د. ابراهيم احمد سمو
ليس كلُّ مَن ادَّعى النجاح إنساناً ناجحاً، و ليس كل من استطاع على وفق نظام مليء بالمراوغة والعنف النفسي شخصاً ناجحا أيضاً، وليس كل من حصل على الالقاب العلمية فرداً ناجحاً، وليس كلُّ من حصر نفسه في زاوية بعيدة جدا من المجتمع هو ناجح، و ليس من تفوق في علم دون التفوق اولا بالاخلاق والمعاملة الحسنة و روح العلاقة مع المجتمع وهو ناجح ومن استطاع عمل الخير ولم يفعل الخير وهو ناجح لابد من ان يواجه الشر يوما ما ، وعندها لايجد من يمد له يد المساعدة، و الإنسان بالافعال لا بالاقوال، والإنسان بالوفاء و الاخلاص وقول الحق و ذكر الجميل في حق الاخر الذي دفعه للنجاح… واي نجاح هذا الذي يدرك فيه القائم على امر الكُرسي الدوار … فالدهر ( الحياة الدنيا) يومان: يوم لك و يوم عليك ينهال عليك لا بالضرب بل بالوجع… ليس شرطا ان تتفوق و تصعد و تبرح و تجلس على كُرسي الطموح بل الامر و الشرط هو ان تتحمل وجع الوداع و تقبل ان تنسجم مع الواقع الجديد اي مكان سيحضنك و يستقبلك براحة بال خير المسؤولية، ومنذ زمان هو ان ياتيك متاخرا افضل من ان تاتيك في اول المشوار لان الوظيفة و المسؤولية غير ثابته ربما بقرار مفاجئ ربما الانسان لا يستطيع حتى حمل الاوراق اتذكر مثلا شخص عمل المستحيل في البقاء على الكُرسي بقي اكثر من اعوام و في الاخير سقط ومثل من مات و لم يعد يذكر اسمه ابدا وحتى من بين اهله الذين اكدوا في اكثر من مرة فقدوه عند المسؤولية حيث باع كل شيء، و نسي انه ابن من؟ و نسي مع من درس الحرف الاول؟ و نسي مع من كان يلعب الكرة المصنوعة من القماش؟ و نسي كم كان يحب ان يكون له من الألبسة ما يغطي جسمه بها؟ ولا عيب بالفقر من الايام ؛ بينما العيب انه لحد الان يوجد لديه كل شيء المال والحال و كل ما يرغب النفس الا للاسف عطف الناس، وحب الناس، و سلام الناس حتى الشارع الذي يمشى عليه غضب منه نعم هذا الرجل لا يمثل شخصا معينا بل يمثل كل من انكر: كيف ولد؟ وكيف كبر؟ و كيف تحول من فقير الى غني؟ و نسي كيف كان؟…المهم كل انسان حمل صفات الغائب و الغافل على امره اين كان؟ و الان اين هو؟ و الوقوف مع الايام انها مفردات الحياة هو ان تكبر ، وتحمل الخير ، وتمتاز بالتواضع والعمل المتواصل في خدمة البشر، وان ياخذ من شعار كلما كبرت مكانتك في المجتمع وبين الناس واهلك واقاربك وناسك وفي اي مكان بسبب المسؤولية عليك ان تتواضع اكثر ، و كلما دفع بك المال الحرام الى حب البقاء كانت نهايتك حزينة جدا… ربما يحدث ماهو لا على البال و لا على الخاطر انها سُنَّة الحياة: ان تفعل خيرا تَرَهُ، وان تعمل شرا تره… و كل مافي الامر على وفق قياس العيش لاكثر من ستين عاماً فقط هو ان تقدم العطاء، و ان تقدم الخير، و ان تنفتح على الناس حيث البقاء على الانعزال و الانفراد ربما يودي بالانسان مع الايام ان لا يجد من حوله احدا للمساندة و الدفع الى الامام؟!! و ما اتعب نفسه وافنى عمره وصحته في جمعه في سنوات قد يصرفها في سنوات وخلاص …؟!! انها معادلة الحياة كل من اعطى قراراً من الحقد و الكراهية واجه الضربة دون ان يدرك كيف جاءته الضربة، و كل هذا ممكن ان يتلافى من قبل الانسان شرط البقاء على البساطة و نكران الذات، وعاش على الصدق والاخلاق و التعامل مع النفس والضمير.