مَنْ طَبَعَ كِتاب ” لِسانْ الكُرد”، و ” كوردستان بالعربي”   

 

 

إعداد: عدنان رحمن

اصدار: 12- 11- 2024

 

 ما كُتِبَ أعلى صفحة غلاف كِتاب الكاتب الكبير ( مسعود محمد) ([1]) الموسوم ( لسان الكرُد) يجذب الانتباه، ففي عام 1987 طُبِعَ في مطبعة الحوادث ببغداد وسعرُهُ ( 650 فلساً). كانَ من تبنى طبعه هو احمد ولي هيمت ( كُلَهْ پـا) في ذلك الوقت، مما يدلّل على الاهتمام بنشر الثقافة الكوردية من قبل الشخصيات الكوردية منذ زمن ليس بالقريب، اخترنا لكم مقطع من الكتاب الذي فصَّل وتعمَّق في توضيح اسباب الخلط من قبل البعض بين اللغة الكوردية واللغات الأخرى خصوصا الفارسية وغيرها من لغات الاقوام المجاورة للكورد. فضلاً عن معلومات قيمة عن اللغة الكوردية وجذورها التاريخية ومَن كَتَبَ الشِعر والنثر وأمور أخرى بلغته الأمْ. ومنها:

– ” وأقدم شعر كوردي عَلمناه، هو شِعر بابا طاهر الهمداني المشهور بالعريان. ويذكر صاحب كتاب ( تاريخ زيان فارسي) في جزئه الثاني، ص 38، ناقلا من معجم البلدان اسم شاعر كوردي من القرن الخامس الهجري هو أنو شروان البغدادي المُلّقب ( شيطان العراق) بقصيدة ملمعة لم اطلع عليها. ويعزى على الحريري الى القرن الحادي عشر وبعده فقي تيران ( فقي) ( 1307 1375 م) فالملا الجزيري ( 1407- 1481 م) فأحمدي خانــــــــــــي ( 1650- 1706) وآخرون لهم شهرة غير واسعة. وتذكر المصادر كتاباً في استنباط المياه، وضعَهُ ابن وحشية قبل حوالي ألف سنة باللغة الكوردية. وهذا أقدم نثر في الكوردي طرق أسماعنا. ثم لا نسمع شيئاً من النثر حتى عام ( 1000 هـ)، إذ يؤلف ( علي ترماخي) كتاباً في قواعد العربية بالكوردية. ومن النثر كتاب ( عقيده نامه ي كوردي) ألفه ضياء الدين مولانا خالد الشهرزوري الذي عاش بين سنَتي ( 1193 و 1242 هـ). وله نظم بالعربية والفارسية كله تصوف وشيء من النظم بالكوردي في هذا المعنى. ولإبن الحاج منظومة بالكوردية في العقيدة بعنوان ( مهدي نامه) ألّفهُ سنة 1176 هـ. والشيخ معروف النودهي له قاموس عربي- كوردي، ألّفهُ نظماً في الكوردية سماه ( الأحمدية) على إسم ولده احمد، الذي صار فيما بعد أوحد زمانه في الطريقة القادرية، مشتهراً باسم ( كاكه احمد)، وهو الذي تردد اسمه في بعض هوسات أهل الجنوب إذ قالوا: ( …. ثلثه لكاك احمد واكراده). والشيخ معروف من معاصري مولانا خالد ومخضرمي القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجري”.

 

 

عن طريق الاستاذ زين النقشبندي وصلتني نسخة من مجلة بعنوان ( كوردستان بالعربي)، وهي العدد الرابع الصادر في شهر حزيران من العام 2024، وعلى ما اعتقد انها أحدث اصدار يصدر باللغة العربية في كوردستان العراق، اقصد كمجلة، فالف مبروك لهذا المولود. اود هنا ان اذكر القائمين عليها، فهم: هيئة التحرير: الناشر بوتان تحسين- مريوان هورامي.  مدير التحرير: مسعود لاؤه. المحررون: هدى جاسم، وباسل الخطيب. التصميم والاخراج: هلال جليك. مدير التصوير: سفين حميد. علاقات عامة: ايمان سعد. وقد احتوى هذا العدد على العديد من العناوين المتميزة، التي ذُكرَت حسب تسلسلها في صفحات المجلة وهي:

– زيارة الرئيس بارزاني الى بغداد… رحلة تصحيح للمسار السياسي.

