أربيل – التآخي
شدد خطيب الجمعة في جامع الامام “ابو حنيفة” في منطقة الاعظمية في بغداد عبد الوهاب السامرائي، على أهمية التعداد العام للسكان ودوره المحوري في تحديد احتياجات المدن والمناطق المختلفة من الخدمات والبنى التحتية.
وأشار السامرائي وهو أحد أعضاء المجمع الفقهي العراقي في خطبة صلاة الجمعة إلى أن التعداد العام، الذي سيُجرى خلال منتصف هذا الأسبوع بالتزامن مع إجراءات تشمل إجازة وحظراً للتجوال، يعد قضية مفصلية لكل فرد ومجتمع.
وأوضح أن نتائج التعداد تسهم في تحديد احتياجات السكان من المدارس، والمواقف، وإمداد الكهرباء، والبنى التحتية الأخرى، إلى جانب الوظائف والخدمات الأساسية.
وقال السامرائي إن :”الدول المتقدمة تعتمد على هذه البيانات للتخطيط السليم وتوفير الإمكانات اللازمة من خلال دوائرها ووزاراتها. لذلك، يعد التعداد واجبًا على كل فرد لضمان حقوقه والنهوض بواقعه”.
كما دعا خطيب جامع “أبو حنيفة” إلى أهمية مشاركة الجميع في هذه العملية، محذرًا من أن غياب أي شخص عن التعداد قد يؤدي إلى تجاهل احتياجات منطقته أو مدينته في الخطط المستقبلية.
واختتم السامرائي بالدعوة إلى التعاون الكامل مع إجراءات التعداد، مؤكدًا أن ذلك “واجب على كل مسلم ومسلمة لضمان حقوق الأجيال القادمة”.
وكان العراق قد أجرى آخر تعداد سكاني عام 1987، الذي اشتركت فيه جميع المحافظات، تبعه إحصاء عام 1997 الذي أجري دون مشاركة محافظات إقليم كوردستان.
وظلت البلاد طيلة السنوات الماضية مُعتمدة على الأرقام الإحصائية التقريبية الصادرة عن مؤسسات ومراكز أبحاث غير رسمية تُعنى بهذا الشأن، قبل أن تصدر تقديرات وزارة التخطيط في عام 2022 بأن عدد سكان العراق بلغ أكثر من 42 مليون نسمة.
وتأجل التعداد بسبب مخاوف من تسييسه، وعارضته جماعات عرقية في المناطق المتنازع عليها مثل مدينة كركوك التي يسكنها الكورد والعرب والتركمان وتضم حقولا نفطية كبرى، لأنه قد يكشف عن تركيبة سكانية من شأنها أن تقضي على طموحاتها السياسية.