العاصفةُ تمُرُّ …والشجرةُ ثابتةُ الجذور …

د. ابراهيم احمد سمو

(1) غالبا مايعاني اهلُ المواهب من الأُدباء والكتابِ والثوريين والمُصْلِحين في مجتمعاتهم بسبب مايحملون من فكر ومبادىءَ لاتقبلُ الخطأَ، وتسعى الى رِفْعةِ الأَوطانِ وتطورِها .. ومع ذلك نادراً ما يسمع صوتهم

(2)
من أجلِ التصحيحِ صرنا في الصف الاخير ان دارتِ الايامُ و جاءتْ صافرةُ ضابطِ الصفِ في الجيشِ، و طلبَ من الجميعِ : تنفيذ إيعاز الى الوراء دور ممكن حينها نكونُ في المقدمة، و هذا أمرٌ مُحالٌ على الأقلِ في الوقت الحاضر

(3) عُذْراً أَخطأنا حلَّ المعادلةِ، و حسبناها نحن في المسار الصحيح صار الذي صار حسبنا نحن جندُ الاخلاصِ، ورموزُ الوفاء… تبين كنا في مغامرة وصعوبة في رفع الاسلاك

(4) كُنَّا نعتقدُ أَنَّ الحسابَ سهلٌ جداً بقدر ما تعطي تأخذِ، و تتقدم خطوةً خطوة لكن الذي صار قدمتُ اكثر من خطوةٍ، ولم يتحرك الآخرون أبداً بل حاصرونا حد الخناق، و تجاوزنا، و صرنا ابنَ الحاضرِ في دوامة المسيرة، و هم خسروا هذا السندَ الذي همُّهُ كلُّه الحاضرُ لنا و الماضي في وداعٍ، و عدم الذكر اكثر مما ذكرنا دون جدوى ولا تقدير…
(5) شكراً لكلِّ تعليقٍ مِنَ القُرَّاءِ و أهلِ القلمِ والثقافة والمعرفة ومحبيهم، و أَيُّ قياسٍ هذا من راي المجتمع مقبولٌ… ما الذي حلَّ بنا و اترك الايامَ هي التي تجيبُ بشكلٍ افضلَ من قلمٍ كاتب مثقف واديب يذكر دون جدوى من سماع الايام و لهذا اختصرْنا الزمنَ بهذه الساعةِ، و هذه الكلماتِ…
(6) لا هذا يسألُ عن هذا و لا ذاك يميلُ الى الطلبِ حتى لا ينحني أكثرَ ، ويقع في طلب الاستنجاد… لم نكُنْ نحسبُ المعادلةَ كلَّها تحتَ الجذرِ التربيعيِّ في حلّ مسألةٍ في الجبر لا الهندسة؛ وحيث فيها الامرُ واضحٌ جداً المفروضُ و المطلوبُ، ثم البرهان و خلاص وقعنا تحت الجذر التربيعي…

(7) خرجْنا من جحيم الأعوامِ، و الان لا ننتظرُ مَنْ يأتي و يُنقِذُنا من تحتها، و يضعُنا تحتَ شمسٍ حرة طليقةٍ… وجاء من يخرجُنا من تحتها في قفزة جمعٍ ، و كسر ، ٍوضربٍ، وصار الامرُ واقعَ حالٍ والضمير مرتاحٌ حينما قررْنا الوداعَ

(8) صارتْ عندي المعادلةُ أَسهلَ في ظلِ القناعةِ بالحاضر في أواخر عمر الرحيلِ… و صار امرُ شقِّ الطريقِ أمراً سهلاً جداً ايضاً حيث اوراقُ الباقي من العمر صار في يد الذي يعرف الجمعَ بعد طرحِ الاعواِم التي مرت وانقضت ، و طرد الاشباح و بعدها لا مشكلةَ.

(9)إنَّ حلَّ أيّ معادلةٍ أمرٌ سهل بمجرد القناعة و الايمان بان ما مضى كان حلماً و كوابيس تطاردنا كل ليلة، لا بل كل نهارٍ حتى قبل اعوامٍ و أزمان أزمان …اما الان فلايهمه من حوله احد ولنا ما يحمينا من حر الشمس و برد الشتاء، و حب المطر صار حاضرا نعيش من اجله الباقيات من الايام و من العمر، ولنا ما يشجعُنا على البقاء والمكوث أكثر من هذا العطاءِ من القلمِ، و حملِ الأفكار.

