المؤرخ ملا جميل روزبياني و مكتبته الأرشيفية

الباحث/ احمد الحمد المندلاوي

# هو المؤرخ الكوردستاني الكبير ملا محمد جميل بندي روزبياني من مواليد عام 1913م في قرية فرقان بناحية قره حسن من توابع محافظة كركوك.
انخرط بالتعليم الديني لدى والده (ملا احمد الكبير) واستطاع ختم القرآن الكريم وهو في سن السادسة من العمر. تنقل في تحصيله الديني بين كركوك
وأربيل وكفري حتى نال درجة الامامة والخطابة.
فتم تعيينه في مدينة مندلي “إماماً و خطيباً في الجامع الكبير.
قضى من سنيي حياته سنوات “عام 1950-1961 ” اماما و خطيبا و مدرسا دينيا في السعدية،وداقوق،والكوت،والبصرة،ومندلي،وكركوك.  رأيته لأول مرة عام 1959م أمام الجامع وأنا تلميذ في الصف السادس الابتدائي”مدرسة التهذيب الابتدائية”،ثم رأيته للمرة الثانية أثناء احتفال أقيم بمناسبة زيارة وزير الداخلية احمد محمد يحيى لمدينة مندلي في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم،فكان الشيخ ملا جميل نشطا وذو هندام أنيق و يحمل “كاميرا” لتصوير الحفل و توثيقه.
أصبح الشيخ عضواً في المجمع العلمي العراقي،و له عدة مؤلفات منها “مندلي في التاريخ: قديماً و حديثاً”،يتألف من 142صفحة من الحجم المتوسط، في فصلين مهمين هما:
الفصل الأول : منشأ اسم مندلي
الفصل الثاني : العلماء و الأدباء والمشاهير
ثم ينتهي الكتاب بذكر المصادر المفيدة وبعدة لغات”كوردية،فارسية،تركية”،هذا طبع السليمانية عام  2004م .
عرف الشيخ بشجاعته وعدم تردده عن قول الحقيقة مهما كانت النتائج، وكان ينطق الحق ويدافع عنه ان كان فوق المنبر او في الجلسات واللقاءات، ودفع باهضا ضريبة قوله الحقيقة ودفاعه عن الحق. تعرض بسبب مواقفه الساندة للحق والحقيقة، الى السجن والنفي، وقد تنقل سجينا بين عدد من السجون والمعتقلات العراقية منها معتقل نقرة السلمان الشهير في صحراء السماوة المجاورة لحدود الجزيرة العربية”من مقال طارق كاريزي”.
كان ملا جميل يجيد لغات الشرق الاربعة الأكثر انتشارا (الكوردية، العربية، الفارسية والتركية) وترجم عددا من الملاحم من الفارسية الى الكوردية وطبعت في كركوك ، كما ترجم الشرفنامه (تاريخ الدول والامارات الكوردية) لمؤلفه الامير شرفخان بدليسي من الفارسية الى العربية، وكذلك ترجم تاريخ السليمانية وانحاءها لكاتبها الوزير محمد أمين زكي بك من الكوردية الى العربية.

وانشغل بالبحث والكتابة،فمنح الوسام الذهبي لاتحاد المؤرخين العرب عام 1994م،واصدر العديد من الكتب عن تأريخ الكورد في العصر الوسيط والعديد من المقالات والبحوث القيَمة.
ولكن تم اغتياله عام 2001م بشكل يخالف كل القوانين الاسلامية و الانسانية في منزله ببغداد .
لقد حاول الاستاذ شيرزاد روزبياني ابن شقيق المرحوم ملا جميل اعادة مكتبته الوثائقية وارشيفه من بغداد الى كركوك واستعان من اجل ذلك بمحام تولى مهمة استحصال موافقة السلطات العراقية آنذاك لنقل المكتبة والارشيف من بغداد الى كركوك،كما صودرت الكثير من الكتب والمراجع والوثائق  وكتب اللغة والتاريخ الموجودة في المكتبة المذكورة من قبل أزلام النظام البائد.
و ختاماً قد أفنى “المرحوم الشيخ”العمر بكامله في سبيل التحصيل والعطاء وكشف الحقائق عن التأريخ الكوردي في العصر الوسيط.
عن دور مكتبة وأرشيف ملا جميل روزبياني قال الاستاذ شيرزاد روزبياني المشرف على المكتبة :
تتألف المكتبة من ثلاثة أقسام رئيسة:
– قسم المصادر الكوردية،
– وقسم المصادر العربية،
– وقسم المصادر الفارسية،
– الى جانب عدد من المصادر التركية، وجميع هذه المصادر هي متاحة للباحثين والاكاديميين وطلبة الدراسات العليا وطلبة الجامعة، ويزور المكتبة يوميا العديد من طلاب العلم والمعرفة من اجل الاطلاع على المصادر الموجودة فيه، وابواب المكتبة مشرعة لكل دارس و باحث.
__________

قد يعجبك ايضا