متابعة التآخي
يفيد العلاج السلوكي المعرفي في تعديل سلوك الطلبة، فهو أداة فعالة لمواجهته السلوكيات غير المرغوب فيها التي تحدث يومياً وتؤثر بشكل كبير في تعديل السلوك نحو الاحسن، ويشترط في العلاج السلوكي الأسلوب السمح والممزوج بالمرح سيما مع المراهقين الذي يكونون حساسين جدا وبالتالي هم لا يتقبلون الزجر والتهديد وغيره من الأساليب الخشنة…
بين بيئة منزلية منضبطة الى حد بعيد وغير محبذ للابن واخرى تعليمية أكثر حرية وملائمة للسلوكيات المكبوتة يمارس الكثير من الابناء سلوكيات غير معتادة في المدرسة، وهو يثير رفض الاساتذة من جهة ويثير استغراب الوالدين من جهة اخرى، فكيف يعالج تغير سلوك الاطفال في المدرسة؟، وهل يعتبرون ما يقمون به حق طبيعي لتعويض ما يتعرضون له في المنزل ام اهمال واستهتار بالأنظمة المدرسية؟
اكتب هذا المقال من باب تشخيصي لواحدة من اهم المشكلات التربوية والسلوكية التي نواجهها ككوادر تربوية في المدارس العراقية الحكومية محاولاً البحث عن الاسباب الدقيقة الكامنة وراء هذه المشكلة التي تثقل كواهل المدرسين وتنشأ خلاف بين الاهل والمدرسة سيما وان الكثير من الاهل يدافعون عن ابناءهم او يبررون ما يقومون به ويعتبروها امور طبيعية بينما يدعي بعضهم ان مثل هذه السلوكيات لم يسبق ان حدثت في المنزل وهو يفند صحتها من قبل الاهل.
ونحن في المدرسة نبحث عن الحلول المنطقية والعلمية ونضع الأسس الرئيسة التي تبني الأجيال بناء سليم، ونرتقي بمؤسساتنا التعليمية بعيداً عن المشكلات سيما تلك التي تتعلق بالجانب السلوكي للتلاميذ، حيث أنها تؤثر على فاعلية العملية التربوية ومدى تحقيقها لأهدافها، وبالتالي فإن دراستها وإيجاد حلول لها أمر بالغ الأهمية و يستحق أكبر نصيب من الأولوية.
مثال واقعي
في المدرسة التي اعمل فيها مرشداً تربوياً احيل طالب في أحد الصفوف لي بتهمة قيامه بسلوكيات لا اخلاقية داخل الصف وبشهادة زملاءه في الصف وحين تم استدعاء ولي امره لإخبارهم بما يجري ثار بركان غضبهم وكأننا كفرنا بمقدساتهم، وكانوا مصرين على انه من المستحيل ان يفعل مثل هذه السلوكيات وبعد جهد وعناء حتى تمكنا من اقناعهم بأن ابنهم سلك هذه السلوكيات بالفعل ولم نكن نتجنى عليه، وربما هم محقون حين رفضوا الامر ولم يتقبلوه على اعتبار ان سلوكياته هذه غير مألوفة في المنزل.
ومن اجل معالجة هذه المشكلات السلوكية من المهم ان يتم التركيز على معرفة ماضي الطفل وطريقة تعامل الوالدين معه في المنزل لكون ذلك سيسهل عملية تعديل السلوك، والمدرسين لديهم مساحة لتوظيف حلولهم المبنية على أساس خبراتهم، ولهذا كان لزاما على أهل التربية تمكين المنهج السلوكي القائم على النظر لحاضر السلوك الملاحظ ومعالجته على هذا الأساس، ما يعطي للمعلمين وسائل فعالة تمكنه من تعديل كثير من السلوكيات غير المرغوب فيها.
ما الحلول؟
ما يجب ان يتبع مع الطالب الذي يتغير سلوكه بالمدرسة هو ما يلي:
ويفيد العلاج السلوكي المعرفي في تعديل سلوك الطلبة، فهو أداة فعالة لمواجهته السلوكيات غير المرغوب فيها التي تحدث يومياً وتؤثر بشكل كبير في تعديل السلوك نحو الاحسن، ويشترط في العلاج السلوكي الأسلوب السمح والممزوج بالمرح سيما مع المراهقين الذي يكونون حساسين جدا وبالتالي هم لا يتقبلون الزجر والتهديد وغيره من الأساليب الخشنة.
وينفع استخدام العاقبة وهو أحد استراتيجيات تعديل السلوك ضمن منهج التربية الحديثة، وتنص هذه الاستراتيجية على عدم معاقبة الطالب حين يقوم بسلوكية خاطئة في المدرسة في ذات الوقت، والبديل هو حرمانه من سلوكية يحبذها، على سبيل المثال حين يضرب زميله يحرم من اللعب في درس الرياضة وبذا يمتنع العودة لهذه السلوكية.
في الخلاصة نقول ان هذه المشكلة هي من احد المشكلات الكبيرة التي تعيق تقدم الطلبة في المدارس كما انها تتسبب بمشكلات تتعلق بداخل بالمدرسة واخرى تتعلق بعلاقة الاهل بالمدرسة والمتضرر هو الطالب لذا يجب الالتزام بالحلول المرنة للوصول الى النتائج الفعالة في تعديل السلوك.