(10) معادلةٌ سهلةٌ انْ تختارَ مَنْ تريدُ، و انْ لايختار َ الانسانُ ما يريد، و ان يجتاز َ الامتحانَات بنجاحٍ على الرغم من تنوع الاختيارات و الاختبارات و رغم معرفة الانسان وهو قادر على اجتياز الامتحان بكل نجاح لكن هنا امتحان مفتوح على جناحيه في انتظارنا و ممكن ان نرسب في كل لحظة و يعود بنا القطار الى نقطة البدأ و المهم ان يبدأ الانسان من جديد في حب الحياة.

(11) على الرغم من أننا لا نعلمُ كيف تكونُ الايامُ و المستقبلُ و الى اين؟ المهم ان يعلم الانسانُ مع الحرص و الحبِّ و الاخلاصِ يكفي في اجتياز ايِّ محنةٍ شرط ان يتركوك في مشوارك تذهبُ دون العودة الى السجلِ القديم وانت في درجة الاحتياط…
(12) من الافضل على الانسان ان لا يكون في سجل الذكر من اهل الاقوال لا الافعالِ على الاقل عندنا من هم في محل ثقة الاخر من صاحب الامر و القلم ،و اي مجتمعٍ فيه المثقفُ لا يتسكع و يتجوَّلُ في الشوارع مُنادياً هل من منقذٍ لقلمي ، وحمل افكارنا في بوتقة كتاب.

(13)بقي القليل الكاتب الاديب يحملُ كتبَهُ و اصدارته الى حافاتِ المياه القذرة و يحرقها امام الملأ لا لشيء سوى صوت الرفض لواقع قبلناها عن جدٍّ وصدقٍ، وحبٍّ، وأمانة طريقا لا للهوى بل نكون فداءً للوطن، وهو يذكر بين سطور الكتابة وقلم باعلى صوته ينادي لا احدَ يستطيعُ كسر عطائي…
(14) و انا في طريق الفداء و صدق التعبير في بلدتي الحاضر انا فيه الان صار الجاهل و الاميُّ في الصف الامامي من مانشيتات الصحف و المجلات و حتى القنوات الفضائية لاي وطن و الاخلاص ينادي و يرن على الهاتف و دعوته مستجابة في تسجيل ثابت الخط و الخط خارج التغطية نكرر الاتصال و صرنا في اتصال دائم حتى غضب الاخر، و سد الاتصال، و صار مغلقا ربما الى الابد صار عندنا الاميُّ عنوانا قبل اعوام و كنا عليه بشتم و رفض حتى صرنا نحن اهل استيعاب الجهلة وحاملي عنوان المستخدم وصار على كرسي الامر على وفق الية ان تختار
عذرا الخط الان صار متاحاً لا للجندي المجهول بل لصاحب من كان بالامس يطالب بابا للرزق و العيال وها هو صار في عداد السادة الافاضل وصارت الاتصالاتُ بهم صعبة و صار امر الطموح و دفتر الثقافة بيدهم، و الفكر عندهم اهل اللا قلم جمع الدراهم و الدنانير و على وفق القياس المعمول به في بلدتي الصغيرة الان و الدولار يحكم في كثير من الاحيان و لاصوت يعلو على صوت الدولار الامريكي اي ايام نعيشها حاضر في عداد المفقود بالامس كل ذي عمله قد ذهب دون انيس و لا سجان يحرك ابواب السجن، و لا شمسَ تطل على ذاك الشباك العالي في ظل الظلام و نفس في اختناق نعم بالامس و روح في ذهاب الى رحلة اللاعودة، و الموتُ البطيء اعذروني هذا بالامس القريب

(15)
نحن لا نقصدُ احداً بالاسم و العنوان بل نقصد الجمع الغفير ممن نسي امرَهُ الان، ونسي كيف كبر ،و صار في لباس الملائكة يتحدث وهو اصلا في دجل و مال و جاه و عمي و لا يسمع من حوله، و لا يعرف ان القادمَ بدونهم افضلُ من سابق الايام قادم لا مجال …
و رب ضارة نافعة في ذكر الجميل و تصحيحِ المسار …نحن هنا الان في ملاحظة نذكرها لا عن قصد و لا ايذاء بل حباً في ان نصطف جميعاً من حول هذا الصادق صاحب هذه المقالة والكتابة، وصاحب القرار و هو وحده يستحق انه انا رمز العطاء والخير.

قد يعجبك ايضا