– برنامج الدعم المالي للناجين من ” داعش”.

– ” بيت الرحمة”… الامل في ولادة نظرة أخرى للسلام.

– شذرات من ذاكرة كوردستانية.

– تطور أقليم كوردستان لبناء نموذج منفرد.

– استخدام المياه الجوفية لمعالجة أزمة الكهرباء.

– الزراعة في كوردستان وتحدياتها الصاخبة.

– الرُحَّل في كوردستان.

– البحث عن ثدي بديل… قصة ” الرضيع” ليشار كمال.

– دعوات للنهوض بالسينما الكوردية.

– حين تكتشف الجمال والنقاء في الأدب الكوردي.

– لماذا أصرّ علي مردان على الغناء بالكوردية في القاهرة.

– مقام الكُرد… معزوفة الهويات المتشظية.

– التدفق والطاقة الإيجابية.

– ” المولودنامة” الكوردية وجوهر رسائلها.

– آرشيفهم وتاريخنا… كشف الأسرار الدفينة.

– من الذاكرة الشعبية… عودة البارزاني وترحيب عراقي.

– كهف دودري.. من أولى المستوطنات البشرية.

– الأبجدية الكوردية الأولى.

– عادات وتقاليد الكورد في الأعياد.

– ” هيران”… واحة كوردستانية تزخر بالجمال.

– حروف تقاوم قساوة الحياة… مكتبة عامة في مخيم لاجئين.

– عندما يلتقي الجنون والحب في قطع خزفية.

– أرمني يُثري الغناء الكوردي.

– شهرزاد الفن التشكيلي والتصميم العراقي.

– جان رمضان… إصابته جعلته مُدرباً.

– كوردية تحمل شُعلة باربي للأولمبياد.

– غزالة كوردستان تطمح في تحسين أوضاع أبطال عروس الألعاب.

– الشهقة الأخيرة.

– طائر القُبرة.

[1] – مسعود محمد جليزاده  1919- 2002: المفكر و الكاتب و الشخصية الكوردية المعروفة. ولد عام 1919 في مدينة كوية من عائلة متدينة و متعلمة، حيث بدأت رحلة دراسته في العام 1926 فيها و أكمل دراسته المتوسطة و الإعدادية في هولير عام 1940، و في عام 1945 ألتحق بكلية الحقوق في بغداد و أصبح بعدها محامياً. خلال دراسته في كلية الحقوق كان أحد الأصدقاء المخلصين و المقربين للشاعر الكوردي ( دلدار) حيث كانا أغلب الأمسيات يقضياها سوية في زيارة أحدي الجلسات الأدبية و الفكرية التي كانت تقيمها السيدة ( بهية فرج الله) الكوردية الأصل، في بيتها في منطقة الأعظمية في مدينة بغداد، حيث كانت هذه السيدة العظيمة أستاذة في كلية البنات في بغداد آنذاك. وهذا المنزل الذي شهد الكثير من المنتديات الأدبية و الفلسفية، كان له تأثيراً مباشراً علي فكر الأستاذ مسعود محمد من حيث الفلسفة و توضيح الظواهر الإجتماعية و الإقتصادية. نظراً لخبرته الكبيرة في الشؤون الإجتماعية و السياسية وقع علي عاتق الأستاذ مسعود في تلك الفترة الكثير من الأمور، حيث مثّل أهالي منطقة كوية في البرلمان العراقي خلال السنتين 1953 و 1954، و بعد ثورة الـ 14 من تموز عام 1958 أصبح عضواً في لجنة الإصلاح الزراعي في العراق، كما وإستطاع تشريع قانون يسعي إلي العمل علي إصلاح الزراعة والري بمساعدة مختصيين قانونيين آخرين، الذي أقر و نُشِرَ في الـ 30 من أيلول عام 1958 بإســـــــــم ( قانون إصلاح الزراعة و الري في جمهورية العراق). الأستاذ مسعود محمد، أصبح في عام 1964 وزير دولة في كابينة ( طاهر يحيي) بإسم حركة التحرر الكوردستانية حتى العام 1965، و في نهاية الستينيات من القرن العشرين عُيِنَ كعضو في ( مجلس الخدمة العام)، و بعد تأسيس ( منتدى المعلومات الكوردي في 29 / 8 / 1970 في مدينة بغداد أصبح عضواً فعالاً فيه و رئيس هيئة المنتدى، و بعد السبعينيات من القرن العشرين أصبح رئيساً في ( منتدي المعلومات العراقي- القسم الكوردي) و بقي فيها.

