المرأة وحقها في الحياة

سردار علي سنجاري

حظيت المرأة في المجتمعات المعاصرة على حظٍ وفير من الحقوق والحريات وقد أصبحت قضية المرأة أحد أهم القضايا التي تشغل العالم. فقد أعدت العديد من الدول قوانين تشمل حرية المرأة وحقوقها لتكون مقياسًا لتحضُّر الدولة بل وجعلت لها معاييرًا ضمن اتفاقياتها العالمية فلم تعد المرأة تعاني كما في السابق من التمييز والحرمان والعنف في المجتمعات الغربية والمتحضرة . ولكن ماهو حال المرأة الشرقية هل تحظى على حظ وفير من الحقوق والحريات أم انها ماتزال تعاني التمييز والاضطهاد والتهميش ..
اليوم يحتفل العالم بيوم العنف ضد المرأة هذا اليوم الذي لا يمكننا ان نمر عليه مرور الكرام دون ان نستذكر ما عانته المرأة الايزيدية في السنوات الماضية تحت حكم داعش الارهابي الذي تجاوز حدود الدين والإنسانية.

ان العنف ضد المرأة هو سلوك لا انساني متعمد موجّه نحوها ويأخذ عدة أشكال سواء كانت معنويّة أو جسدية وحسب تعريف الأمم المتحدة فإن العنف ضد المرأة هو السلوك المُمارس ضد المرأة والمدفوع بالعصبيّة الجنسية، مما يؤدّي إلى معاناة وأذى يلحق بالمرأة في الجوانب الجسديّة والنفسيّة ويعد التهديد بأي شكل من الأشكال والحرمان والحد من حرية المرأة في حياتها الخاصة أو العامة من ممارسات العنف ضد المرأة.

إن العنف ضد المرأة انتهاك واضح وصريح لحقوق الإنسان إذ يمنعها من التمتع بحقوقها الكاملة وله عواقب خطيرة لا تقتصر على المرأة فحسب بل تؤثر في المجتمع بأكمله لما يترتب عليه من آثار اجتماعيّة واقتصاديّة خطيرة على المجتمع، ومن الجدير بالذكر أنّ العنف ضدّ المرأة لا يَعرف ثقافة أو ديانة أو بلداً أو طبقة اجتماعيّة بعَينِها بل هو ظاهرة عامة وان كانت تلك الظاهرة تتفاوت بين مجتمع واخر حسب الثقافة المجتمعية وأخلاقيات المجتمع .

تتعرض المرأة للعنف لعدة أسباب قد يجتمع عدد منها في الوقت نفسه وتتشابك، ما يؤدي إلى أذية المرأة بشكل أكبر وأعنف سواء من الناحية النفسيّة أو الجسديّة، وترجع أسباب العنف ضد المرأة إلى دوافع اجتماعية ونفسيّة واقتصاديّة . وقد ادركت الدول المتقدمة تلك الأسباب وعالجتها بما يتناسب مع طبيعة المرأة في المجتمع وتقدمها من اجل المساهمة الفعالة في تحقيق التوازن الطبيعي في المجتمع.

اننا في الوقت الذي نشارك فيه المرأة في يوم اللاعنف ضد المرأة والتي أقرته الامم المتحدة نطالب المرأة وبالأخص الشرقية ان تناضل من اجل حقوقها في المجتمع حيث يتميز المجتمع الشرقي بصفة خاصة دون غيره من المجتمعات الأخرى بأنه مجتمع ذكوري حيث يأتي الرجل دائماً في المقدمة في كل الأساسيات التي يتطلبها بناء المجتمع بمعنى آخر أنه مجتمع ذكوري حيث تغلب عليه صفة الذكورة أكثر، فالمجتمعات الشرقية أساساً مرتبطة بنظم وعقائد دينية وفي نفس الوقت أيضاً بعادات وتقاليد اجتماعية لا تسمح بظهور المرأة على سطح المجتمع إلا بالشيء النزير وفي نطاقات وحدود ضيقة وفي مجال عمل نسائي أنثوي بحت بمعنى آخر فإن العرف السائد والنابع أساساً من موروثات الدين والتقاليد لا تعطي المرأة حق الاختلاط بالرجال مهما كانت الأسباب والدوافع وإن كان هذا الأمر الديني المرتبط بالمرأة أساساً قد أخذ بالتلاشي والفتور بعض الشيء نتيجة للمتغيرات الاجتماعية الحديثة التي طرأت على المجتمعات العربية والشرقية بشكل خاص ولمسايرة المفاهيم الغربية والتي هي عادة ما تكون مفاهيم مادية صرفة تدعو بضرورة مشاركة المرأة للرجل في بناء المجتمع من منطلق أن المرأة هي نصف المجتمع وانها الجزء الثاني المكمل للرجل والى ما ذلك من هذه المفاهيم التي سادت في المجتمع الشرقي .

في يوم اللاعنف ضد المرأة نقف إجلالا لكل نساء العالم اللواتي ضحينا بحياتهن من اجل حقوقهن وقدمنا نموذجا مشرفا من النضال سواء في المجتمعات الغربية التي وصلت فيه المرأة الغربية إلى حقوقها الدستورية عبر معاناة ومشقة كبيرة او المرأة الشرقية التي تناضل اليوم وتحاول الوصول إلى حقوقها الدستورية والاجتماعية والاقتصادية.

قد يعجبك ايضا