أسامة محمد صالح زامل
شعرٌ على الأرضِ يمضي مثلَ إنسانِ
ناءى الخليلَ إمامًا دون نُكرانِ
لمّا اكتفى فتنةَ المعنى وراحَ بها
يُلقي الفصاحةَ سحّارًا بألوانِ
دون زُهُوْ أو مجاراةٍ لمجتمعٍ
عدّ العَروضَ رداءً بين أكفانِ
حتّى تمنّتْ ربوبُ الشّعرِ فتنَتهُ
لم يُثنِها ما ارتدتْه عبر أزمانِ
والشّعرُ لو كان مَجبولا على شبَعٍ
لمات في المهدِ طفلًا دون أسنانِ
وما امتطى الخيلَ من بدوٍ إلى حضرٍ
وما تعدّى حدودًا بينَ بلدانِ
وما رُزقنا بنهرٍ نجدُ أوّلُهُ
ومنتهاهُ محيطٌ دون شطآنِ
غطّتْ روافدُهُ أرضًا وأزمنةً
والضّادُ معْه أرقَّتْ لُسْنَ أوطانِ
حتّى إذا سُئِلتْ قالتْ لسائِلها
زمانيَ الدّهرُ والأكوانُ عُنواني
وجاهلٍ بكنوزِ البحرِ قدّرَ ما
رأى بقافيةٍ أو وزنِ وزّانِ
وما عنى وزنُ ما انحطّتْ مكانتُهُ
في النّفسِ حتى ولو أُلقيْ بأطنانِ
وكلّ ما ساءَ معنىً لو لهُ اجتمعَ ال
مُلحِّنونَ فلنْ يحلوْ بألحانِ
فالشّعر في أصلِه معنىً وفتنتُهُ
البيانُ يجري بها شمسًا بأكوانِ
وكم من الوزنِ أخفىْ سحرَ لابسِه
مُضيّعًا ما عناهُ خلفَ قُضبانِ
وكم من الوزنِ جلّى سحرَ لابسِه
مُخلدّا ما عناهُ عبرَ أزمانِ
قد مات بحرٌ خوَتْ أعماقهُ وشوا
طيه وإنْ طابَ من دُرٍّ ومرجانِ