 

 

 

و بعد إنتفاضة أهالي جنوب كوردستان في ربيع عام 1991 و إنسحاب القوات البعثية الصدامية من كوردستان، عاد الأستاذ مسعود، و بقي فيها إلي أن وافاه الأجل في أحدي مستشفي ( رزكاري) في هولير بتاريخ 1 / 4 / 2002 وأنتشر خبر وفاته في كافة أنحاء كوردستان و تم دفنه يوم 2 / 4 / 2002 في مقبرة ( الدرويش خضر) في كوية بجانب قبر والده. كان مفكراً كوردياً كبيراً و مثقفاً كوردياً عظيماً، حيث قام بقراءة فلسفة ( هيكل وماركس) بصورة دقيقة و قام بمقارنتها بالأمور الإقتصادية و الإجتماعية الكوردستانية بجوانبها السلبية و الإيجابية. لقد هيمنت كتابات الأستاذ مسعود و مناقشته و أبحاثه علي الساحة الثقافة آنذاك. و كان له أسلوب خاص في كتاباته حيث لم يكن علي علاقة جيدة مع التحقيقات العلمية مثلما أهتم بالكتابة، وكان عناوين كتاباته لا تشكل له أي مشكلة فلم يكن لديه مانعاً بكتابة 100 صفحة و تحت عنوان واحد أو خالياً من العنوان ليضعه بين أيدي القارئ. مسعود محمد خلال سلسلة حياته الفكرية بإصدار العديد من الكتب و طبعها، و فيما يلي بعض إنتاجاته:  الكتب الكوردية: (( 1- حاجي قادري كويي – الجزء الأول – بغداد- منتدي المعلومات الكوردي 1973. 2- حاجي قادري كويي – الجزء الثاني – بغداد – منتدي المعلومات الكوردي – 1974. 3- حاجي قادري كويي – الجزء الثالث – بغداد – منتدي المعلومات الكوردي -1976. 4- وردبوونةوةيةك له ‌ضةند باسيَكي رِيَزماني كوردي ( التدقيق في بعض مسائل قواعد اللغة الكوردية )- منتدي المعلومات الكوردي – 1974. 5- ضةثكيَك لةطولَزاري نالي ( باقة من رياض نالي) – منتدي المعلومات الكوردي – بغداد – 1976. 6- ضةند ‌حةشارطةيةكي رِيَزماني كوردي ( مجموعة من مخزونات قواعد اللغة الكوردية) – بغداد – منتدي المعلومات الكوردي – 1976. 7- مرؤظ و دةوروبةر ( الإنسان و ما حوله)- بغداد – منتدي المعلومات العراق- القسم الكوردي – 1984. 8- بةرةو شةقامي ئاخاوتني كوردي ( نحو شارع المخاطبة الكوردية) – بغداد – منتدي المعلومات الكوردي -1978. 9- طةشتي ذيانم ( رحلة حياتي) – السويد – ستوكهولم – 1992 الطبعة الأولى)). أما الكتب العربية : (( 1- اعاد التوازن الي ميزان – مختل – المجمع العلمي الكوردي – بغداد 1977. 2- الي غورباشوفت العظيم. 3- التفسير البشري للتأريخ. 4- المجتمع البشري لماذا يشبه ‌مستشفي المجانين – اربيل 1999)). ينظر: شخصيات من الذاكرة الكوردية في 10 ابريل 2019.

قد يعجبك ايضا