متابعة ـ التآخي
من المتوقع أن تنتعش طاقة الرياح في أستراليا بعد أن وافقت حكومة ولاية نيوساوث ويلز على تعديلات مخطط مشروع مزرعة الرياح العملاقة في ليفربول، بعد 6 سنوات من تقديم المخطط الأول، بسبب اعتراض المجتمعات المحلية المحيطة.
وتبلغ قدرة مزرعة الرياح بعد التعديل 1.3 غيغاواط، وتقع في المنطقة الغربية الوسطى من ولاية نيوساوث ويلز، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقدّمت شركة “تيلت رينيوابلز Tilt Renewablesخطّتها الأولى لمشروع مزرعة الرياح “ليفربول رانج ويند فارم”، في 2018، لكن بسبب المعارضة المجتمعية، تعطَّل المشروع، إلى أن وافقت سلطات الولاية على المشروع بعد التعديل، الذي شمل خفضًا لعدد التوربينات.
وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها مشروعات طاقة الرياح في أستراليا مثل تلك الاعتراضات المجتمعية.
ففي الشهر الماضي تشرين الأول 2024، أعلن أصحاب مزرعة الرياح “وينتربورن” في نيوساوث ويلز – وهم مجموعة من المزارعين بشراكة مع شركة محلية تُدعى “والتشا إنرجي”- تعديل المشروع بإلغاء بعض التوربينات، وتعديل مواقع البقية، برغم أن خطة المشروع مقدّمة قبل 20 عاما.
يُذكر أن غالبية أسهم مزرعة رياح المزارعين -حاليًا- تمتلكها شركة “كوبنهاجن إنفراستركتشر بارتنرز”، فيما تقود شركة فيستاس الدانماركية الإنشاءات.
ووافقت ولاية نيوساوث ويلز الأسترالية على خطة إقامة مزرعة الرياح “ليفربول” بعد خفض عدد التوربينات، وزيادة حجمها، ما يرفع قدرتها من 962 ميغاواط في الخطة الأولى المقدّمة عام 2018 إلى 1.3 غيغاواط.
وقدّمت شركة تيلت طلب التعديل في عام 2022، اذ طلبت تقليص عدد التوربينات المفترض أن يكون 260 توربينًا إلى أقل من 200، مع زيادة حجمها.
وجرت الموافقة من قبل 168 من الأعضاء من بين 175 عضوًا على استعمال عدد أقل من توربينات الرياح، لكن 3 من المجالس المحلية الأربعة المتأثرة بالمشروع اعترضت.
وجاءت معظم المعارضة للمشروع من ممثّلي سكان المناطق المحيطة التي تبعد بنحو 5 كيلومترات من موقع مزرعة الرياح.
وتُدشَن مزرعة الرياح بين قريتي كولاتش وكاسيليس، شرقي مودغي، وعلى بعد 370 كيلومترًا شمال غربي مدينة سيدني.
ووافقت شركة تيلت على طلب مسؤلي ولاية نيوساوث ويلز، لخفض عدد توربينات مزرعة الرياح إلى 185 توربينًا، وخفض طول الشفرة من 215 مترًا (في المخطط الأول كانت 250 مترًا) إلى 165 مترًا.
وستعتمد تيلت على توربينات شركة فيستاس 7.2 ميغاواط، التي تقول الشركة، إن طولها يبلغ 85 مترًا، ما يعني مساحة دوران للشفرات يصل قطرها إلى 172 مترًا، وهو أقل من القطر السابق عند 210 أمتار.
وتقول شركة تيلت، إنها حصلت على موافقة حكومة ولاية نيوساوث ويلز على مزرعة الرياح المعدلة، في 23 تشرين الأول 2024، برغم أنها لم تُعلن رسميًا على الموقع الإلكتروني إلّا يوم الإثنين 4 تشرين الثاني، بحسب ما ذكر موقع “رينيو إيكونومي”.
وأشارت حكومة الولاية الأسترالية إلى أن مشروع طاقة الرياح في أستراليا، الذي تبلغ قيمة استثماراته ملياري دولار أميركي، يوفر 35 مليون دولار للمجالس المحلية بوساطة اتفاقات التخطيط الطوعية، كما يوفر 550 فرصة عمل في أعمال الإنشاءات، و47 وظيفة عند التشغيل.
وأوضحت أن المشروع يُقام بالقرب من أول منطقة للطاقة المتجددة في الولاية وهي أورانا، وهي تمثّل الموقع الذي اختارته لتعزيز مزارع الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الطاقة، لتحلّ مكان مشروعات توليد الكهرباء بحرق الفحم.
يُذكر أن أستراليا من كبار منتجي الفحم ومصدّريه عالميًا، وبرغم ذلك لديها أهداف طموحة في الوصول إلى الاعتماد بنسبة تفوق 85% على كهرباء الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وعلّق وزير التخطيط بولاية نيوساوث ويلز باول سكولي، قائلًا “ولايتنا قائدة في تحديث البنية التحتية من الشبكات لتتلاءم مع كهرباء المستقبل”.
وأضاف “مزرعة الرياح الأخيرة من النماذج الجيدة، التي تدل على أننا نعمل عن قرب مع المجتمعات المحلية”.
يُذكر أن موافقة الولاية لا تكفي للسير قُدمًا في المشروع قبل الحصول على موافقة الحكومة الفيدرالية في أستراليا.
يشار الى ان دول العالم بدأت تتوسع في انتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة بدلا من الفحم والنفط والغاز، ووصل إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية 92% من اجمالى إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة تليها الرياح بنسبة 6٪ والطاقة الحرارية الأرضية عند 1.8٪. وشكل إنتاج الكهرباء من الطاقة الضوئية الشمسية نسبة 0.06٪، ومن الطاقة الشمسية الحرارية نسبة 0.004٪. هذة البيانات مصدرها كتاب حقائق منظمة التعاون والتنمية 12-2011 (بيانات 2009).