كيف نواجه الإعلام المضلل؟!

 

جاسم العقيلي

يعتبر الإعلام سلاحا ذوا حدين  ، وبما ان العالم الذي نعيشه ليس عالما مثاليا تسوده المحبة والعدالة والسلام، بل التضارب في المصالح واختلافها مما يجعل التضليل سلاحا فعالا في تغليب الصراعات والمصالح .

إن أخلاقيات المهنة الصحفية تفرض على وسائل الإعلام القيام بواجبها بصدق وأمانة  وعدم إساءة استخدام سلطة الإعلام فمع وجود صراعات المصالح السياسية والاقتصادية والثقافية على مستوى العالم فإن هذه الأخلاقيات تغيب أحيانا وتحدث بشكل متعمد أنواع من التضليل ، والتي أصبحت ظاهرة منتشرة بشكل كبير تدفعنا إلى البحث عن الدواعي والتحرك للدول  من خلال استخدام وسائل الإعلام في بث الإخبار والصور المزيفة والمواضيع المنحرفة من أجل تحقيق أهدافها ومصالحها الضيقة . عندما نتحدث عن ظاهرة التضليل الإعلامي وأساليبه نقف عند الأرضية التي انطلق منها وتوسعه في الإعلام، فالبعض عرف التضليل الإعلامي بأنها خلق لواقع مزيف ومغلوط ومقنع بما فيه الكفاية وذلك بهدف إيقاع الخصم في الخطأ ، وآخر يرى أن التضليل يتم عند معالجة خبر معين بطرق ملتوية من  أجل تحقيق أهداف سياسية قبل تحويل أنظار الجماهير واستغلال تلقياتهم وجهلهم بالأشياء . .

ان الأخبار المزيفة تتأسس على القصدية والانتقائية المتحيزة والتي تنتقي بعض الكلمات والحقائق والمصادر وتتجاهل الأخرى ، فضلا عن تلاعبها بالمعلومات وترتيب الحقائق بحيث تعطي معنى وانطباعات معينة ويتم تفسيرها بشكل معين يخالف الواقع من أجل تحقيق أهدافها وتفرض تأثيرها على الرأي العام الذي لا يحقق بسير المعلومات في اتجاهها الطبيعي لذلك تلجأ وسائل الإعلام إلى تحريف وتضليل المعلومات حتى تتلاءم مع الأهداف التي وضعتها الجهات الداعمة للمؤسسة الإعلامية لغرض تمرير أهدافها ، وأمثلة ذلك ما تقوم به بعض الفضائيات المغرضة والصفحات في مواقع التواصل من تحريف وقص بعض الكلمات لشخصيات من أجل تمرير أهدافها المضادة للآخرين ولا تعرف ان مصداقيتها سوف تهتز عند معرفة الحقائق من قبل الجمهور المتلقي مستقبلا .

عمليات التضليل والتحريف والتزييف التي تستخدمها وسائل الإعلام المغرضة لابد من مجابهتها من خلال الحس الواعي والصادق من قبل الجمهور المتلقي ووسائل الإعلام الصادقة الملتزمة في عملها وبأخلاقيات المهنة ، والعمل على تشهير الوسائل الإعلامية المضللة التي تعتمد عملها من خلال الانفلات المهني والأخلاقي لدى القائمين عليها، و المطلوب مجابهة البرامج المنحرفة في هذه الوسائل من خلال الإعلاميين الشرفاء الذين يحرصون على مهنتهم من الأدعياء والعابثين وأصحاب المصالح الضيقة والباحثين عن المال والشهرة المزيفة .

 

قد يعجبك ايضا