إذا اختنقت الأرض .. سنختنق معها

 

 

لطيف جابالله

الأرض تستغيث في ظل تصاعد التحديات البيئية حول العالم، من تغير المناخ إلى فقدان التنوع البيولوجي والتلوث المتزايد، بات كوكب الأرض وكأنه يصرخ طلبًا للنجدة يريد أن يصرخ في وجوهنا كأب يعاني من عقوق أولاد لا يكترثون لما حولهم.

 

هذه الصرخة المدوية تضع الساسة والشركات التي تنهب الأرض في سلة الخطر مع الأحزاب الخضراء وجمعيات البيئة أمام مسؤوليات ضخمة، حيث يزداد الضغط على هذه الجهات للدفاع عن الكوكب والعمل على تحقيق تغيير جذري في السياسات والممارسات العالمية.

 

الأحزاب الخضراء، التي تسعى دائمًا لإدخال القضايا البيئية إلى قلب السياسات الوطنية والدولية، تواجه تحديات معقدة تتعلق بتحقيق توازن بين الطموحات البيئية والواقع السياسي والاقتصادي. أما جمعيات البيئة، فتواصل دورها الحيوي في توعية المجتمعات وتنفيذ المبادرات الميدانية، إلا أن الموارد المحدودة والتحديات العالمية المتزايدة تجعل مهمتها أكثر صعوبة.

 

وبينما تتوالى التقارير العلمية التي تؤكد تسارع تدهور الوضع البيئي، تتعالى الدعوات لتوحيد الجهود بين الأحزاب البيئية والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية لتحقيق تأثير ملموس. ويتطلب ذلك تقديم سياسات مبتكرة، مثل تعزيز التحول إلى الطاقة المتجددة، والحد من الانبعاثات الكربونية، وحماية الغابات والمحيطات.

 

كوكب الأرض، الذي يعاني من آثار التدهور البيئي، يحتاج الآن أكثر من أيّ وقت مضى إلى استجابات جادة وفعّالة من الجميع، فالأحزاب الخضراء وجمعيات البيئة لا تمثل فقط صوت الطبيعة، بل هي الأمل الأخير في إنقاذ الكوكب وضمان استدامة الحياة للأجيال القادمة.

 

أصبح الكوكب يختنق مما يفعله ضيفه الثقيل الذي يقطع شجرة ليبني حائطا وينفخ في الهواء تلوثا ويملأ الدنيا ببرها وبحرها أكياسا بلاستيكية فارتفعت درجات الحرارة ونحن لا نعرف صيفنا من شتائنا ولا ما سنلبس في صباح كل يوم.

 

أُطلقت صفارات الإنذار وكلنا هاربون إلى الأمام رغم أننا جزء من السبب بل نحن كل السبب، فجشعنا أفرط في استهلاك موارد الأرض التي أهملناها وصرنا نأكل بعضنا كحيوان أبله، محاصرين بين الحاجة إلى التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، لكن الحقيقة البسيطة هي: إذا اختنقت الأرض.. سنختنق معها.

 

فالأرض ليست مجرد مكان نعيش فيه، بل هي روح حياتنا وأساس بقائنا. عندما تتعرض للاختناق بفعل التلوث، والاحتباس الحراري، وتراجع التنوع البيولوجي، فإن تأثير هذه الكوارث لا يقتصر على الطبيعة فقط، بل يمتد ليطال حياتنا اليومية، وصحتنا، ومستقبل الأجيال المقبلة.

 

كل مرة نتجاهل فيها نداء الطبيعة أو نغض الطرف عن التدهور البيئي، نضيف عبئًا جديدًا على كاهل الأجيال القادمة. أطفال اليوم وشباب الغد سيجدون أنفسهم مضطرين لمواجهة عالم يعكس اختياراتنا الحالية، مع تحديات قد تكون مواردهم غير كافية للتصدي لها.

 

قد يعجبك ايضا