السجادة اليدوية كلوحة فنية الرمز والتجريد

د توفيق رفيق التونجي

السجادة تعني الكثير لشعوب الشرق بصورة عامة وهي كانت ولا تزال تزين ارضية دورهم ، مساجدهم ، قاعات الاستقبال وقصورهم . السجادة الإيرانية كانت ولا تزال تعتبر من افضل السجاد وخاصة ألوانها وخيوطها التي تعتق كالخمر مع مرور الوقت خاصة السجادة الكاشانية التي تضرب بها المثل لجمالها ونوعيتها الممتازة ولغلاء اسعارها كذلك لمقاومتها للزمن حيث تبقى على ألوانها ورونقها مئات السنين ويقتنيها الأثرياء من علية القوم ليزينوا بها ارضية غرف وقاعات الضيوف . لا ريب ان السجادة المسماة الفصول الأربعة تعتبر بحق ملكة السجاد لان حافات السجادة الأربعة غير مكررة بل تمثل كل حافة فصلا من فصول العام.
لا ريب تمكن الفنان القطري الشرقي الإبداع في تصاميم السجادة حيث تتشابك الرسوم وزخارف وكلمات نقشوها عذارى باصابعهم مزينين الجدران وأرضية البيوت والأبنية. وقد كان السجاد معروفا لدن شعوب الشرق منذ القدم ولا يمكن اعتبار شعب واحد منحصرا باكتشاف حياكتها لكن تلك الرموز والصور التي نقش عليها تعتبر ملكا لفناني تلك الشعوب وتختلف اشكالها وألوانها وتصاميمها من السجاد الصيني، المغولي ، الأرمني ، الروماني، الروسي، التركي والكردي والشعوب الأخرى في تصاميمها والمواد التي استخدمت في حكايتها من مواد ما حرير و قطن و الوبر والصوف وجاء استعمال خيوط البلاستيك في المدة الأخيرة ومواد أخرى كذلك أقول مواد أخرى لأني شاهدت استخدام قطع القماش وخياطتها وربطها ببعضها البعض كما تعتبر السجاد الذي يحاك في قرى المسيحية في اقليم كوردستان نوعا نادرا من أنواع الحياكة تصل إلى درجة إبداعية عالية كالتطريز

مررت وأنا في زيارة لاهلي في السويد اليوم بالمتحف المحلي الذي يطيب لي زيارتها كلما حللت في مدينتي الجميلة يونشوبنك وكنت في واقع الأمر أتامل ان اشاهد الكنوز التي اكتشفت اخيرا من خلى فضية ونقود إسلامية ولكني حين طلبت مشاهدة تلك الكنوز ردت علي الموظفة وباحترام شديد ان تلك الكنوز تأخذ وقتا طويلا لحين عرضها على العامة وأظافر قائلة ربنا ومع الأسف ستعرض في العاصمة بعد إنهاء التحقيق حول من اكتشفها وإذا كان عمله يدخل ضمن الحزينة لأنه لم يستحصل على الموفقات المطلوبة لاستخدام آلة اكتشاف المعان الغير مرخص به واحتفاظك بالكنز لمدة طويلة.

كنز القطع نقود فضية والحلى النسائية

اليوم شاهدت فنانة سويدية تعرض بعض من السجاد من إبداعاتها وتصميمها لكني علي ان اعترف قائلا:
“شتان بين الثرى والثريا”
التجريد والألوان الغامقة والخطوط المستقيمة وشيئا من البيئة والطبيعة الإسكندنافية الباردة والمظلمة بالوانها الغامقة والكئيبة تشكل المادة الصورية الرمزية لتصاميمها.
كشرقي لا أستسيغ تلك الرموز البعيدة كل البعد عن ذوقي وثقافتي و فكري لجمالية الفن الإنساني لأنها لا تعكس سموه الإنسان بحياة افضل ولا عن البيئة من زهور وألوان وحيوانات ورموزا أخرى حيث قلما كان الصورة البشرية في التصاميم القديمة ولكنها اليوم منتشرة خاصة في سجاد الحائط.

لا ريب ان الفنانة السويدية إينيز جونسون تهتم بالتفاصيل في حياكتها للسجاد وطبعا تهتم بالتصاميم الهندسية في رسمها وهي تحاول دوما محاكاة الطبيعة في الأشكال والألوان.
تظهر في أعمالها العلاقة بين البيئة المحيطة وتصميم السجادة واللوحات الزيتية على الفور في العديد من أعمال إينيز جونسون، وهي منً مواليد العاصمة السويدية استوكهولم عام ١٩٨٩ وتعمل هناك وقد حصلت على درجة الماجستير في الفنون من الأكاديمية الملكية للفنون في ستوكهولم عام 2017 ودرست في مدرسة غيرلسبورج في ستوكهولم. لذا نرى ان المواد المستخدمة في الحياكة قد تكون من شعر الحصان (السبيب ) او حتى من نسيج الجوت، والأقمشة القطنية المختلفة وخيوط الكتان، بالإضافة إلى أنها تستخدم الرسم الزيتي على القماش. وتنفيذها بشكل متسق ودقيق، حيث تتشابك الزخارف والمواد حرفيًا والتي تستخدمها بأشكال هندسية وتجمع بين الأشياء والتصميم والمادة.

للمزيد حول الفنانة يرجىً مراجعة الرابط التالي:

inezjonsson.se

قد يعجبك ايضا