظهر تردداً في بدء المحادثات، فقد يشعر الآخرون بأنك غير مهتم بالاندماج. وفي المقابل، الانفتاح والاستماع الجيد، من دون مقاطعة يجعل الزملاء يشعرون بأنك تتقبل أفكارهم وتقدّر وجودهم، مما يساهم في بناء الثقة بسرعة.
ردود الفعل
تعاملك مع النقد، خاصة في بيئة جديدة، يُظهر الكثير عن مرونتك ومدى تقبلك لتحديات العمل. عند تلقي ملاحظة أو توجيه، يُنصح بالاستجابة بتواضع وتقدير، مما يعكس رغبتك في التعلم والتطور. ردود الفعل الإيجابية والهادئة تُظهر للآخرين أنك قادر على التعامل مع التحديات بروح مهنية. في المقابل، الاستياء أو الدفاعية قد يعطي انطباعًا بأنك تواجه صعوبة في قبول التعليقات البناءة، وهو ما قد يعقد علاقاتك المهنية مستقبلاً.
تنظيم المكتب
يعتبر مكتبك أو مساحة العمل انعكاسًا لأسلوبك الشخصي في العمل. المكتب المنظم والنظيف يُظهر أنك تهتم بالتفاصيل وتفضل العمل في بيئة مرتبة، مما يوحي بأنك منظم وملتزم. هذا الانطباع يدعم الثقة في قدرتك على أداء المهام بشكل فعّال. بينما مكتبك الفوضوي أو الممتلئ بالأوراق والأشياء غير المرتبة قد يعطي انطباعًا عكسيًا، يوحي بأنك قد تفتقر إلى التنظيم، ما قد يُفهم على أنه ضعف في إدارة المهام. ترتيب الأشياء في مكتبك بعناية يعطي انطباعًا قويًا بأنك شخص مرتب وجاد.
طلب المساعدة
التعامل بذكاء مع المواقف التي تحتاج فيها إلى المساعدة يعكس وعيك بقدراتك وحدودك. طلبك للمساعدة في الوقت المناسب يظهر استعدادك للتعاون ويعكس تقديرك لمعرفة الزملاء، مما يعزز انطباعًا إيجابيًا بأنك عضو فعال في الفريق. على الجانب الآخر، إذا كنت تتردد في طلب المساعدة، أو تبدو وكأنك لا تحتاج إلى دعم، فقد يُنظر إليك بأنك تحاول التغلب على الأمور بمفردك. التوازن بين الاعتماد على الذات ومعرفة متى تحتاج إلى العون يعكس قدرتك على بناء علاقات متوازنة ومستقرة.
التعامل مع التكنولوجيا
القدرة على استخدام الأدوات والبرامج بفعالية تدل على مدى استعدادك لمواكبة متطلبات العمل، خاصة في بيئة حديثة. التعرف على الأدوات الأساسية للتنظيم وإدارة المهام يعكس رغبتك في تحسين أدائك، ويظهر أنك تتمتع بمهارات ضرورية تساعدك على إنجاز مهامك بسرعة ودقة. في المقابل، إذا كنت تجد صعوبة مستمرة في استخدام التكنولوجيا أو تبدو غير متمرس في التعامل معها، فقد يُعتبر ذلك علامة على عدم الاستعداد الكافي، مما قد يؤثر سلباً على الانطباع الذي تتركه لدى زملائك ومديرك.
ما هي التصرفات التي يمكن أن تميزك في أول أسبوع عمل؟
إظهار الحماس للتعلم: ابدأ الأسبوع الأول برغبة واضحة في التعلم واكتساب الخبرة. اسأل أسئلة ذكية، وأظهر استعدادك لفهم تفاصيل العمل، فهذا الحماس يعكس اهتمامك بالوظيفة ورغبتك في النمو.
التعاون والمساعدة: كن مستعدًا للمساعدة والاندماج في الفريق، حتى لو كان ذلك خارج نطاق مسؤولياتك المباشرة. هذا التعاون يظهر أنك لاعب فريق يقدر العمل الجماعي ويسعى للنجاح الجماعي.
التنظيم والإنتاجية: رتب مهامك وحدد أولوياتك بدقة، وتجنب التسويف. الإنجاز الفعّال والسريع يُظهر أنك ملتزم وكفء في أداء العمل، مما يعزز الثقة بك من قبل الزملاء والمديرين.
التفاعل الإيجابي: احرص على التفاعل بإيجابية مع زملائك، استمع إليهم وقدم ملاحظات بناءة عند الضرورة. هذا التفاعل يجعلهم يشعرون بالراحة في العمل معك ويخلق صورة طيبة عنك كزميل ودود ومتواضع.