كيف يؤثر الشتاء على صحتك النفسية؟

عزيز ملا هذال

تؤكد الدراسات النفسية على أن هناك ارتباطاً بين درجات الحرارة المنخفضة وتفاقم ما يعرف بالاكتئاب الشتوي، الذي يعزى سبب حدوثه إلى انخفاض مستويات الضوء خلال أيام الشتاء، هذه هي أبرز السلبيات وقد سبقها الإيجابية التي تبدو أكثر فائدة على صحة الانسان النفسية…

للطقس تأثير كبير على حياة الانسان بصورة عامة، فهو يزيد من تفاعلية الانسان او يخفض منها، ولكل فصل من فصول السنة تأثيراته المختلفة على مزاج الانسان ومستوى طاقته ومستوى تركيزه وحتى طريقة تفكيره وتعامله مع الاحداث من حوله، فبعد ان تطرقنا في مقال سابق عن تأثيرات فصل الصيف اللاهب على الانسان نود ان نتطرق في مقالنا هذا الى تأثير فصل الشتاء على الانسان بالسلب والايجاب.

يتفاعل الانسان بشكل يومي مع الطقس، ولفصل الشتاء حصة من هذا التفاعل، اذ ان الكثير من الناس يعيشون حياة مختلفة في هذا الفصل عن حياتهم التي يعيشونها في باقي الفصول الاخرى، وهذا ما يكشف العلاقة بين درجات الحرارة المنخفضة وصحتنا النفسية، وكيف يؤثر الطقس البارد على الصحة النفسية والعقلية.

ويبقى موضوع التفضيل لهذا الفصل او ذاك محط اختلاف بين بني البشر، والبيئة تتدخل في هذا التفضيل على سبيل المثال يفضل الناس الذي يعيشون في بيئات بدوية الشتاء لكونه يأتي بالمطر فينبت العشب وبالتالي يكون مصدر غذاء مهم لماشيتهم التي تعتبر مصدر رزقهم الأوحد، بينما يفضل أصحاب البيئات الحظرية فصل الصيف لكونهم يمتلكون مقومات العيش المستقر ومصدر دخل مستقر لا يتأثر بالطقس.

انا ممثل حقيقي لطبقة واسعة من الناس التي تفضل فصل الشتاء وتنتظر قدومه بفارغ الصبر لما له من تأثير إيجابي على مزاجي، فهو يجعلني أكثر تقبلاً للحياة واكثر رغبة في ممارسة الكثير من الهوايات التي ابتعد عنها مجبراً في فصل الصيف، لذا نجد في هذه الفصل فرصة حقيقية لاستعادة تنشيط ذواتنا وتجديد نشاطنا بصور افضل لنستمر في انجاز مهامنا الحياتية بصورة افضل.

ما هي عوائد فصل الشتاء للإنسان؟

كثيرة هي العوائد الإيجابية التي يعود بها فصل الشتاء على الانسان، من أهمها ما يلي:

يعود فصل الشتاء على الانسان من حيث الحالة المزاجية بالهدوء والراحة النفسية، حيث يتحكم الطقس أحياناً بالعواطف والمشاعر تبعاً للمناخ الذي يفضله كل شخص، ومن الجيد ذكره ان تأثير الطقس يحدث بالفعل عند التعرض المباشر لحالة الطقس، فإن مجرد النظر من النافذة لن يؤثر على حالة الإنسان النفسية بشكل كبير، ما يعني ان الذين يفضلون البقاء لأوقات اكثر في المنزل قليلي التأثر بالطقس سلباً او ايجاباً.

في هذا السياق أجريت العديد من الدراسات النفسية على عدد كبير من الناس من اجل مقارنة سلوكهم خلالي فصلي الصيف والشتاء، فتبين ان المشكلات السلوكية والأخلاقية تنخفض في فصل الشتاء قبالة ازديادها بشكل ملحوظ في فصل لصيف وهذا ما يزيد من فرص الامن النفسي التي تنعكس على الامن المجتمعي بصورة عامة.

ومن العائدات الإيجابية ايضاً لفصل الشتاء على الانسان انه يزيد من قدرة الانسان على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات صائبة، كما انه يقوي الذاكرة وينمي الشعور بمزيد من الاكتساب المعلومات الجديدة وبطريقة أفضل واسرع فهناك ارتباط بين الراحة النفسية وسرعة التعلم والاكتساب، واخيراً يصبح الإنسان أكثر عقلانية وتسامحاً في التعامل مع الاخرين وهو مؤشر صحة نفسية ايضاً.

هل لفصل الشتاء عوائد سلبية؟

بعد ان سردنا العوائد الإيجابية لفصل الشتاء على الانسان لابد من الإشارة الى سلبياته التي من أهمها انه يزيد من فرص إصابة الانسان بالخمول والتكاسل وهو ما يدفع الانسان لتأجيل بعض المهام وبالتالي يتأثر مستوى انجاز الانسان على المستوى المهني او العائلي.

ليس هذا فقط بل تؤكد الدراسات النفسية على أن هناك ارتباطاً بين درجات الحرارة المنخفضة وتفاقم ما يعرف بالإكتئاب الشتوي، الذي يعزى سبب حدوثه إلى انخفاض مستويات الضوء خلال أيام الشتاء، هذه هي أبرز السلبيات وقد سبقها الإيجابية التي تبدو أكثر فائدة على صحة الانسان النفسية.